|
همس السنابل
نشر بتاريخ: 17/07/2022 ( آخر تحديث: 17/07/2022 الساعة: 17:36 )
السفير منجد صالح تُدغدغ أذنيّ همساتها، واسبح في رحيق نظراتها، في عينيها العسليّتين الفريدتين مُنقطعتي النظير. لم أرى في حياتي كعينيها، "تفطّ" منهما سهاما من عسل، تلفني في بحرٍ من الرحيق ماؤه عذبٌ طيّب المذاق، عميق النشوة بودٍ وتلاق لا بعده فُراق... رأيتها مرّة واحدة مُصادفة في "استوديو" اذاعة محلّية. شفتاها مُكتنزتان متوّردتان "تنزّان فراولة وكرز، تملآن سلّة من الفراولة وسلّتين من الكرز. كانت في غاية الاناقة والجمال.. كانت في مُنتهى الجمال، مُنتهى الجمال وحسن الخصال، يمامة حانية مُغرّدة، هديلها ابتسامات وهمسات السنابل تتمايل أمام نسمة الجنوب الهابة تُداعب مُحيّاها الحبّوب .. تبرق عيناها العسليّتين تسبيلهما وتُطلق سهاما من وله وشوق ورحيق، يدلّني على الطريق، الطريق إلى السنبلة اللولبية الانسيابيّة المُتمايلة المُذهّبة،.. تُطلق براعم وأزهار وورود، زنبقٌ وريحان وجوري وقرنفل أحمر وأبيض رقيق، في حديقة البيت العتيق، يحتضن الرحيق وجرن النحل و"خابية" الطحين والدقيق... هديل اليمامة يعود مُبتسما وهي "توشوش" الميكروفون، على الهواء مباشرة... همس روح السنابل تعبق المكان بشذرات العطر والندىى،... يتناثر رحيق العسل من الشفتين المُكتنزتين لتملأ الفضاء الرحب الفسيح بسهام الورد ونبال "النبيذ" العتيق. وتتمايل السنابل، بمتهى الانسياب، وتطلق همسا كروانيّا بُلبُليّا شديّا... وتبرق العيون العسلية الفريدة "فتفرش" ظلال الودّ في الطريق... كاتب ودبلوماسي فلسطيني |