وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عن زيارة بايدن: إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد… عليهم السلام

نشر بتاريخ: 13/07/2022 ( آخر تحديث: 13/07/2022 الساعة: 13:21 )
عن زيارة بايدن: إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد… عليهم السلام

بقلم: د. صبري صيدم

الرئيس الأمريكي وفي اتصاله الأول مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد توليه الحكم في أمريكا قال إنه ليس ترامب، وإن حكمه سيشهد طلاقاً بائناً مع ما سمي بصفقة القرن، وإن التاريخ سيثبت ذلك، وإن إدارته ترفض تغيير الواقع على الأرض طارحاً نقاطه الست الشهيرة!

بايدن ذاته يأتي إلى المنطقة هذه الأيام بعد أن أعلن بأن أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي أولويته وهذا ما كان يقوله ترامب، وأنه سيدفع باتجاه تعزيز التطبيع مع دولة الاحتلال، وهذا أيضاً قاله ترامب، كما يرغب لقاء الزعماء العرب دعماً لما يعرف باتفاقات إبراهيم، وهذا أيضاً ما كان يقوله ترامب، بينما يومئ بأن افتتاح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية أمر مستحيل وهذا أيضاً ما كان يقوله ترامب، وأن السفارة الأمريكية التي افتتحت في القدس العربية باقية ومستمرة وأصبحت حقيقة واقعة وهذا ما أصر عليه ترامب، فأين الطلاق المزعوم؟ وهل إدارة ترامب تختلف عن بايدن كما زعم بايدن؟ أم أن بيت لحم ستستقبل ترامب بهيئة بايدن؟

الرئيس الأمريكي منشغل جداً باتفاقات إبراهيم نسبة لسيدنا إبراهيم أبو النبي موسى عليهما السلام، ليقف وسط قوم عيسى ومحمد أبناء إبراهيم عليهما السلام في بيت لحم وهم حانقون على تقاعسه وتردده وخوفه من اللوبي الصهيوني وابتلاعه لوعوده الستة التي أطلقها في بداية حكمه دونما أي طلب من أحد.

إبراهيم أبو الأنبياء، رمز العدل بين الأبناء لن يكون راضياً على التفرقة بين أبنائه لا من ترامب ولا بايدن ولا من حذا حذوهم من المتواطئين الملوثين بغبار التاريخ. وعليه فإن إبراهيم بريء من الاحتلال والاعتقال والقتل والمصادرة والعدوان لأبنائه وأحفاده، فما بالكم لو ارتبط الأمر بالأراضي التي صنفت مقدسة؟

ومع ذلك فإن الفلسطينيين لن يفوتوا فرصة لقائه رغبة منهم أن يفوتوا الفرصة على من يريد استغلال غيابهم ليقول بأن تفويت الحضور قد قاد إلى تفويت الحقوق.

بايدن الترامبي الهوا يجب أن يخلع عنه داء الخوف خدمة للعدالة ونصرة لحقوق البشرية الأصيلة أتباع موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام والذين لا يعرفون معاداة السامية ولا الحقد ولا الضغينة ولا هضم الحقوق ولا سلب الأحلام.

بايدن يحتاج لأن يقتنع بأن تكرار أفعال الإدارات المتعاقبة وإخفاقات الماضي لن يُوجِد له مكانا في التاريخ، ولن تدون البشرية بأنه كان الزعيم الذي أنهى الصراع العربي الإسرائيلي. بايدن يحتاج لأن يلتزم بما قال بأنه ليس ترامب، إذ إن كل ما فعله ويخطط لفعله هو ترامبي النكهة والصنع والتأثير، وإلا فلا علاقة له بإبراهيم ولا يونس بل أقرب للشيطان ودسائسه وأفعاله.

بايدن، الذي سيصلّي في كنيسة المهد عليه أن يعرف أن المسيح عليه السلام غاضب لا محالة على ظلم من اتبعوه في فلسطين العزيزة، وأن حضوره في القدس وفي المقاصد الإسلامية تحديداً دونما حرية للمسلمين في مسجدهم، الذي يستباح كل يوم، إنما يجعل النبي محمد عليه خير السلام وأحسن التسليم، غاضباً متألماً على حال من اتبعوه.

لذلك وبالمختصر فإن من يحمل يافطة النبي إبراهيم يجب أن يعرف أن أبا الأنبياء والأنبياء موسى وعيسى ومحمد إنما أولى أبجدياتهم هو: العدل أساس الملك والإنسانية الحق!

[email protected]