|
مقال يديعوت الافتتاحي: اخرجوا من هناك
نشر بتاريخ: 28/07/2022 ( آخر تحديث: 28/07/2022 الساعة: 20:59 )
بيت لحم- معا- كتبت صحيفة يديعوت العبرية في مقالها الافتتاحي " ليس ليهود روسيا ما يبحثون عنه في روسيا. نوصي بحرارة الـ 120 حتى 150 الف ممن تبقوا فيها ان يبدأوا على الفور بتحزيم امتعتهم واعداد أنفسهم لكل وسيلة ممكنة للخروج من الدولة. قبل أن تغلق بواباتها – وقبل أن تستيقظ بكل شدتها اللاسامية الروسية السوداء." وفيما يلي بقية المقال كما نشره موقع أطلس:" سواء نجحت اسرائيل في تأجيل اغلاق مكاتب الوكالة اليهودية في أرجاء روسيا أم لا فان الصورة الكبرى واضحة: ليس ليهود روسيا ما يبحثون عنه في روسيا. نوصي بحرارة الـ 120 حتى 150 ألف ممن تبقوا فيها ان يبدأوا على الفور بتحزيم امتعتهم واعداد أنفسهم لكل وسيلة ممكنة للخروج من الدولة. قبل أن تغلق بواباتها – وقبل أن تستيقظ بكل شدتها اللاسامية الروسية السوداء. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتأكيد ليس مصابا باللاسامية، فهو يكبحها ويقاتل ضدها، ولكن محيطه محمل باللاسامية. لم يعد ممكنا تجاهل الاقوال اللاسامية الفظة لوزير خارجيته سيرجيه لافروف والنزعة القومية المتزمتة وكراهية الاجانب المنتشرة كالنار في قيادة الحكم. يهودية رئيس اوكرانيا تستخدم، وليس بالتلميح كدليل مزعوم على نكران الجميل لدى الشعب اليهودي تجاه الامة الروسية التي هزمت النازيين في الحرب العالمية الثانية وبذلك أنقذت ما تبقى من اللاجئين. هذا يحصل ليس فقط في روسيا. فقد تحول شرق اوروبا الى منطقة جغرافية من الافضل لليهود أن يخرجوا منها، يغادروها بأسرع وقت ممكن. وبين هذا وذاك فهي تفرغ منهم تماما تقريبا. في بولندا لم يعد هناك يهود؛ الأخيرون غادروها منذ اقيم في وارسو تحالف برئاسة حزب القانون والعدالة المحافظ – القومي. كما لا يوجد يهود في تشيكيا، سلوفاكيا (دولة مع تاريخ من اللاسامية الاجرامية)، رومانيا (كما أسلفنا) وبلغاريا. نحو 40 ألف يهودي هنغاري لسبب ما يصرون على البقاء فيها، رغم التنكر الدائم لمتصدري الرأي العام في بودابست لجرائم النازيين والهنغاريين تجاه اليهود. بعد التصريحات العنصرية لرئيس وزراء هنغاريا فيكتور اوربان الذي يطلق مؤخرا مواعظ علنية للطهارة العرقية، لا مكان لاي يهودي على ارضها. بالنسبة لأوكرانيا ليس معروفا كم يهوديا لا يزال يعيش فيها. معقول ان ليس أكثر من 20 ألف. في هذه الايام هم يعانون مثل كل اوكراني آخر، لكن ليس متعذرا تصور سيناريو يبدأ فيه استمرار الحرب ضد الغازي الروسي الوحشي يبدو في نظر ابناء الدولة المنهكين كنوع من المؤامرة اليهودية، إذا اخذنا بالاعتبار الاصل اليهودي للرئيس زلنسكي وغير قليل من زملائه في الحكم. يحتمل الا يحصل هذا؛ وماذا إذا نعم؟ اوروبا الشرقية، من البحر الاسود حتى البحر البلطيق كانت بلاد ملايين اليهود الكثيرين ممن خلقوا فيها ثقافة دينية وعلمانية رائعة – وكذا اقليم ملعون، وقعت فيه الملاحقات، الاعتداءات الجماعية وكارثة. بعد الكارثة بقي في الاتحاد السوفياتي الاوروبي وشرق اوروبا نحو مليوني يهودي. بعضهم آمن بالخلاص الشيوعي، بعضهم رأوا أنفسهم ناجين يواصلون حماية الذكرى والتقاليد، وبعضهم حلموا بصهيون دون أن يسمح لهم بتجسيد حلمهم. بالتدريج عقد بعد عقد، غادر معظمهم تقريبا، هاجروا الى اسرائيل او هاجروا الى غرب اوروبا والى الولايات المتحدة. والان نضج الاوان لإغلاق الفصل الاخير في تاريخ يهود شرق اوروبا، تاريخ بلا سابقة وبلا شبه في تاريخ الانسانية. لا في بهائه ولا في ثنائه. اخرجوا من هناك، ايها اليهود. صحيح انه صعب وأليم ترك العمل، التعليم، السكن والاصدقاء والانتقال الى بلاد بعيدة، لكن يبدو ان لا مفر لكم. إذ انه إذا ما وعندما ينهار النظام الديمقراطي – الليبرالي هناك مرة اخرى ويحل محله فاشية جديدة محلية، حتى وان كانت رقيقة، اين ستختبئون؟ زمن آخر اليهود في شرق اوروبا تم وانتهى."
|