|
الشعبية تحيي ذكرى استشهاد أمينها العام
نشر بتاريخ: 30/08/2022 ( آخر تحديث: 30/08/2022 الساعة: 17:46 )
غزة- معا- قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين جميل مزهر، اليوم الثلاثاء، إنّنا "نقفُ اليوم وإيّاكم إحياءً للذكرى السنويّة الحاديةِ والعشرين لاستشهاد القائد الوطني والقومي الكبير الرفيق أبو علي مصطفى ، لنؤكّدَ مجدّدًا على وفائنا لما تركه لنا هذا الراحلُ الكبيرُ من إرثٍ كبير، واستلهامِ الدروسِ والعبر من هذه المدرسةِ الثوريّة التي تجسّدت فيها روحُ العطاء والانتماء للوطن". وجاء ذلك خلال مهرجان إحياء ذكرى استشهاد القائد الوطني أبو علي مصطفى الـ21 في مركز رشاد الشوا غرب مدينة غزة بحضور وفود فصائلية ومجتمعية ونسوية، وقبيل بدء المهرجان هاتف مزهر زوجة القائد الوطني أبو علي مصطفى، حيث شدّد خلال الاتصال على أنّ الجبهة الشعبيّة ماضية في طريق الرفيق الشهيد أبو علي وعلى خطى قادة شعبنا وحفظ وصاياهم حتى التحرير والعودة. ولفت مزهر، إلى أنّه "تمثّلت في شخصيّة أبو علي صفاتُ التواضع والنقاء الثوريّ، والفكر والوعي والصلابة، والشخصيّة الصادقة الثابتة التي لا تساوم على المبادئ، وفي هذه الذكرى لا بدَّ لنا أن نقفَ منحازين لمبادئنا وقضايانا التي من أجلها ناضل واستشهد الرفيقُ أبو علي مصطفى، وما كان يميّزُ الشهيدَ هي شخصيّتُهُ الوحدوية، ورؤيتُهُ الثاقبة، فهو الذي أعطى المقاومةَ قيمةً سامية، وتعزّزت تحت قيادتِهِ الجبهةُ في أصعب الظروف، خاصّةً عند عودته للوطن واندلاع الانتفاضة الثانية، وجهوده من أجل إعادة بناء الأوضاع التنظيميّة والعسكريّة، التي نجح من خلالها في أن يؤدّي الرفاق دورًا فاعلًا ورئيسيًّا في مجابهةِ العدوّ الصهيونيّ في هذه الانتفاضة". وشدّد مزهر على أنّه "من أجلِ الصفات التي تجسّدت في هذا الشهيد؛ أقدمَ هذا العدوُّ الصهيونيُّ الجبانُ على اغتيالِهِ جسدًا؛ فقصف مكتبَهُ في رام الله، ولم يدركْ هذا العدوُّ أنّ فكرَ الشهيد ومبادئَهُ ستظلُّ حاضرة، وستزيدُ الجبهةَ تصميمًا على مواصلةِ هذا الطريق، الذي سار عليه الرفيق القائد أحمد سعدات صاحبُ شعار "الرأس بالرأس" ورفاقُهُ الذين استكملوا المسيرة، وتمكّنوا من الإطاحة برأس أحدِ رموزِ الحكومةِ الصهيونيّةِ الوزير العنصري رحبعام زئيفي". اقرأ ايضا: كلمة نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة الرفيق المناضل جميل مزهر خلال مهرجان إحياء ذكرى استشهاد القائد الوطني أبو علي مصطفى وقال مزهر، إنّ "العدوُّ الصهيونيّ بطبيعتِهِ الإجراميّةِ الإرهابيّةِ ما زال يواصلُ ابتلاعَ الأرضِ ومواصلةِ مخطّطاتِ الضمِّ والتوسّعِ الاستيطانيّ، مستهدِفًا الاستيلاءَ على الأرضِ وتهجيرِ أبناءِ شعبِنا، وحشرِهم في معازل، واستباحةِ المقدّسات". وشدّد مزهر على أنّ "الاحتلال يواصل استباحةِ الوجودِ الفلسطينيّ وحصرِ شعبِنا في إداراتٍ محليّةٍ أو روابطَ إداريّةٍ تديرُ شؤونَ تجمّعاتٍ عازلةٍ لشعبنا في ظلّ محاصرتِها بالوحداتِ الاستيطانيّة، وفي كلِّ تجمعٍ يقدّمُ العدوُّ تسهيلاتٍ إنسانيّةً ومعيشيّةً وَفْقَ نظريّةِ "تقليص الصراع والسلام الاقتصاديّ" التي انتهجها الاحتلالُ في السنواتِ الأخيرة. أي الاقتصادُ مقابلَ الأمن. وتابع: "رغمَ استمرارِ هذا العدوان، إلّا أنّ شعبَنا كعادتِهِ لم يستسلم. فاستعادَ وحدتَهُ النضاليّةَ التي عمل العدوُّ على تمزيقِها وتوزيعِها وتقسيمِها لقضايا مناطقيّةٍ مطلبيّة. هذا العدوُّ رأى بالوحدةِ الجماهيريّةِ والنضاليّةِ التي جسّدها شعبُنا منذ أيّار 2021، تهديدًا وجوديًّا، ورغمَ مرورِ أكثرَ من عامٍ على معركةِ سيف القدس ؛ ما زالَ يسعى لمحوّ نتائجِها وتفتيتِ وَحْدتِنا، ويستخدم العدو كلَّ الوسائلِ وأعتى آلاتِ الحربِ الصهيونيّةِ الأمريكيّة، مرورًا بتصعيدِ الحصار، ومدِّ مساحتِهِ وحيّزِهِ ليتجاوزَ غزةَ وفصائلَها لمخيماتِ اللجوءِ والشتات، ومنظماتِ المجتمعِ المدني، ومحاصرةِ أهلِنا في الضفةِ والنقب، ومحاولاتِ تحويلِ مدننا وقرانا في الداخلِ إلى معازل". ولفت مزهر إلى أنّه "ورغمَ كلِّ ذلك فقد سجّلت المقاومةُ تقدّمًا ملموسًا في تطوّرِ أدواتِها وأسلحتِها النوعيّة، وتنوّعِ أشكالِها وتكاملِها كسلاحٍ يشهرُهُ شعبُنا للتعبيرِ عن وحدةِ الساحاتِ وتكاملها، التي تجسّدت بالملموسِ في معركة سيف القدس، والعمليّات الفدائيّة التي انطلق بها مقاتلو شعبِنا في ميادينِ البطولةِ والفداءِ والاشتباكِ المفتوحِ مع العدوّ، وأبدعَ شعبُنا بالحجرِ والسكّين والرصاص في الضفّة والنقب و القدس ليستعيدَ هذا النضالُ وحدةَ الدم والمصيرِ والهُوية، التي حاول العدوُّ تمزيقَها، ولم تعد غزةُ وحيدة، ولم يعد العدوُّ قادرًا على الاستفرادِ بجنين أو نابلس، ولم يعد المستوطنون قادرين على الدخولِ لمدنِ الضفةِ ومخيماتِها، أو محاولاتِ جنودِ الاحتلالِ الاستفرادَ بأهلِها، أو تسييرِ مسيراتِ الإرهاب في القدس، دون أن يستنفرَّ شعبُنا بكلِّ مكانٍ في وجهِ هذا الإرهاب". وأشار مزهر إلى أنّه "ورغمَ هذهِ الإنجازات، يجب أن نقولَ الحقيقةَ بوضوحٍ لأبناءِ شعبِنا، وهنا يجبُ أن نتحدثَ بصراحةٍ عن المخاطرِ الناتجةِ من هذا الوضع، وتحميلِ المسؤوليّاتِ لأصحابِها، أولًا: عجزُ القوى السياسيّةِ عن ترجمةِ الوحدةِ النضاليّةِ والميدانيّةِ التي صنعها شعبُنا في ميادينِ المواجهة، وثانيًا: العجزُ عن مواجهةِ كسرِ الحصارِ وأدواتِ الابتزازِ الماليّ والسياسيّ وأموالِ المانحين، التي يستخدمُها العدوُّ وحلفاؤهُ لإخضاعِ شعبِنا وفرضِ الهيمنة، فما زال في مخيّلة الكثيرين أنّ علينا تقديمَ المزيدِ من التنازلاتِ لأجلِ استمرارِ التمويلِ الدوليّ والأمريكيّ". وأردف بالقول: "هذا وهمٌ كبيرٌ وخطير. فالتمثيلُ الوطنيُّ ليس بالبحثِ عن خطِّ اتصالٍ مع الإدارةِ الأمريكيّةِ، لكن بالتعبيرِ عن إرادةِ أبناءِ شعبِنا في كلِّ بقاعِ وجودِهم وشتاتِهم وإخضاعِ السياسةِ والقراراتِ والمواردِ لإرادةِ هذا الشعبِ العظيم، وثالثًا: فشلُ سياساتِ الحكمِ في توفيرِ متطلّباتِ الصمودِ لشعبِنا، بل والاستمرارُ في سياساتٍ اقتصاديّةٍ تضعُ المزيدَ من الأعباءِ على كاهلِ شعبِنا المكافح". وشدّد على أنّه "ورغمَ إنجازاتِ معركةِ سيف القدس في توحيدِ ساحاتِ الوطنِ في حراكٍ ميدانيّ، إلّا أنّنا فشلنا جميعًا في إيجادِ جسمٍ نضاليٍّ موحَّدٍ على امتدادِ فلسطين، وفي مواقعِ وجودِ شعبِنا في الداخلِ والخارج، وأمامَ كلِّ ذلك أصبحَ إجراءُ مراجعةٍ وطنيّةٍ شاملةٍ أمرًا ضروريًّا، حتّى نتخلّصَ من هذهِ الأزمةِ المزمنة، وتتوحّدَ طاقاتُنا في مواجهةِ هذه التحدّيات. كما أكَّد مزهر على أنّ "ضرورةُ الحفاظِ على المقاومة، وقدرتِها، ووحدتِها، ونسجّلُ هنا أنَّ وحدةَ المقاومةِ المسلّحة في إطارِ غرفةِ العمليّاتِ المشتركة، هي خطوةٌ ضروريةٌ حققتها إرادةُ الشعبِ الفلسطيني، يجبُ تقويمُها وتطويرُها، وتحويلُها إلى جبهةِ مقاومةٍ وطنيةٍ موحَّدة. هذه الجبهة هي التي تحدّدُ تكتيكاتِ المقاومةِ متى وأين وكيف تقاومُ ارتباطًا بمصلحةِ شعبِنا، وواهمٌ من يظنُّ أنّنا سنفرّطُ بالمقاومةِ أو سنسمحُ بالمساسِ بها أو دقِّ الإسفين بين فصائلِ المقاومةِ المختلفة، بل سنواصلُ العملَ من أجلِ تطويرِها وصولًا لجبهةِ مقاومةٍ وطنيةٍ واسعة". وقال إنّ "مهمةَ تحريرِ الأسرى هي التزامٌ وواجبٌ وطنيٌّ وأخلاقي، ولتحقيق هذا الالتزامِ لا خطوطَ حمراء أمامَ المقاومةِ لانتزاعِ حريّتِهم، وحقوقَ ذوي الشهداء والأسرى خطٌّ أحمر، لا يمكنُ السكوتُ أو الصمتُ أمامَ سياساتِ العبث، التي قَسّمت شهداءَنا وأسرانا زمانيًّا ومكانيًّا، وعبثتْ بحقوقِهم المعيشيّةِ والمدنيّة، التي يجبُ أن تتوقّفَ، ويتمَّ الإفراجُ عن حقوقِهم في أسرعِ وقت. باعتبارِ هذا الحقِّ غيرَ قابلٍ للمساومةِ أو التجزئة". وبيّن مزهر: "نعملُ مع أبناءِ شعبِنا من القوى الوطنيّة والمجتمعيّة كافةً، من أجلِ تكاملِ ساحاتِ الفعلِ الميدانيّ والجماهيري، في إطارِ تجسيدِ مفهومِنا للمواجهةِ الشاملةِ مع العدو، وأنّ معركتَنا معَهُ هي معركةُ الشعبِ الفلسطيني جميعًا، ما يُوجبُ توحيدَ الطاقاتِ الوطنيّةِ والكفاحيّةِ في مقاومةِ الاحتلالِ والتصدّي لمخططاتِه، وسنواصلُ النضالَ من أجلِ استعادةِ الوحدةِ الوطنيّةِ الشاملة، فقرارُ شعبِنا هو الوحدةُ والنضالُ والمقاومةُ والحريّة، ولن نفرّطَ بأيٍّ من ذلك، ونرى أنّ أيَّ قيادةٍ سياسيّةٍ لا تستطيعُ الامتثالَ لإرادة شعبِها في الوحدةِ لا تستحقُّ موقعَها، وعليها مراجعةُ ذاتِها، وعلينا محاسبتُها". ووجّه نائب الأمين العام رسالة لمن يُسيطرُ على مقاليدِ الحكمِ والجهاتِ المسؤولة، إنّ قال: "إنّنا نريدُ منكم سياساتٍ وإجراءاتٍ لا تُشكّلُ عبئًا على شعبِنا، وتضعُ كلَّ المواردِ في خدمةِ الناسِ وصمودِهم، خاصّةً في حوزةِ أفقرِ الناسِ وأكثرِهم نضالًا، ويجبُ أن نعملَ جميعًا من أجلِ تعزيزِ صمودِ أبناءِ شعبِنا في أرضِه، ونرى أنّ توفيرَ متطلّباتِ الصمودِ لهم يتطلّبُ تَحمّلَ هذهِ الحكوماتِ ومعَها الفصائلُ والقوى المجتمعيّة مسؤوليّاتهم للوصولِ إلى هذا الهدف، ونقولُ لكلِّ من هو في موضعِ الحكمِ والسلطة: إنّ سياساتِكم أقلُّ ما يقالُ عنها: إنّها خاطئة، وتسهمُ في تقويضِ صمودِ شعبِنا وكشفِ ظهرِه". وتابع مزهر: "سنواصلُ في الجبهةِ معارضتَنا مع مطالبتِكم بإخضاعِ هذهِ السياساتِ للمحاسبةِ والمسائلةِ وطنيًّا، والمساهمةِ جميعًا في خطّةِ صمودٍ وطنيٍّ تجنّدُ كلَّ المواردِ وتعيدُ توزيعَها بعدالة، ولا يجوزُ أن يكونَ الأكثرَ تضحيّةً وجهدًا في النضالِ والمعاناةِ هو الأقلُّ نصيبًا في مقدّراتِ الوطن، ولا يجوزُ أن يخضعَ أهلُ المقاوِمِ والشهيدِ لمتطلّباتِ جماعاتِ المصالحِ، أو أن يموتَ الطفلُ المريضُ أمامَ مكاتبِ العلاجِ بالخارج، نتيجةَ إجراءاتٍ بيروقراطيّةٍ أو مزاجيّةٍ لهذا المسؤولِ أو ذاك، وندعوكم لبرنامجٍ اجتماعيٍّ حقيقيٍّ يحفظُ كرامةَ أُسرِ الشؤونِ الاجتماعيّةِ الفقيرة، ويصونُ حقوقَها ويُعزّزُ صمودَها". وأضاف قائلاً: "لا معنى للوحدة دون عدالةٍ اجتماعيّةٍ وتوزيعٍ عادلٍ للمواردِ ولأعباءِ الصمودِ والمواجهة". إنّ "بنت الشهيد وابن الشهيد والأسير والفقير والمناضل يجب أن تكونَ حقوقُهم مكفولة"، وعدمَ قدرةِ الحكوماتِ على مواجهةِ هذا الواقعِ المعيشيّ الكارثي ترك آثارًا سلبيّةً على حياةِ الناسِ الذين باتوا ينظرون لتصاريحِ العملِ عند الاحتلالِ منقذًا لهذا الوضعِ الكارثيّ، فمن يتحمّلُ مسؤوليّةَ أن يكونَ المنسّقُ هو الحلُّ للأغلبيّةِ من أبناءِ شعبِنا؟ هل شعبٌ جائع فقير يستجدي تصريحَ عملٍ عندَ العدوِّ قادرٌ أن يُشكّلَ حاضنةً للمقاومةِ في المستقبل؟ إنّ الشعبَ الذي يدفعُ من دماءِ أبنائِهِ لدعمِ المقاومةِ يجبُ حمايتُهُ والدفاعُ عنه وعدمَ تركِهِ فريسةً لمؤسّساتِ النهبِ وشركاتِ السمسرةِ من جامعاتٍ وبلديّاتٍ واتصالاتٍ وبنوكٍ تحقّقُ أرباحًا بملايين الدولارات سنويًّا". ورأى مزهر أنّه "آنَ الأوانُ لأنْ نتحرّكَ من أجلِ إنقاذِ شعبِنا من براثنِ الانقسامِ والفقرِ والجوعِ والتسوّل، فالتاريخُ لن يرحمَنا والأجيالُ ستلعنُنا جميعًا، وعنوانَ هذهِ الوحدةِ هو برنامجٌ وطنيٌّ لمواجهةِ الاحتلال، والتخلّي عن اتّفاقِ أوسلو الكارثي، والمضيّ تجاهَ تشكيلِ مجلسٍ وطنيٍّ فلسطينيٍّ منتخبٍ يعبّرُ عن إرادةِ شعبِنا، فلا يحقُّ لأحدٍ مصادرةَ إرادةِ هذا الشعب، لذلك، نحن في الجبهةِ الشعبية نعدُ شعبَنا بأنّنا سنناضلُ في كلّ شارعٍ وفي كلَّ موقعٍ لتحقيقِ هذهِ الإرادة، والتصدّي لكلِّ محاولاتِ تفكيكِ منظّمةِ التحريرِ الفلسطينيّة، وإعادةِ الاعتبارِ لميثاقِها الوطنيّ المتمسّكِ ببرنامجِ التحريرِ والعودة". وشدّد على أنّ "ذلك يأتي انطلاقًا من أنّنا في الجبهةِ نؤمنُ أنَّ منظمةَ التحريرِ الفلسطينيّةَ هي ممثلُنا الشرعيُّ والوحيدُ الذي سنحافظُ عليه ونحميه ونمنعُ التفرّدَ فيه أو التغوّلَ عليه أو تشكيلَ بديلٍ عنه، ما يُوجبُ إعادةَ الاعتبارِ له ولدورِهِ الوطنيّ عبرَ استعادةِ سلطةِ الشعبِ الديمقراطيّةِ عليه، والتخلّصِ من نهجِ الهيمنةِ والتفرّدِ والإقصاء". وفي الشأن العربي، قال الرفيق أبو وديع: "نقولها صراحةً لا حريةَ ولا تحرّرَ وطنيّ وديمقراطيّ ولا سيادةَ لعربيٍّ على مواردِهِ الطبيعيّةِ وثرواتِهِ ولا نهضةَ حضارية ولا عدالةَ اجتماعيّة ولا أمنَ وطنيّ ولا سلمَ مجتمعيّ بالتحالفِ أو التطبيعِ مع كيانٍ يغتصبُ فلسطين ويهجّرُ أهلَها ويتّخذُها منصّةً لاعتداءاتِهِ وإرهابِهِ على شعوبِ المنطقة، ولا خلاصَ من الإرهاب إلا بالقضاءِ على بؤرتِهِ الأولى، ولا خلاصَ من الاستبدادِ إلا بتفكيكِ كيانِ الاستعمارِ العنصريّ والاستبدادِ القوميّ، وهو ما يتطلّب منا نحن العرب تفعيلَ مسارِ تحررِنا الوطني والديمقراطي واستعادته وتصحيحه. فلا عدوَّ لنا سوى هذا الكيان الذي يحتجز حاضرَنا ويسرق ثرواتنا ويهدّدُ أمنَنا القوميّ وسلمَنا المجتمعيّ والأهلي ويسرق مستقبلَنا ويصحّرُ حضارتنا". وشدّد على أنّه "لا حريةَ ولا تحريرَ ولا نهضةَ حضارية دون تحرير فلسطين، وإزالة هذا الكيان الغاصب وهو ما يتطلّبُ من كلّ دعاةِ الحريّةِ والتغييرِ من كلّ الحراكاتِ الجماهيريّةِ في مختلفِ ساحاتِ الوطنِ العربي وعلمائه وفنانيه وكتابه ومثقفيه الخلاصَ من أوهامِ التطبيع على طريقِ الخلاصِ من مشاكلِهم الحياتيّةِ والمعيشيّة، وتحقيقِ الديمقراطيّةِ والعدالةِ الاجتماعية. وهذا لا يتمُّ إلا بتعزيزِ الممانعة والمقاومة.، ونحن في الجبهة الشعبية وانطلاقًا من أهمية العمقِ العربي لدعم نضالِ شعبِنا الفلسطيني فإنّنا ندعو أولاً: إلى توحيدِ الجهودِ الشعبيّةِ والحزبيّةِ والديمقراطيّةِ والبرلمانيّةِ لتجريمِ التطبيعِ ومقاومتِهِ باعتبارِهِ أحدَ أدواتِ الإرهابِ والاستيطانِ الصهيونيّ". ولفت إلى أنّ "خطرَ التطبيعِ الذي يداهمُ المشروعَ الوطني من خلال كي الوعي الفلسطيني والعربي بالإيهام وكأنّ الصراعَ في المنطقةِ بين العربِ وإيران، بل هو من وجهةِ نظرنا صراعٌ وهميٌّ مع إيرانِ تستخدمُهُ الإمبرياليّةُ والصهيونيّةُ فزّاعةً لتبريرِ قَبولِ اندماجِ الاحتلالِ دولةً تتمتعُ بالشرعيةِ؛ لتكونَ جزءًا من منظومةِ العملِ الأمنيّ والاقتصاديّ المشترك، وبناءِ قواعدَ لدولةِ الاحتلال في بلدانِ التطبيع"، داعيًا "لتوحيدِ جهودِ المقاومةِ الشعبيّةِ والرسميّةِ وتفعيلِ أدواتِها في معركة السيادة على مواردِنا وثرواتنا القوميّة، التي تعدُّ معركةَ الشعبِ اللبناني في هذا السياق أولى حلقاتِ المواجهة التي توجبُ كلَّ الدعمِ الماديّ والمعنويّ جزءًا من المعركة الجمعية القومية". وأكمل بالقول: "من هنا لم ولن ننسى حقوقَنا في مواردِنا الطبيعيةِ كفلسطينيين التي ينهبها الاحتلالُ كما ينهبُ أرضنا ويعتدي علينا، هذه الحقوقُ يجبُ أن نضعها على الطاولة، والعمل لأجل استعادتها، وأقلُّ واجباتنا هنا أن نذكّرَ أنّنا لن نسكتَ على النهب، ولن نتركَهُ يمرُّ، وأن شعبَنا قادرٌ على تدفيعِ العدوِّ ثمناً باهظاً. وواهمٌ مَن يظنُّ أنّ العدوَّ سينعمُ بثرواتنا فيما يُقاسي شعبُنا الحصارَ والتشريدَ والتجويع". كما دعا مزهر: "للمصالحةِ العربيّة الشاملة طريقًا لإزالةِ مخلّفات حروبِ الفوضى، وتجريدًا للعدو وحليفِهِ الأمريكي شريكِهِ بالعدوان من استخدامِ الديمقراطيةِ وتسليحها أداةً للعدوان والهيمنة والإرهابِ وسرقةِ الثروات"، فيما وجّه "التحيّةَ للجمعيّاتِ والاتّحاداتِ العربيّةِ المقاوِمة للإرهاب والتطبيع، وندعوها للوحدة خلفَ أداةٍ نضاليةٍ قوميةٍ جامعةٍ في جبهةٍ عربيةٍ موحَّدةٍ شريكةٍ لشعبنا في معارك التحرير والعودةِ والحريةِ بكل الوسائل وكل أشكال الدعم". كما أكَّد الرفيق مزهر: "نحن هنا في قلبِ فلسطين قلبِ محورِ القدس محورِ فلسطين محورِ الشرفاء من أبناءِ الأمةِ العربيةِ وشعوبِ المنطقة، محورِ النضال ضدّ الاستعمار، الذي لا يغيب عنه سوى أعداءِ الأمة وأصحابِ اللوثات الطائفية المشبوهة". دوليًا، أكَّد مزهر أنّ "الساحةُ الدوليةُ تشهد تحولاتٍ دوليةً تشقُّ طريقَها نحو تحرير النظام الدوليّ من نظامِهِ الأحادي الجائر والمتوحّش على حقوق الشعوب وحريّاتها وثرواتها وأمنها وسلّمها واستقلالها، ونحن في الجبهةِ الشعبيّةِ نرى بعدالةٍ أيَّ نظامٍ متعددِ الأقطاب بمقدار ما يحققه من عدالة التنمية وديمقراطيتها طابعًا أساسيًّا لمعرفة طبيعة العلاقات والتحالفات، بما يؤسّسُ لمفهوم بناء مجتمعٍ ذي مصيرٍ مشتركٍ للبشرية يؤسّس لبناء نوعٍ جديدٍ من العلاقات الدوليّة، التي تتميّز بالاحترامِ المتبادلِ والإنصافِ والعدالةِ والتعاونِ البنّاءِ الحافظِ لحقوقِ الشعوب التي يحترم تنوّعَها وخصوصيّتَها ويحفظُ استقلالَها وأمنَها وسلمَها الأهلي طريقًا للتنمية والعدالة في نظامٍ متعددِ الأقطاب بعيدًا عن اشتراطات الهيمنة والسيطرة التي تتّخذُ من البنك الدولي أداةً للهيمنة والسيطرة ودولرةِ الاقتصادات العالمية، إلى تعزيزِ بناءِ اقتصادٍ عالميّ مفتوحٍ يحتكم لديمقراطيةِ التبادلات أساسًا ومحددات الديمقراطية تحتكم لها العلاقات الدولية". وتابع: "نحن في الجبهة الشعبيّة نرى بالموقف من قضايا شعبِنا وحقِّهِ بالحريةِ والتحرير والعودة، أساسًا وجوهرًا لأي نظامٍ عالميٍّ متعددِ الأقطاب، وهذا الكيانُ أحدُ أهمِّ أدواتِ الإرهاب والسيطرة والتوحّش الإمبريالي الأمريكي الذي عانت ويلاته كلُّ الشعوبِ والأنظمة حولَ العالم، ونحن "نقاتلُ لأجل وجودنا ولأجل العدالة ولأجل العروبة ولأجل الإنسانيّة ولأجل كرامة أهلنا ومستقبل أبنائنا". وفي ختام حديثه، وجّهُ الرفيق مزهر رسالةً للعدوِّ الصهيوني، حيث قال: "إنّ حملةَ الاستهدافِ والملاحقة والاعتقال التي تستهدفُ قياداتِ الجبهةِ وكوادرها، والحربَ المسعورةَ ضدّ الجبهةِ وهيئاتها التنظيمية والنقابية والنسوية والطلابية لم ولن تنجح في تطويع الجبهة أو ثنيها عن مواصلة مقاومتِها حتى التحرير والعودة، وهذا الاستهدافَ والضربات المتواصلة لن يُضعفَ الجبهة، بل سيزيد رفاق الجبهة قوةً وإصرارًا وتصميمًا على مواصلة النضال". وتابع قائلاً: "نعاهدُ الرفيق الشهيد أبو علي مصطفى وكلَّ الشهداء بأنّ الجبهةَ الشعبيّة ستظلُّ على العهد والثبات ولن تضيع بوصلتها، ونعاهدُ شعبَنا بمواصلةِ المقاومةِ التي تتطوّر وتتصاعدُ وتنمو بِنيتُها وتكبر وتزدادُ عمقًا وتجذّرًا ومسؤوليّة. بِنيةً نضاليةً وطنيةً شاملة، تضمُّ الجميعَ من كلّ الأطياف وكلّ القطاعات، كلّ المؤمنين بفلسطين وبالنضال والمقاومة والكفاح.. هذه حربُ الشعب الفلسطيني ضدّ عدوِّهِ عدوِّ الإنسانيّة، وسنعملُ في الجبهةِ الشعبيةِ مع كلّ فلسطينيٍّ لأجلِ كلِّ فلسطين لا يمنعنا عن ذلك أحد، سنواصلُ مدَّ أيدينا للجميع للعودةِ جميعًا موحّدين لخندقِ المقاومة، وسنمدُّ أجسادَنا وأرواحَنا وعقولَنا وحزبَنا ورفاقَنا وخلايانا جسرًا لنصلَ بين أبناء شعبِنا ونوحّدهم لإنهاءِ الانقسامِ وإنجازِ الوحدةِ على قاعدةِ الشراكةِ الوطنيّةِ في وجهِ العدوّ الصهيوني". وشدّد على أنّه "بوحدةِ الشعبِ التي يُظهرُها في كلّ ساحاتِ النضال، وبوحدةِ الهمِّ والألمِ ووحدةِ الأمل، ماضون نحو وحدةٍ وطنيةٍ نضاليةٍ تهزمُ العدو.. نحو التحريرِ الذي لم يتراجعْ أملُنا فيه ذرةً واحدة، ففلسطينُ ستكونُ حرّةً، والكيانُ الصهيونيُّ سيزولُ، وهذا واجبُنا، وبالوحدةِ والمقاومةِ والتكاتفِ والعدالةِ سنصنعُ الانتصار. نعاهدُ جماهيرَ شعبِنا بأنّنا سنقاتلُ عدوَّنا معًا على كلِّ شبرٍ من أرضنا.. وبكلِّ شيءٍ تطالُهُ أيدينا.. فلا صلحَ ولا تفريطَ ولا تفاوضَ ولا تفاهماتٍ مع عدوِّ الأرضِ والإنسان.. ففلسطينُ وطنٌ واحدٌ لشعبٍ واحدٍ لا تقبلُ المساومات أو التسويات أو القسمة". |