نشر بتاريخ: 25/07/2022 ( آخر تحديث: 25/07/2022 الساعة: 18:58 )
تل أبيب- معا- تستخدم الحكومة الإسرائيلية سياسة "العصا والجزرة"، مع لبنان في محاولة لدفع المفاوضات غير المباشرة بين البلدين، لترسيم الحدود البحرية بينهما.
ويلوّح مسؤولون إسرائيليون، تارة، بالعواقب العسكرية على لبنان، وتارة أخرى، بالفوائد التي ستعود عليه حال التوصل إلى اتفاق.
ومساء الثلاثاء الماضي، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إلى إتمام المفاوضات مع لبنان، "في أسرع وقت ممكن".
وجاء تصريح لابيد، بعد تحليقه بواسطة طائرة، فوق منصة الغاز التي تسميها إسرائيل "كاريش" والتي تعتبر أنها تقع في حدودها المائية، فيما يقول لبنان إنها في المنطقة المتنازع عليها بين البلدين.
وقال لابيد في التصريح: " تكمن في مخزونات الغاز الخاصة بإسرائيل إمكانات من شأنها أن تساهم في حل أزمة الطاقة العالمية، حيث يمكن للبنان أن يستفيد من تطوير المخزونات الموجودة في مياهه الاقتصادية، من خلال المفاوضات التي ينبغي إتمامها في أسرع وقت ممكن".
ولكن قبل ذلك بساعات، كان لابيد ووزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، خلال جولة على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية، يطلقان التهديدات ضد لبنان.
وقال لابيد: "دولة إسرائيل جاهزة ومستعدة للتحرك في مواجهة أي تهديد، ومع أننا غير معنيين بالتصعيد إلا أن كل من سيحاول المس بسيادتنا أو بمواطني إسرائيل سيكتشف بشكل سريع جدًا أنه قد ارتكب خطأ فادحا".
أما غانتس فقال: "تعرف الدولة اللبنانية ويعرف قادتها جيدًا، أنه إذا ما اختاروا مسار النار، فهم سيتعرضون للحروق ولأذى كبير".
ويبدو أن الضغط الإسرائيلي يأتي مدفوعا من اقتراب موعد بدء ضخ الغاز من منصة كاريش.
وكانت وزارة الطاقة الإسرائيلية قد توقّعت بدء ضخ الغاز من منصة كاريش، في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.
وقالت: "إن بدء إنتاج الغاز الطبيعي من منصة كاريش، والمتوقع في سبتمبر/أيلول، سيعزز بشكل كبير إمدادات إسرائيل وأمن الطاقة، ويزيد المنافسة، ويقلل الأسعار في السوق المحلية، ويتيح زيادة صادرات الغاز الطبيعي الإسرائيلي حيث يواجه العالم أزمة طاقة غير مسبوقة".
وأضافت: "تقع منصة كاريش للغاز الطبيعي في المياه الاقتصادية الإسرائيلية، على بعد حوالي 80 كيلومتر غرب شواطئ البلاد. ومن المتوقع أن تتصل المنصة بخزان غاز كاريش في سبتمبر/أيلول المقبل، وأن توفر نحو نصف الطلب على الغاز الطبيعي في الاقتصاد الإسرائيلي".
وأطلق حزب الله، الذي يعتبر أن منصة كاريش تقع في منطقة متنازع عليها، طائرات مُسيّرة باتجاه المنصة وهو ما اعتبرته إسرائيل تهديدا استراتيجيا.
كما حذّر زعيم حزب الله، حسن نصر الله، منتصف الشهر الجاري، من "اندلاع حرب" إذا "لم يحصل لبنان على حقه في الغاز".
وتتوسط الولايات المتحدة الأمريكية في المفاوضات غير المباشرة بين البلدين، لترسيم الحدود البحرية بينهما.
ومنتصف الشهر الجاري، قال نيد برايس، المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأمريكية، إن بلاده ما تزال "ملتزمة بتسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل للتوصّل إلى قرار بشأن ترسيم الحدود البحرية، علما أنه من غير الممكن تحقيق التقدّم نحو أي حلّ إلا من خلال المفاوضات بين الطرفين المعنيين".
وأضاف برايس: "ترحّب الإدارة الأمريكية بروح التشاور والصراحة لدى الطرفين للتوصّل إلى قرار نهائي، من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الاستقرار والأمن والازدهار لكل من لبنان وإسرائيل، وللمنطقة بأسرها، ولا تزال تعتقد أن هذا الحلّ ممكن".
ويواصل الوسيط الأمريكي، آموس هوكستين، التحرك بين الطرفين، ولكن الحراك يتخلله تهديدات إسرائيلية ولبنانية متبادلة.
وشهد الأسابيع الأخيرة توترات بين إسرائيل ومنظمة حزب الله، التي قال الجيش الإسرائيلي إنه أسقط أكثر من طائرة صغيرة بدون طيار أطلقتها المنظمة، باتجاه منصة الغاز وأيضا الأراضي الإسرائيلية.