|
حرب الاحتلال على التعليم في القدس... تهديدات وقرارات
نشر بتاريخ: 23/08/2022 ( آخر تحديث: 23/08/2022 الساعة: 20:54 )
القدس- تقرير معا- عشية العام الدراسي الجديد، تتصاعد هجمة سلطات الاحتلال على مدارس مدينة القدس؛ قرارات وإجراءات وتهديدات مختلفة، تصب في نهاية المطاف لفرض سياسة الاحتلال للتعليم في المدينة. على مدار السنوات الماضية، حاولت سلطات الاحتلال فرض شروطها على التعليم في مدارس القدس، ولعل أبرز تلك الشروط كانت "تدريس المنهاج الفلسطيني المحرف في المدارس التابعة لها"، والتي تبدو مطابقة للمنهاج الفلسطيني الا ان العديد من الدروس والصفحات والرموز حذفت منها، لكن المدارس ولجان أولياء أمور الطلبة تمكنوا من الصمود أمام ذلك وتمكن أولياء الأمور من توزيع الكتب المدرسية غير المحرفة. ومؤخرا أرسلت وزارة التعليم في حكومة الاحتلال رسالة لعدة مدارس في مدينة القدس عنونت "كتب مدرسية تحتوي على محتوى تحريضي في مدارس القدس الشرقية"، حيث هددت بسحب ترخيصها في حال " العثور على مؤسسة تعليمية تقوم بالتدريس في الكتب المدرسية التي تحتوي على مواد تحريضية". رئيس لجنة أولياء أمور الطلبة زياد الشمالي أوضح أن الرسالة وصلت لعدة مدارس في مدينة القدس، ولم تصل البعض لأسباب غير معروفة، وقال :"من الممكن أن يكون استفراد ببعض المدارس وبالتالي تطبيق القرار على كافة المدارس التي تحصل على مخصصات من البلدية ووزارة المعارف". وأوضح الشمالي لوكالة معا أن التعميم الذي وصل الى المدارس يوضح انه سيتم مرافقة ممثل قسم التنفيذ موظفي البلدية الذين يوزعون الكتب وسيوقع ممثل المدرسة على خطاب أعده القسم القانوني (في جميع المؤسسات التعليمية في القدس الشرقية)، وسيتم توضيح للمدرسة أنه لا يجوز التدريس في الكتب المدرسية التي تحتوي على مواد تحريضية، وسيتم مراجعة الأمر." وأوضح الشمالي أن أولياء أمور الطلبة سيوزعون المنهاج الفلسطيني غير المحرف على الطلبة في المدارس، تأكيدا على حق الطلبة بدراسته. ولفت الشمالي أن سلطات الاحتلال تحاول منذ عام 2011 توزيع الكتب المحرفة على المدارس القدس "التي قامت البلدية بطباعتها وحذف الدروس منها "، ولكن هذا العام الوضع يختلف مع التعميم الجديد والتهديد بسحب تراخيص المؤسسات التعليمية. ولفت الشمالي لوكالة معا الى قرار وزارة التعليم في حكومة الاحتلال، الذي صدر نهاية تموز الماضي، بسحب ترخيص 6 مدارس في مدينة القدس لمدة عام، بحجة "التحريض في الكتب المدرسية"، ويشمل القرار مدرسة الإبراهيمية في الصوانة، ومدارس الإيمان بكافة فروعها في بيت حنينا بالقدس. أوضح الشمالي أن قرار سحب الترخيص، حتى اليوم هو قرار واسع وغير محدد بأنه يعني "سحب تراخيص وإغلاق المدارس بشكل نهائي"، أم هو "قطع التمويل والمخصصات من الوزارة فقط"، لافتا الى وجود عدة مدارس في مدينة القدس حتى اليوم لا تأخذ أي مخصصات من الجهات الإسرائيلية ومستمرة بتدريس المنهاج الفلسطيني. وأضاف الشمالي إذا كانت سلطات الاحتلال تهدد بسحب تراخيص وإغلاق مدارس، فهي لن تكون قادرة على استيعاب الطلبة وتوفير مقاعد دراسية لهم، كما يوجد العديد من المدارس في القدس تعتمد بشكل أساسي على المخصصات التي تأخذها من البلدية ووزارة المعارف الاسرائيلية والغاء تمويلها من الممكن أن يؤدي الى اغلاقها لعدم قدرتها على الاستمرارية في دفع الرواتب وتوفير المستلزمات. وحذر رئيس لجنة أولياء أمور الطلبة من الإجراءات والتهديدات التي تصل الى مدارس القدس، والتي ستكون مقدمة لفرض تدريس المنهاج الاسرائيلي بالكامل وفتح الصفوف داخل المدارس. وشدد الشمالي على ضرورة وجود رؤية وموقف فلسطيني يجمع المرجعيات الدينية والوطنية والمؤسسات المحلية والدولية لحماية التعليم في مدينة القدس، وللخلاص من هذا التحدي بأقل الاضرار. ولفت الشمالي الى وجود 4 مظلات تعليمية في مدينة القدس وهي:
أولياء أمور الطلبة في الكلية الإبراهيمية فيما قالت لجنة أولياء أمور الطلبة في الكلية الإبراهيمية أن المخاطر الحالية التي تواجه المدارس الأهلية والخاصة في القدس التي تعلم المنهاج الفلسطيني، تتمثل في تحريف هذا المنهاج وتشويهه، إذ أن التحريفات التي أحدثتها دولة الاحتلال على هذه المناهج الدراسية الفلسطينية تُمثل انتهاكات واضحة بحق الطلبة وذويهم باختيار المناهج التي يرغبون في تعلمها، إذ أنّ هذه التحريفات تتعارض مع اتفاقيات أوسلو الموقعة بين السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال، كما أنها تناقض اتفاقيات جنيف ومبادئ القانون الدولي الانساني. وأضافت اللجنة أن الاحتلال يحاول نزع الهوية الفلسطينية عن الطالب المقدسي وفصله عن تاريخه ومجتمعه من خلال حذف كل ما يتعلق بهذا الانتماء في كتب المنهاج، على سبيل المثال وليس الحصر؛ في كتاب المطالعة والنصوص للصف العاشر، تم حذف مواضيع التعبير المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، وتمسك الفلسطينيين بالأرض والوطن رغم الاحتلال (ص 119 من الكتاب)، كما تمّ حذف أبيات الشعر (ما قيمة الانسان بلا وطن بلا علم، الواردة في كتاب المطالعة والنصوص للصف العاشر أيضا، في كتاب التلاوة والتجويد للصف الثامن تمّ استبدال كلمات في آيات قرآنية من سورة الكهف وأحكام التجويد الخاصة بها (الآيتين: "رجما بالغيب"، "سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم" المحرفة: استبدال الآيتين بالكلمتين: سهم، خمسة سادسهم)، إضافة الى التحريف في كتاب المطالعة والنصوص للصف الثامن؛ حيث ورد في المنهاج الفلسطيني الأصيل نص عن وصف القدس ونشاط عن شعراء فلسطينيين، أما في المنهاج المحرف فقد حُذف النص والنشاط -ص 69) وهذه مجرد أمثلة قليلة عن التحريفات والتشويهات العديدة للمناهج الفلسطينية الأصلية. وأضافت في بيان لها طباعة كتب النسخة الفلسطينية القديمة مع تحريفها وتسويقها لمدينة القدس على أنها طبعة صالحة للتدريس لهذا العام، علما بأنّ الدائرة العامة للمناهج الفلسطينية أجرت تعديلات على الطبعات القديمة، وأصدرت طبعات جديدة للكثير من الكتب. كما حذفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي العلم الفلسطيني وكافة الرموز الوطنية عن جميع الكتب رغم أن وجودها من حق للناشر، ولا يحق قانونيا لغيره إزالتها. وقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بطباعة الكتب الفلسطينية، مع حذف آيات قرآنية ونصوص أضرت بالمفهوم التعليمي؛ فكيف يقرأ الطالب قصيدة حذف منها أبياتٌ شعرية، أو حذف قصائد كاملة مثل قصيدة للشاعر عبد الرحيم محمود، أو حذف كلمات معينة فتظهر القصيدة وكأنها كلمات متقاطعة. وأكدت لجنة أولياء أمور الطلبة أن المنهاج مادة تراكمية؛ لذا فإنّ حذف مواد ومضامين ومصطلحات معينة، سيضر بالطالب الذي سيتقدم في النهاية لامتحان الثانوية العامة الفلسطيني، وهنا نشير الى ان تحريف المنهاج لم يقتصر فقط على حذف رموز او فقرات من دروس معينة، بل قاموا بحذف دروس كاملة، واستبدالها بدروس أخرى تعزز على سبيل المثال التعايش مع الاحتلال، ومع الإشارة أيضا إلى أنّ الحذف والتحريف تضمن الصفّ الأول الأساسي وحتى العاشر الأساسي، وهذه مرحلة التعليم الأساسي. |