وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

شعبنا أقوى من تفاهُماتِهم

نشر بتاريخ: 14/07/2022 ( آخر تحديث: 14/07/2022 الساعة: 22:23 )
شعبنا أقوى من تفاهُماتِهم

يُتابعُ العالم أجمع زيارة الرئيس الأمريكي الى المنطقة، حيث وصلت طائرته وكان في استقباله قادة الاحتلال وما إن وصل حتى بدأ الحديث عن قوة دولة الاحتلال وضمان أمنها وقام بالتوقيع على مُذكرة "القدس"، والتي لا تتحدث سوى عن دعم هذا الكيان وإضعاف كل خصومه.

هكذا هي الولايات المُتحدة، سياستها واحدة وإن اختلف ساستها كما كان ترمب بالأمس والذي قاد كل تفاهُمات التطبيع بين دولة الاحتلال وبعض الدول العربية التي هرولت نحو هذا الكيان بطلب من أمريكا راعيته تحت ذريعة حمايتهم من المد الإيراني الذي بات يُشكل خطراً على هذه الأنظمة وعلى الكيان الصهيوني الذي التقت مصالحهم في مُعادات ايران، هذه المصالح التي ستقود الاحتلال الى التغول في هذه الدول من أجل السيطرة على خيراتها وتدعيم وجودها في المناطق وانتقالها من دول مُعادية الى دولة شريكة مُتفوقة عسكرياً بسبب الدعم الأمريكي وستتمتع بخيرات العرب مُقابل توفير حماية وهمية لهم.

أرى أن بايدن الذي وعد الكثير في حملته الانتخابية وخاصة سياسته تجاه القضية الفلسطينية والقدس وفتح القنصلية الأمريكية كما كانت في القدس الشرقية لتخدم الفلسطينيين وراح الى أبعد من ذلك حيث وصف نفسه أنه ليس ترمب ، يُثبت اليوم أنه الأكثر خطراً من ترمب الذي كان يُعادي بشكل واضح ، وإنما هو يظهر بمظهر الزعيم الأفضل لكن يُمارس أبشع المُمارسات.

سيلتقي بايدن الرئيس محمود عباس في بيت لحم وسيطير بعدها الى السعودية ليعقد قمة رباعية بينه وبين زعماء الهند والإمارات والسعودية ليعقدوا شراكة جديدة تُمكن أمريكا من إعادة هيمنتها من جديد على الشرق الأوسط بأكمله بثوب جديد تحت بند الأمن الغذائي العالمي وخاصة بعد أن أصبح هذا الأمن مُهدد بعد حرب أوكرانيا وروسيا .

إن الرهان على الدور الأمريكي فقط هو رهان خاسر لان راسم السياسة الأمريكية وخاصة الخارجية التي تتعلق بدولة الكيان هي الدولة العميقه التي تعمل داخل الولايات المتحدة وليس الرؤساء نفسهم سواء كان الرئيس جمهوري أم ديمقراطي فهم واحد في التعامل مع قضيتنا.

من هنا يجب التعويل على شعبنا الفلسطيني ووحدته أولاً فهو الوحيد القادر على إفشال كل مخططات هذا الكيان الهادف الى سلب كل مُقدراتنا، ويجب تفعيل قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الداعي الى إعادة النظر بالاعتراف بدولة الكيان والتحلل من كل الاتفاقات والالتزامات التي وقعت والتي لم يطبق منها سوى فيما يتعلق بالتزاماتنا أما دولة الاحتلال فلم تلتزم بشيء وضاعفت من سياستها الاستيطانية واجرامها الذي تمارسه بحق شعبنا بشكل يومي.

هم يريدون أن تبقى دولة الاحتلال قوية ونحن نؤكد أن شعبنا أقوى من كل تفاهُماتهم وأقوى من كل المؤمرات، وستشرق شمس حريتنا طال الزمن أم قصر والقارئ للتاريخ يعلم أن امبراطوريات أكبر من امريكا وحليفتها دولة الكيان اختفت عن الوجود وبقيت الشعوب وسترحل كذلك أمريكا وامبراطوريتها وسيبقى شعبنا صامد صابر لينال حقوقه المشروعة.

• كاتب وسياســي