الجمعية العربية لعلم الاجتماع والعروبة المعرفية...

كانت الجمعية العربية لعلم الاجتماع بعد مركز دراسات الوحدة العربية، ثم بمعيته من أفضل ما أنتجته الجهود الأهلية العربية، للتعاون والتشارك والتعبير المثمر عن الاهتمامات والرهانات.

أغلب مفكري وعلماء ومثقفي ومبدعي العرب الذين ظهروا في النصف الثاني من القرن العشرين، كانوا شركاء في فكرة الجمعية وفي دعوتها ولاحقاً في أنشطتها. الطاهر لبيب أخذ على عاتقه وذهب بالفكرة والدعوة نحو المأسسة لتصير جمعية رسمية لعلماء الاجتماع العرب، مقرها تونس ويشارك فيها العرب من مشارقهم الى مغاربهم.

الجمعية التي اهتمت بواحد من اهم الحقول المعرفية، هو حقل هندسة الوعي والمدركات والاستثمار في المعرفة كأرفع استثمار يحتاج اليه الناس ووعيهم كي يتدبروا أمر الحياة، سعت لتقديم مساهمتها بكل ما تيسر لها من سبل وامكانيات وظروف.

اهتمت الجمعية بقضايا الدين والمجتمع، وقضايا الانتلجانسيا العربية، وصورة الآخر وقضايا مختلفة أخرى.

وخصصت ملتقاً سنوياً للباحثين الشبان، واليوم من حيث انطلقت في تونس تواصل نشاطها ضمن ممكنات الظرف واللحظة، من خلال عقد ملتقى أجيال علماء الاجتماع العرب في دورته الثانية والعشرين بشراكة مع مخبر الدين والمجتمع بجامعة الجزائر 2، ومؤسسة كونراد أديناور- مكتب الجزائر.

الجمعية العربية لعلم الاجتماع هي واحدة من أهم مؤسسات العروبة المعرفية والثقافية التي قدمت مساهمتها في تشكيل وعي العرب ولا زال أمامها أفق واسع لتفعل ذلك.

*كاتب وأستاذ جامعي من فلسطين.