سويلم: اعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني أمر ملح للحفاظ على المشروع الوطني
بيت لحم - معا- أكد الكاتب والباحث الأكاديمي الدكتور عبد المجيد سويلم أن النظام السياسي الفلسطيني يمر بمأزق ويحتاج إلى إعادة بناء على أسس ديمقراطية تعددية من أجل الحفاظ على المشروع الوطني، ولن يتأتى ذلك إلا بإنهاء الانقسام على أسس واضحة والاتفاق على برنامج سياسي مشترك يوحد طاقات وجهود الجميع بما يحافظ على منظمة التحرير الفلسطينية وصدارة القضية الفلسطينية.
جاء ذلك في محاضرة لسويلم بندوة حوارية عقدها معهد فلسطين لابحاث الامن القومي امس بعنوان "التغيرات في المشهد الاقليمي وآثارها المحتملة على النظام السياسي الفلسطيني بعد زيارة بايدن"، شارك فيها حشد كبير من المثقفين والاكاديميين والباحثين المهتمين من داخل وخارج الوطن، وجاهيا في مقر المعهد وعن بعد من خلال تطبيق الزوم. ورحب مدير عام المعهد د. نايف جراد في البداية بضيف المعهد الدكتور سويلم وبجميع المشاركين، منوها لأهمية الموضوع المطروح. وأدار الندوة الباحث المشارك في المعهد الدكتور أحمد نزال.
وأشار سويلم أن التطورات في المشهد الاقليمي مؤخرا تشير إلى أن حل القضية الفلسطينية مؤجل وقيام الدولة الفلسطينية ليس بقريب وغير محدد زمنيا كما جاء على لسان بايدن، فيما هناك انحياز أمريكي سافر للموقف الاسرائيلي اليميني المتطرف، المعبر عنه بإعلان القدس الذي سكت عن استمرار الاستيطان ومخاطره وزاوج في الرؤية تجاه الحل بين طروحات نتنياهو عن السلام الاقتصادي وطروحات بينيت عن تقليص الصراع والتعايش والهدوء، وفي ظل صمت ونفاق أوروبي وازدواجية معايير، وانقلاب خطير على صعيد التطبيع، يميز بين تطبيع فردي وجزئي اعتبر من أمور السيادة الوطنية ومفتوح على الغاربين، وتطبيع جماعي مشروط بقيام دولة فلسطينية بعيدة المنال، فيما التهويد والاستعمار الاستيطاني وفرض الوقائع الاحتلالية ودمج اسرائيل في المنطقة يجري على قدم وساق. وأكد سويلم أن هذا الوضع لا يحتمل ويحتاج لقلب الطاولة فلسطينيا، وأن ما يجري يحمل مخاطر جسيمة على القضية الفلسطينية، والتي تعاني أصلا من استمرار فقدان التوازن في العلاقة بين السلطة والمنظمة ومن ترهل وتكلس النظام السياسي وانقسامه وتراجع الحيز الديمقراطي. وأكد سويلم أن المخرج من هذه الحالة يتمثل بالعمل الجاد من أجل إنها الانقسام والاتفاق على برنامج وطني يعيد الاعتبار لمهمة التحرر الوطني. وجرى بعد محاضرة سويلم نقاش عميق للقضايا المطروحة، شارك فيه كل من د. محمد عودة وسامر سلامة ود. راتب أبو رحمة ومحمود النجار وانور رجب ود. زكريا السلاودة وميساء أبو زيدان وعمر حمايل ود. عبد الكريم نجم.