|
الملف الشائك بين لبنان واسرائيل.. ولعبة المصالح
نشر بتاريخ: 11/10/2022 ( آخر تحديث: 11/10/2022 الساعة: 13:08 )
تم التوصل لصيغة اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل كما أعلن اليوم من قبل الوسيط الامريكي، الذي تناقل افكار ونقاش وتعديلات ما اسماه نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب؛ مسودة اتفاق بصيغة "صفقة تجارية"، في المقابل يسعى الاسرائيليون للحصول على اتفاق شامل يراعي الترتيبات الأمنية تبدأ من نقطة بحرية تبعد نحو 5 كيلومترات عن الحدود البرية التي سعت اسرائيل لترسيمها ايضا في المفاوضات الجارية. صيغة الطرح الامريكي.. تجد قواسم مشتركة بين الطرفين خاصة في "حقل قانا" المتنازع عليه، فعقدة الخلاف بين الطرفين تكمن بهذا الحقل الواقع في منطقة يتقاطع فيها الخط (23) مع الخط (1) جنوبا، فيبدأ الاعتراف بحدود لبنان البحرية على أساس الخط (23) وحقل قانا، كما تتضمن التسريبات الامريكية ترتيبا يتم بموجبه إنتاج الغاز من قبل شركة فرنسية بترخيص لبناني في "حقل قانا"، مع حصول إسرائيل على حصة من الإيرادات من الشركة الفرنسية لا من لبنان، في المقابل طالب الجانب اللبناني بعدم ربط التنقيب والاستخراج في البلوك (9) و"حقل قانا" غير المستكشف بمفاوضات إسرائيل مع شركة توتال الفرنسية، كما استند لبنان بالمطالبة بحصة من الغاز المستخرج من حقل "كاريش" حيث يعتبر جزءً منه يقع في المنطقة المتنازع عليها، فرفضت اسرائيل جملةً وتفصيلا التفاوض حول هذه الجزئية كون "حقل كاريش" يتبع للحدود البحرية لاسرائيل حسب الخرائط التي قدمها الجانب الاسرائيلي للامم المتحدة. اليوم، أعلنت الاطراف المعنية تسلمها للمسودة الاتفاق الذي وصف بالتاريخي، تفاؤل حذر دون انعكاس حقيقي وواضح على الموافقة النهائية على اللتفاق ، حيث اعلن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي: إن إسرائيل راضية عن المسودة النهائية لاتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة لترسيم الحدود البحرية مع لبنان، كما نقلت وكالة رويترز على لسان كبير المفاوضين اللبنانيين ونائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، قوله إن مسودة اتفاق ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان، تأخذ في الاعتبار كل المتطلبات اللبنانية، وإن اتفاقا تاريخيا قد يكون وشيكا. سياسيا.. وفي الايام القليلة الماضية.. كان الخطاب الاعلامي المتشدد ذي النسق التصاعدي نحو التهديد بالحرب من قبل الطرفين ليست الا لمخاطبة الرأي العام لديهم، فالطرفان لا يملكان قرار الحرب بينهما، كون الأمر.. لعبة مصالح تقودها الولايات المتحدة الامريكية الراغبة في خلق بدائل للغاز الروسي لمد أوروبا، وخلق هيمنة امريكية جديدة على أوروبا عبر اسرائيل لحل قضية اعتمادها على مصادر الطاقة الروسية في المدى المتوسط القريب، فالثقل الامريكي وقدرته على تذليل العقبات بين الطرفين.. مع سرعة انجاز الاتفاق تعكس الاهتمام الامريكي بالحد من التحكم الروسي بامدادات مصادر الطاقة عالميا، دون اللجوء بشكل مباشر الى نفط دول معادية بالمفهوم السياسي الامريكي؛ كفنزويلا وايران. فالمقابل تسعى ايران من خلال ادواتها في لبنان الى تثبيت قاعدة ان الاستقرار في المنطقة يتحقق بيدها القابضة على قرار العاصمة اللبنانية، فالقرار السياسي في ملف ترسيم الحدود مع اسرائيل لن يكون الا عبر حلفاء مليشيا "حزب الله" التابع للجمهورية الايرانية، الذي شهد تحولا دراماتيكيا في مواقفه السياسية من اسرائيل؛ من عدو يحاربه.. لعدو يمكن التفاوض والاتفاق والتعايش معه في سبيل تحقيق مصالح ايران في المنطقة، مما يعزز من مكانتها ونفوذها في الاقليم، دون مراعاة الحسابات الداخلية اللبنانية. مما سبق.. لا يمكن اخفاء الانقسام في الطبقة السياسية اللبنانية، انعكاسات التفرد بقرارات السلم والحرب والتفاوض من قبل معسكر حزب الله وحلفائه.. ارضاءً لايران الذي يشكل امتدادا للازمات المتفاقمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. مجددا.. كل ما ذكر سابقا يندرج تحت بند التحليل السياسي بناءً على ما سرب من معلومات فوق طاولة التفاوض بين الجانبين. |