وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ندوة بعنوان : "فلسطين بين الحرب الدينية والصراع السياسي"

نشر بتاريخ: 08/07/2022 ( آخر تحديث: 08/07/2022 الساعة: 19:14 )
ندوة بعنوان : "فلسطين بين الحرب الدينية والصراع السياسي"


بيت لحم -معا- في محاولة لاستشراف تداعيات سيناريو تحول الصراع في فلسطين الى حرب دينية، وفحص ابعاد ذلك ومخاطرة، والذي تحذر منه القيادة الفلسطينيةباستمرار، عقد معهد فلسطين لابحاث الامن القومي ندوة حوارية متخصصة يوم امس الخميس، تحدث فيها د. وليد سالم الاستاذ المحاضر في جامعة القدس ومدير تحرير مجلة المقدسي، ود. محمد العايدي رئيس منتدى وزارة الأوقاف الأردنية للحوار الفكري، والدكتور عبد الكريم نجم رئيس المجلس الصوفي الأعلى في فلسطين.
وقدم الدكتور وليد سالم محاولة استقرائية تأصيلية للصراع التاريخي الدائر في فلسطين بدءا من الحروب الصليبية وانشقاق هنري الثامن عن الكنيسة الكاثولوكية في بريطانيا ونشوء البروتستانتية، وتزاوج الصهيونية المسيحية والصهيونية الدينية. وتوقف امام افكار الصهيونية الدينية الالفية حول إعادة اليهود الى فلسطين، وصولا الى الاستعمار الاستيطاني في فلسطين ومشاريع الاستيطان والتهويد.
وفي ربط محكم للسياق الزمني لهذا الصراع، أكد الدكتور محمد العايدي ان اختلاق الحروب ومحاولة اصباغها بالصبغة الدينية، هي حالة متجذرة ومتأصلة في الفكر الاستعماري الاستيطاني الصهيوني، مؤكدا انه من حيث المبدأ لا يجوز القتل بسبب الدين، وهذا هو موقف الدين الإسلامي، لذلك فان الإسلام يرفض ان يتحول الصراع من سياسي الى ديني ولا يدعو له، وان ظهور بعض التيارات الأصولية والراديكالية في صفوف المسلمين هي حالة شاذة لا تعبر عن الإسلام الحنيف، وان ادلجة الآراء السياسية من بعض الأطراف الفلسطينية سيكون له الأثر السلبي خاصة ان دولة الكيان ستستخدم مثل هكذا خطاب للتحريض على الفلسطينيين.
من جهته اشار الدكتور عبد الكريم نجم ان الكيان الصهيوني ومسانديه من الامبريالية العالمية والصيهيونية بشقيها المسيحي واليهودي، ومن خلال دعمه وتسهيله وخلق بعض التنظيمات الرديكالية كداعش والنصرة يهدف الى هدم الأنظمة السياسية العربية، وهناك خشية ان يكون النظام السياسي الفلسطيني وقضيته متسهدفة من خلال البديل الديني، وان هذه الاستراتيجية قد نجحت في إشاعة الفوضى في ليبيا وسوريا واليمن وقبله في العراق وما حالة الانقسام المستعصية على الحل الا شاهدا على ضعف الحالة الفلسطينية وهشاشتها، وتخدم في النهاية الرؤية والاهداف الاستيطانية الاستعمارية.
حضر الندوة نخبة من الاكاديميين والمهتميين من خارج فلسطين، وكان لمداخلاتهم واسئلتهم إضافة نوعية، اثرت مخرجات هذه الندوة، التي ادارها الباحث المشارك في معهد فلسطين الدكتور حسين رداد المختص بالدراسات الاستراتيجية. وسيقوم معهد فلسطين لابحاث الامن القومي باستكمال البحث في الموضوع وسبر اغواره من كافة الجواب من خلال ندوات وورش عمل ودراسات تتضمنها خطة عمله للفترة القريبة القادمة.