نشر بتاريخ: 07/08/2022 ( آخر تحديث: 07/08/2022 الساعة: 14:33 )
لأسباب انتخابية بحتة شنّ الاحتلال حربا على تنظيم الجهاد الإسلامي، واعتقد جنرالات الاحتلال انهم سوف يحققون انتصارا مجانيا على تنظيم فلسطيني يضمن لمجموعة من المراهقين السياسيين ان يتحولوا الى ارقام مهمة .
الاحتلال شن حربا مماثلة على فتح عام 2002 وطارد كتائب شهداء الأقصى بوحشية ونفذ اعدامات جماعية بحقهم وحق جنود الامن الوطني الذين لبّوا نداء عرفات .
وشن الاحتلال حربا مماثلة على الجبهة الشعبية ولا يزال. وشن حرب إبادة على حماس عام 2008 .
كانت المنطقة تسير على طريقة (لا حرب من دون فتح ولا سلام من دون حماس). ولكن إسرائيل ومن خلال نزق سياسي هستيري جعلت نفسها مع جيوشها وطائراتها وحكومتها وأحزابها وغواصاتها وسفنها في كفة، وجعلت منظمة الجهاد الإسلامي في كفة. وأقنعت نفسها أنها حققت نجاحا عظيما بعدم دخول حماس في المعركة. وهذه نظرية سخيفة لا داعي لبحثها الان لان إسرائيل ستكتشف غباءها في اول مواجهة قادمة مع حماس، كما تدور الان مواجهات مع كتائب شهداء الأقصى في جنين وشمال الضفة الغربية .
آجلا أو عاجلا سوف تنتهي هذه المعركة. لتعود الأمور وتأخذ حجمها الطبيعي على طاولة المعادلات المحلية والإقليمية .
إسرائيل سوف تكتشف ان تنظيم الجهاد الإسلامي باق ولم يذهب الى أي مكان. وانما صار جزءا من معادلة كبيرة وحظي بمكانة تصل الى مكانة التنظيمات الكبرى عسكريا وسياسيا .
وسوف يكتشف الاحتلال أنه بدأ المعركة ولا ينهيها. وان اغتيال القادة لا يعتبر نصرا عسكريا .
المنظمات الفلسطينية أوقفت الاغتيالات السياسية في بداية التسعينيات بشكل كامل. ولكن إصرار الاحتلال على مواصلة الاغتيالات سيعيد التنظيمات للتفكير بهذا الأسلوب مرة أخرى. كما فعلت الجبهة الشعبية ردا على اغتيال الشهيد أبو علي مصطفى حين اغتالت الوزير رحبعام زئيفي، ونذكر مشوارا طويلا لا ينتهي من الاغتيالات التي نفذتها فتح فترة الأمير الأحمر (على حسن سلامة) . ومئات الأمثلة .
لغاية الان فتح وحماس والجهاد الإسلامي والعديد من التنظيمات لا ترد على الاغتيالات باغتيالات مضادة. ولكن قيام الاحتلال باستهداف المباني والابراج والمدارس والشقق السكنية مناخ اجرامي قد يخلق معادلات جديدة وعنيفة .
الجمهور الفلسطيني غاضب ومقهور لان الاحتلال لا يدفع ثمن جرائمه. ولان الإرهابيين اليهود يقتحمون الأقصى ويعتدون على المدنيين بقوة الشرطة والجيش .
اما الجمهور الإسرائيلي فهو يعيش حالة سكر شديدة ويشعر بالانتشاء حين يشاهد البنايات الفلسطينية في غزة تتهدم على رؤوس ساكنيها .
في ظل انعدام الأفق لحل سياسي. وفي ظل مواصلة الاحتلال لجرائم الاغتيالات وهدم المنازل وتدنيس أماكن العبادة. وفي ظل الهوان الذي تعيشه الأنظمة العربية الرجعية والمطبعة.. أرى ان الأحزاب الإسرائيلية الراهنة التي لا تملك أي حل سياسي تدفع بالمنطقة كلها الى معادلات جديدة وعنيفة يمكن تخيّلها ولكن لا يمكن منعها .