|
هنالك ما هو مشرق دائماً بمقابل الحرب العدوانية على شعبنا
نشر بتاريخ: 14/08/2022 ( آخر تحديث: 14/08/2022 الساعة: 11:31 )
في زمن المتغيرات المتسارعة الجارية بالعالم اليوم والهجمة المستعرة الوحشية على شعبنا وقضيتنا ومنظمة التحرير وتراثها الثوري التاريخي ، وعلى أثر متغيرات التحالفات بالاقليم خاصة بعد ما سمي باتفاقيات التطبيع المجانية "ابراهام" والمحاولات المحمومة من الإدارة الأمريكية في محاولات ترتيب أوضاع المنطقة بما يخدم الغطرسة الاسرائيلية ورؤيتها الاستعمارية خاصة فيما حاول بايدن القيام به من خلال زيارته الأخيرة ، التي عاد منها دون ان يحقق كل مراده سوى تعزيز التحالف الاستراتيجي مع دولة الاحتلال بهدف استدامة احتلالها ، حتى يأتينا المسيح المنتظر الثاني ليلبي مطالبنا وفق ما أخبرنا به هذا الرجل الصهيوني العجوز "بايدن" . مكاننا ان نكون جزء من هؤلاء وان نساندهم كي يساندونا ، دورنا ان نقاتل من أجل كرامة فلسطين ومن أجل الحريات ومبادئ الإنسانية جمعاء وتقدمها في هذا العالم ، ان نكون مع من يقاتل لاجلنا ولاجل قضايا العدل والحق أيضا ، دورنا ان نبحث عن أصحاب المبادئ والسياسات المشتركة معنا بالعالم من دول وأحزاب وقوى اجتماعية تقدمية التي تتفق مع مطالبنا وحقوقنا المشروعة الغير قابلة للتصرف ونطور علاقاتنا معها وإلتي تقف الى جانب حريتنا في هذا العالم دون نفاق سياسي او ازدواجية معايير . أن الأمر برمته يجب أن يتعلق باستمرار كفاحنا في رفض الاحتلال من حيث المبداء ودحره كجريمة مستمرة منذ ٥٤ عاما ، بعد أن اتموا صفحات النكبة الأولى كجريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان منذ ٧٤ عاما، بما تشكله تلك الجريمتين وما بينهما حتى اليوم من انتهاكات للقانون الدولي ولكافة القرارات الأممية ، ومحاولة لتنفيذ المشروع الصهيوني الاستيطاني الاحلالي برمته في كل ارض فلسطين التاريخية ، كجريمة مضافة تستهدف الحقوق الغير قابلة للتصرف لشعبنا الفلسطيني وفي مقدمتها حق تقرير المصير . أن الحرب الوحشية العدوانية في أشكالها الأخيرة أن كان في غزة او جنين ونابلس وفي كل المدن والقرى والمخيمات الصامدة ، هي تفاصيل وتداعيات لاستمرار تلك الجريمة المترتبة عن الاحتلال نفسه ومحاولات استدامته من خلال القتل والتدمير والاستيطان. ان ذلك يجب ان يكون اولوية الآن ضمن العمل مع شبكات التضامن الدولي للشعوب للتاثير في استمرار الضغط على حكومات الغرب من جماهير شعوبها ، من خلال العمل الدبلوماسي المقاوم المتكامل بعيدا عن النعومة الفائضة التي لا تؤتي بثمار ، وتفعيل أشكال مقاومتنا الشعبية بالوطن وتوسيع قاعدة المشاركة الجماهيرية بتفعيل دور القوى الوطنية وممارسة كل أشكال الديمقراطية والبناء المؤسساتي ووضع البرامج الكفاحية وحشد دور سفاراتنا وجماهيرنا واطر جالياتنا وفعالياتنا ورجال أعمالنا بالشتات من خلال استنهاض نفسها وتحمل مسوؤلياتها وتوسيع قاعدة عملها بين اوساط شعبنا والجاليات العربية والمجتمعات الأوروبية وغيرها التي تقيم بها ، بما يتوافق مع الرؤية السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية للصمود والكفاح الوطني للمساهمة في تحقيق العمل والرؤية الوطنية المطلوبة خاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تتطلب التعاون والتكاثف بين الجميع في غياب اي تجاوب إسرائيلي مع إمكانية وجود أفق سياسي ينهي الاحتلال والاستيطان والتهويد ، ذلك أن الاحتلال العنصري لا يفرق بين أحداً وأحد منا ، فالكل الوطني مستهدف بل ووجودنا مستهدف أمام اصرار الإجماع الصهيوني باسرائيل على استكمال تنفيذ رؤيتهم . إن العالم لم يعد كما كان والتاريخ يسير في حلقة لولبية ولا يقف عند نقطة معينة ولا ينتظر أحداً. ورغم سياسة الهيمنة والعربدة الصهيو أمريكية في هذا العالم والتي استمرت لعقود ، وممارسة ابشع انواع الابتزاز السياسي من خلال استغلال مسالة معاداة السامية وربطها الدنيئ بمعاداة الصهيونية في محاولة لفرض وقائع سياسية على عدد من الدول والأحزاب في هذا العالم بمساعدة المال اليهودي الصهيوني ، الا ان الشعوب والقوى التقدمية باتت تدرك مخاطر تلك الادعاءات الزائفة واخذت تُلحق بحلفاء الحركة الصهيونية من اليمين حول العالم خسائر أمام فوز قوى اليسار والتقدم أن كان بأوروبا او بأمريكيا اللاتينية التي اعتبرتها الادارات الأمريكية كحديقة خلفية لها . لذلك علينا اليوم التوجه إلى هذه الشعوب المتحركة واحزابها أينما كان والمساهمة الفاعلة مع اصدقاؤنا فيما يدعوا هم له من احتجاجات ضد الاحتلال او العنصرية واستغلال مسألة عدم قدرة المجتمع الدولي اليوم على استمرار تحمل عبئ إسرائيل كدولة احتلال وابرتهايد مارقة فوق القانون ، كذلك عدم قدرة الانظمة السياسية الحاكمة حتى في أوروبا بتجاهل المطالب الشعبية وقوي الرأي العام و أحزاب المعارضة، بل وحتى اوساط من قاعدة تلك الاحزاب الحاكمة نفسها ، وأن نتخذ مواقف من سياسات الحروب الأمريكية بالوكالة من خلال الناتو او الاستفزازات الأمريكية ضد عدد من الدول التي قدمت الدعم السياسي لنا على مدار سنوات طويلة واصبحت اليوم تَصعد كقوة عظمى جديدة لتعيد التوازن للنظام العالمي المتداعي بشكله السابق . دورنا ان نستنهض قوى برلمانية، نقابية ، حزبية ، بلديات ومنظمات جماهيرية ضاغطة على الحكومات في كل العالم ، لان الحكومات متغيرة وتحديدا الأوروبية منها حتى نستفيد من تأثير هذا الضغط في علاقاتنا الثنائية مع تلك الدول وحتى لا تتراجع مواقفها الرسمية او تتدحرج إلى الوراء ببطء. وفي هذا السياق هنالك ضرورة دائمة لقراءة دروس التاريخ وعِبَرها وتقيمها في كل مرحلة من محطات مرحلة التحرر الوطني التي ما زلنا نسير فيها بما تحمله من تعقيدات لم تشهدها حركات تحرر وطنية أخرى بالعالم ، حتى نتجاوز سلبيات العمل أو اسباب الاخفاق في بعض القضايا . لكن علينا ان نبتعد عن النظر من زاوية سوداوية واحدة، فهنالك ما هو دائما مشرق بمقابل ذلك ، علينا الاستفادة من تلك المتغيرات الجارية بالعالم وذلك الضؤ حتى ولو كان ما زال باهتاً ، فكلما اقتربنا منه يصبح اكثر اشعاعاَ ، وهنا اكرر ما كان المؤسس والقائد الشهيد ابو عمار يقوله دائما، "يرونها بعيدة ونراها قريبة ، وانا لصادقون ". ومن أجل تفعيل دورنا بين قوى الشعوب السياسية والاجتماعية التي لا توالي الاستعمار ومبادئ الظلم والاضطهاد او دولة الاحتلال خاصة وان ثورتنا كانت تحمل راية لواء حركات التحرر العالمية لعقود طويلة ، دورنا ان نستنهض كما قلت كافة قوى الشعوب الحية لاستغلال اليات تضغط بها على حكوماتها في كل العالم ، لان الحكومات متغيرة وتحديدا الأوروبية منها حتى نستفيد من تأثير هذا الضغط في علاقاتنا الثنائية مع تلك الدول وحتى لا تتراجع مواقفها الرسمية او تتدحرج إلى الوراء كما هو حاصل مع بعض الدول . |