نشر بتاريخ: 26/08/2022 ( آخر تحديث: 26/08/2022 الساعة: 20:47 )
أصبحت حبوب المخدرات سريعة الانتشار، فأصبحنا كل يوم نسمع عن نوع حبوب مخدرات جديدة لجلب أكبر عدد من الشباب والأمر أصبح ليس مقتصراً على الشباب فقط، بل وصل الأمر لكبار السن لاعتقادهم بأن حبوب المخدرات تجعلهم أكثر شباباً وحيوية ولزيادة قدرتهم على ممارسة العلاقة الجنسية.
فلا يهدأ مروجو المخدرات في العالم عن العمل الجاد لإيجاد أنواع جديدة للمخدرات، على هيئة حبوب وحقن وطوابع لاصقة وأشكال جديدة، لجذب جميع الفئات الشباب والكبار والرجال والنساء إلى عالم المخدرات الواسع.
ولا يسعنا معرفة جميع انواع حبوب المخدرات واعراضها ولكن نسعى دائما لمعرفة أكبر قدر من المعلومات عن انواع المخدرات واضرارها لتوعية الأشخاص بحقيقة هذه المواد وآثارها على حالتهم الجسدية والنفسية.
ومن خلال إحصائيات وتقارير "الإدارة العامة لمكافحة المخدرات" في الشرطة الفلسطينية، نلاحظ التزايد المتسارع في انتشار هذه الآفة، رغم تراجعها قليلاً في ظل جائحة كورونا في العام 2020 لتعود في العام 2021 إلى سياقها المتزايد، وبالتالي زيادة حجم الخطر المحدق بالمجتمع الفلسطيني.
وسوف نتحدث عن أشهر نوعين من الحبوب المخدرة المضبوطة في المدن الفلسطينية وهما حبوب الكبتاجون وحبوب الاكستازي من حيث تركيبها واضرارها واحصائيات الإدارة العامة في مكافحة المخدرات عن عمليات ضبط المخدرات في المدن الفلسطينية من 2018 لغاية 2021، وعن طرق الحد من انتشار الحبوب المخدرة بين الشباب الفلسطيني.
حبوب الكبتاجون: الاسم التجاري لدواءٍ ذي تأثير نفسي أنتجته الشركة الألمانية Degussa Pharma Gruppe عام 1961، وتمّ بيعه على شكل أقراص بيضاء اللون عليها شعار مميّز يشتمل على نصفي قمر.
وهذا الدواء عبارة عن حبوب تم تصنيعها من مزج كل من مادتي الأمفيتامين (Amphetamine) المنبه للجهاز العصبي المركزي والتيوفيلين (Theophylline) ، وتعرف باسمها العلمي فينيثايلين (Fenethylline)، واستخدم طبيا من أجل علاج الأطفال المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة (ADHD) أو كعلاج بديل لمرض الاكتئاب، ومنشطاً للجهاز العصبي المركزي.
يُدرج الكبتاجون في عائلة الأدوية المعروفة باسم الأمفيتامينات، وهذه الأدوية مرتبطة كيميائياً بالناقلات العصبية الطبيعية مثل الدوبامين والإيبينيفرين (المعروف أيضاً باسم الأدرينالين).
وفي المقابل، اثبتت الأبحاث العلمية والدراسات المختلفة ان حبوب الكبتاجون مادة تسبب الإدمان، ولهذا السبب بالتحديد أصبحت غير قانونية في معظم دول العالم منذ عام 1986.
تأثيرات حبوب الكبتاجون:
1- تسبب العجز الجنسي، فقد وجد أن حبوب الكبتاجون تؤثر تأثيرا مباشرا على العلاقة الجنسية لدى الرجال، ومن المحتمل أن يؤدي إلى إصابتهم بالعجز الجنسي والعقم.
2- يؤدى الكبتاجون إلى تساقط الأسنان.
3- يؤثر بصفة كبيرة على الجهاز العصبي حيث أنه يقوم بتدمير الأعصاب المركزية التي تتحكم في النواقل العصبية، والتي تقوم باستقبال المستقبلات الحسية، وبالتالي التأثير على المخ أيضا، وضعف ردود الأفعال التي تكون نتيجة للمستقبلات الحسية.
4- تسبب الذهان، أثبتت الدراسات وجود علاقة مباشرة بين الإصابة بالذهان وتعاطي الامفيتامينات، حتى أنهم تغلبوا على هذه الأعراض باستخدام بعض الأدوية التي تعالج الذهان.
5- تسبب المشاكل النفسية مثل الاكتئاب والقلق النفسي، ويصل تدهور الحالة إلي التفكير والإقدام على الانتحار، وإيذاء الآخرين.
6 – تعمل على عدم القدرة على التوازن والإتيان ببعض التصرفات الغير عادية، وربما يرجع ذلك إلى الشعور ببعض الهلوسات والضلالات السمعية والبصرية.
7 - الاستهلاك المستمر لمثل هذه النوعية من الحبوب يؤدي إلى التعرض لحالات عديدة من الغيبوبة، وفى بعض الحالات تسبب فقدان الذاكرة.
8- الإصابة بالعديد من أمراض الدم حيث يكون نقص شديد في عدد كرات الدم الحمراء والبيضاء،
وبالتالي الإصابة بالأنيميا، ونقص المناعة وخصوصا في سن الشباب والمراهقة.
حبوب الاكستازي: دواء منشط معروف أيضاً باسم الميثيلين ديوكسي ميتامفيتامين (MDMA) تم تصنيعه في عام 1912 في دولة ألمانيا عندما كان يصنع بغرض الاستعمال لأغراض طبية:
• تحسين الحالة المزاجية.
• زيادة النشاط.
• فتح الشهية.
• زيادة العاطفة.
• تقليل الشعور بالألم.
• زيادة الرغبة الجنسية.
• تنظيم النوم.
وهذه الفوائد تعد دواعي استعماله أو تفسر لماذا يقبل الشباب على تناول حبوب الاكتسازي، لكن في الوقت نفسه لا يعلم مدمن الاكستازي الأضرار الخطيرة التي تفوق تلك الفوائد والتي جعلت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تقوم بإدراجه في عام 1985في جدول المخدرات وتعلنه دواءً غير مشروع تداوله.
تأثيرات حبوب الاكستازي:
1. الشعور بجفاف شديد في الفم وعدم القدرة على بلع الأطعمة.
2. وجود انقباضات متتالية في الفكين وتكون بطريقة لا إرادية يصعب التحكم فيها من خلال المتعاطي.
3. فقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول الأطعمة وخصوصا في الفترة التي تلي تناول تلك الحبوب.
4. عدم القدرة على التركيز وضعف في الحواس المرتبطة بالإدراك والسمع وغيرها والتي من الممكن أن تسبب مشكلات كبيرة للشخص المتعاطي.
5. بمجرد أن يبدأ تأثير العقار نجد أن المتعاطي يشعر بدوار وتعب شديد وعدم القدرة على الحركة.
6. بعد الانتهاء من تأثير العقار من الممكن أن يصاب الشخص بنوبة من الاكتئاب قد تستمر لعدة أيام فضلا عن شعوره بالبارا نويا ومجموعة أخرى من الأمراض النفسية والقلق والتوتر الشديد.
7. حدوث العديد من المشكلات المرتبطة بالجهاز الهضمي والتي من الممكن أن تصل بالمتعاطي إلى مرحلة الانهيار والتي من الممكن أن تستمر إلى عدة أيام بعد تناول هذا المخدر.
8. من المشكلات التي يسببها عقار الأكستازى هو توقف الجسم عن إخراج البول بطريقة طبيعية، وربما ذلك بسبب شعور المتعاطي بمزيد من العطش الشديد.
9. حدوث بعض الآلام داخل الفم مع تناول الجرعات الزائدة حيث يؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل في الفم نتيجة الاضطرابات المتتالية والمتكررة للفكين بطريقة لا إرادية.
10. الاكتئاب والتفكير في الانتحار.
11. ضعف في الذاكرة والانتباه.
12. ارتفاع درجة الحرارة.
13. زيادة ضربات القلب.
14. مشاكل في الكبد والكلى.
خطورة تعاطي حبوب الكبتاجون والاكستازي:
صحيح ان حبوب الكبتاجون وحبوب الاكستازي مستحضرات صيدلانية، حضرت وصنعت في مصانع الادوية من اجل استخدامها طبيا لمعالجة مجموعة من الامراض، الا ان هذه الادوية أصبحت خطرا مدمرا ومنعت عمليات تصنيعها واستخداماتها الطبية في كل دول العالم، وذلك لعدة أسباب نذكر منها ما يلي:
1- سوء استخدام لهذه الحبوب بين الشباب والمراهقين من حيث سبب استخدامها وجرعتها دون اللجوء للجهات الطبية.
2- إضافة العديد من المركبات الكيميائية شديدة الخطورة من قبل مصنعي المخدرات على حبوب الكبتاجون والاكستازي ودون وجود أي مصدر أو محتوى يوضح التركيب الكيميائي لتلك المواد وبالتالي فإن تلك المكونات الضارة للعناصر والتركيبات تدخل في تركيب الحبوب المخدرة و ينتج عنها أضرار بالغة وتسبب الإدمان.
3- حبوب الكبتاجون والاكستازي لها أخطار عديدة على الجسم، وذلك بسبب طريقة عمل الحبوب عند إساءة تناول وتعاطي هذه الحبوب، او عند تناول جرعات زائدة عن الطبيعي، حيث تساهم المادة الفعّالة للحبوب في تحفيز الجهاز العصبي المركزي في المخ، وهو ما يزيد النشاط والحيوية والتركيز الشديد، وبالتالي فإن المتعاطي لهذه الأقراص يتناول في كل مرة جرعات زائدة لكي تزيد من حالة التركيز والنشوة والسعادة والراحة الجسدية والنفسية، ولكن هذا يؤدي غلى الاعتماد الجسدي والنفسي على تناول هذه الحبوب، هذا الاعتماد الكلي على هذه الأقراص يؤدي إلى أن ادمان أقراص الكبتاجون والاكستازي ويكون بديلاً عن إفراز الهرمونات الطبيعية في الجسم، وبالتالي تنتهي دورة العمل الطبيعي لها بسبب المؤثر الخارجي الذي يعمل على إفرازها بصورة غير طبيعية.
احصائيات ضبط المخدرات خلال الفترة من 2018 ولغاية 2021
أولا – في عام 2018: ومن خلال إحصائيات وتقارير "الإدارة العامة لمكافحة المخدرات" في الشرطة الفلسطينية، نلاحظ ان إدارة مكافحة المخدرات قد تعاملت على مدار عام 2018 مع 2132 قضية ضبط مخدرات بكافة أنواعها، مسجلة بذلك زيادة بلغت نسبتها 31% عن عدد القضايا التي تعاملت معها في عام 2017 وقبضت من خلال متابعتها لهذه القضايا على 2567 شخصًا مشتبه بتجارتهم أو حيازتهم او تعاطيهم أو ترويجهم للمخدرات بزيادة بنسبة 34%عن العام الذي سبقه من بينهم 29 انثى كان لهن دور في ترويج وتجارة المواد المخدرة.
وبينت الإحصائيات أن محافظة ضواحي القدس كانت المحافظة الأعلى ضبطًا للمخدرات، وبلغت نسبة الضبط فيها 17,4%؛ ثم محافظة رام الله بنسبة 16,4%؛ تلتها محافظة جنين، حيث بلغت 11,2%؛ فيما سجلت سلفيت أقل نسبة ضبط فيها بلغت 2,2%.
كما ضبطت إدارة مكافحة المخدرات خلال عام 2018 ما يزيد عن 262 كغم من مادة القنب الهندي المهجن " الهايدرو " وما يقرب من 16 كغم من مادة الحشيش المخدر وكذلك ضبطت ما يقرب من 33 ألف شتلة من الأشتال المخدرة داخل 47 مشتلًا ومستنبتًا تم بنتها وجهزتها بالمعدات اللازمة عصابات وتجار المواد المخدرة في هجمة واضحة من جهات إسرائيلية باتجاه الأراضي الفلسطينية.
كما ضبطت نحو من 14 ألف حبة من الحبوب المخدرة بأنواعها المختلفة من الاكستازي والكبتاجون وغيرها من أنواع هذه الحبوب.
ثانيا – في عام 2019: وحسب الاحصائية السنوية العامة لإدارة مكافحة المخدرات عام 2019، فإن عدد قضايا ضبط المخدرات هو 1993 قضية، بينها 13 زراعة ومستنبتات، فيما بلغ عدد المضبوطين 2372، بينهم 244 تاجرا، و64 مروجا، و43 زراعة، و2021 متعاطيا، بينهم 2339 ذكرا، و33 انثى، منهم 67 دون سن 18 عاما.
ثالثا- في عام 2020: وفي عام 2020، سجلت 1879 قضية ضبط، بينها 10 قضايا زراعة ومستنبتات، وبلغ عدد المضبوطين 2259، بينهم 217 تاجرا، و64 مروجا، و45 زراعة، و1933 متعاطيا، بينهم 2230 ذكرا، و29 انثى، منهم 56 دون سن 18 عاما.
وبسبب جائحة "كورونا"، انخفضت اعداد القضايا المضبوطة وكميات المواد المخدرة مقارنة بالأعوام السابقة، ولجأ بعض المتعاطين الى زراعة القنب داخل منازلهم من أجل التعاطي، والى استبدال بعض المواد المخدرة بأنواع اخرى مثل استبدال المارجوانا بالقنب المصنع، بحسب التقرير.
رابعا- في عام 2021: ومنذ بداية العام 2021 وحتى الرابع من شهر كانون الأول 2021، بلغ عدد القضايا المضبوطة 2279، وعدد المضبوطين 2596، بينهم 2557 ذكرا، و39 أنثى.
ولا يخفى على أحد خطورة تعاطي المخدرات والإدمان عليها على المستوى الوطني والفردي، فهي من أكبر العقبات التي تقف عثرة أمام جهود التنمية والإعمار والبناء، والإدمان عليها يؤدي إلى انتشار الأمراض الاجتماعية والسلوكية، بالإضافة إلى آثار الدمار الاقتصادي والصحي والسياسي على الفرد والمجتمع، ولذلك أجمعت كل دول العالم على محاربة هذه الظاهرة، وإنشاء المؤسسات المعنية بذلك، وتنظيم البرامج الكفيلة بالتغلب عليها، وعقد المؤتمرات والندوات الإقليمية والدولية.
طرق الحد من انتشار الحبوب المخدرة بين الشباب الفلسطيني
1- الاهتمام بالتربية والبيئة: يجب التركيز على التربية السليمة، والاهتمام بتأمين بيئة مناسبة للعيش بعيداً عن خطر الإدمان والمخدرات، هذا لا يقع على عاتق الأسرة والمجتمع فقط، بل يعتبر من واجبات الحكومات التي يجب أن تزيد الاهتمام بالمناطق الأشد فقراً والأكثر تضرراً من انتشار المخدرات.
2- تفعيل الرقابة الأسرية: الرقابة الأسرية ليست فقط على الأطفال والمراهقين، بل الشباب الراشدين وحتى الأكبر سناً يحتاجون للاهتمام والملاحظة الدائمة من محيطهم الأسري.
3- تعليم الشباب تقنيات مواجهة الضغوطات: بما ان إدمان المخدرات طريقة للهروب من الواقع أو التعامل مع الإجهاد والاكتئاب، التي يلجأ إليها الشباب الذين لا يملكون الخبرة الكافية للتعامل مع الضغوط والصدمات، وجب الاهتمام بالأفراد الذين يعانون من ظروف استثنائية أو يعانون من مشاكل نفسية وعاطفية، وأخذ أعراض الاكتئاب والوحدة والفراغ التي يشكو منها الشباب على محمّل الجد.
4- التوعية المستمرة بخطر الإدمان: حملات التوعية التي تقوم بها المنظمات الأهلية أو الحكومية تلعب دوراً حاسماً في تقليل نسبة الإدمان على المخدرات في فئة الشباب.
5- مواجهة مروجي وتجّار المخدرات: للقانون والسلطة التنفيذية دور مهم في مواجهة انتشار المخدرات بين الشباب، من خلال تركيز الجهود على ضبط بؤر التصنيع والتهريب وملاحقة المروجين أكثر من التركيز على المتعاطين أو المدمنين.
6- توفير الرعاية الطبية للمدمنين: طريقة التعامل مع المدمنين تنعكس على فرص تأثيرهم على الشباب غير المدمنين، فكلما استطعنا مد يد العون لإخراج المدمنين من هذه المحنة، كلما قلّت فرص تورط أشخاص آخرين، ويعتبر المدمن الذي لا يتلقى الرعاية المناسبة سبباً من أسباب انتشار عدوى المخدرات في المجتمع.
7- توفير الدعم النفسي والاجتماعي للمتعافين: أيضاً يجب الاهتمام بالأشخاص الذين تعافوا من الإدمان وعادوا إلى حياتهم الطبيعية، ليس فقط من خلال تأمين الرعاية اللاحقة لهم، لكن من خلال دعمهم اجتماعياً ومساعدتهم على إعادة الاندماج، بل والاستفادة منهم في التوعية ومكافحة انتشار المخدرات.
8- تكاتف الجهود: على الاسرة والمدرسة والجامعة والمجتمع ودور العبادة والاعلام والأجهزة الأمنية مسؤولية كبيرة في عمليات الوقاية من الحبوب المخدرة.
وفي الختام لا ينتهي الكلام عن انواع الحبوب المخدرة وأضرارها وما تسببه للفرد والمجتمع ولكن ما نود إيصاله إليكم ان الوقاية خير من العلاج ويجب على كل فرد من المجتمع أن ينجو بنفسه ومن حوله من خطر الإدمان .