|
نتائج مقلقة يكشفها بحث علمي عن تعامل الاطفال الفلسطينيين مع شبكات التواصل الاجتماعي
نشر بتاريخ: 12/10/2022 ( آخر تحديث: 12/10/2022 الساعة: 13:05 )
القدس- معا- كشفت رسالة ماجستير في الاعلام الرقمي والاتصال، للباحث عبد الحكيم صلاح – جامعة القدس، والمتعلقة بمدى اطلاع العائلة الفلسطينية على ما يستهلكه اطفالها من الفئة العمرية 3-12 سنة من محتوى على منصات التواصل الاجتماعي، عن نتائج خطيرة جراء تعامل اطفالهم مع شبكات التواصل الاجتماعي، اذ افاد 40% من العائلات المستطلعة بانها لا تقوم بواحدة من تدابير الأمان، والرقابة الأبوية، والاطلاع، الكفيلة باستخدام آمن لمنصات التواصل الاجتماعي، بما يحقِّقُ هدف التعلم، وبناء التجربة، والتواصل الاجتماعي، واكتساب المهارات، ولا يتأكّدون من تفعيل إعدادات الرقابة الأبوية، بتفقدهم جهاز الطفل والبرامج التي يعمل عليها، ولا يحددون وقت الشاشة، ولا يستشيرون خبراء، كما انهم لا يحددون المحتوى وغير مطلعين على قائمة الاصدقاء، وتعتبر هذه نسبة مرتفعة. واوضح الباحث معد رسالة الماجستير عبد الحكيم صلاح بان عدد الاطفال من الفئة العمرية 3-12 سنة 1.300.000، وعينة البحث شملت 800 استبانة عشوائية شملت الاباء والامهات من المحافظات الشمالية والجنوبية والقدس المحتلة وجاءت نتائجه متوافقة مع المراجعات الأدبية وإطار العمل والنظريات: الاستخدامات والإشباعات والنظرية المعرفية ونظرية التعلم الاجتماعي، وأجابت نتائج التحليل الإحصائي على سؤال البحث، وهو مدى اطلاع العائلة الفلسطينية على ما يستهلكه أطفالها من محتوى على منصات التواصل الاجتماعي؟. وافاد 67.9% من العائلات المستطلعة بأنّ طفلَهم من الفئة العمرية 3-5 سنوات يستخدمون جهاز محمول متصل بالإنترنت، و46.1% أجابوا بأنّ أطفالهم يستخدمون أجهزة محمول خاص بهم، وهذه نسبة مرتفعة، تمنح الطفلَ هامشا من الاستقلالية، وتحدُّ من رقابة العائلة. وتعله عرضة للمتصيدين. إدمانَ الأطفال على الشاشة وأظهرت نتائج التحليل، إدمانَ الأطفال على الشاشة، حيث اكد 91% من العائلات أنّ أطفالهم يبحثون عن الجهاز بإلحاح عند الاستيقاظ من النوم وفيما افادت 88% من العائلات بان اطفالهم "يستخدمون منصات التواصل بشكل مفرط ويفضلونها على العلاقة مع الأسرة، بينما لاحظت 93.1% آثارا سلبية على الصحة العامة لاطفالهم، وأفادت 88.8% من العائلات المستطلعة بأن أطفالهم يشعرون بالاكتئاب والعصبية حين ينقطع الاتصال بشبكة الإنترنت، مما يؤكد أنّ الإدارة الموجّهة لتحكم الوالدين في استخدام الأطفال للهاتف الذكي، ليست فعالة للغاية وتؤدي إلى تفاقم إدمان الهواتف الذكية، وان الوقت الذي يقضيه المراهقون على شبكة الإنترنت يحول دون التفاعلات وجها لوجه مع الوالدين. وحول ضرورة تحديد وقت الشاشة الذي أوصى به خبراء الاجتماع والصحة النفسية وطب الأطفال والتطور في المقابلات الوجاهية التي أجراها الباحث،والذي حددته الجمعية الامريكية بساعتين يوميا أجاب 56.2% من المستجوَبين بأنّهم لا يحددون المدة الزمنية والتوقيت صباحاً أو مساءً لاستخدام أطفالهم لمنصات التواصل الاجتماعي. محتوى غير محدد وليس من أجل المعلومات وحول المحتوى الذي يُسمح للطفل باستهلاكه، أجاب 61.2% من العائلات: "أسمح لطفلي باستهلاك محتوى غير محدد"، وهذا مؤشر على أنّ الهدفَ من استخدام منصات التواصل الاجتماعي ليس من أجل المعلومات. وهذا يشكل خطرا على البناء المعرفي للطفل الذي يجب ان يتعلم من الوالين والاسرة ويبني تجربته وخبراته الشخصية من الطبيعة وليس من تجارب الاخرين على الانترنت مما ينتج عنه ذاكرة ضعيفة ومشتتة وثقافة سطحية وهذا يتوافق مع نظرية التعلم الاجتماعي، التي تقوم على أساس الملاحظة، والتقليد، والمحاكاة للسلوك المشاهَد إيجابياً أو سلبيا، ومدى تأثر المتلقي بالسلوكيات المشاهَدة. واكد الباحث، أن العديد من الآباء لا يعرفون ما يفعله أطفالهم على شبكة الإنترنت، ولا يعرفون من هم مستخدميYouTube المفضلين لديهم وما نوع المحتوى الذي يتعرض له المراهقون. اهتمام العائلة بجسد الطفل وليس بالمعلومات وأفاد 51.9% من المستجوَبين بأنّهم يمنعون أطفالهم من مشاهدة محتوى عنيف، و36.5% خادش للحياء، وهذا مؤشر على أن العائلة تهتم بجسد الطفل وليس بالمعلومات، فيما افادت نسبة متدنية 7.0% من المستجوَبين بأنّ أطفالهم يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي للتعلم، فمن المستحسن أن يتشارك الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وخمسة أعوام مع والديهم، واستخدام الوسائط الرقمية بحكمة، وتشجيعهم على المشاركة في أنشطة الوسائط الرقمية مع الأطفال من خلال تعريفهم بمحتوى تعليمي. وأجاب 77.1% بأنهم يتابعون نشاط اطفالهم أثناء استخدامهم الجهاز المتصل بالإنترنت. تحذير الاطفال من المخاطر المحتملة للانخراط الرقمي وأشارت نتائج التحليل أنّ 87,7% من الآباء حذّروا أطفالهم من المخاطر المحتملة للانخراط الرقمي، وافادوا بان لدى أطفالهم المعرفة الكافية لتشغيل الجهاز 82.9%، و 72% منهم قادرين على التحكم بالجهاز، و69.3% يتفوّق الاطفال على آبائهم في مهارات التواصل الاجتماعي. وأفاد 46% من المستجوَبين بأنهم لا يستشيرون مختصّين للحصول على توصيات تتعلق بأفضل الألعاب والتطبيقات، مع أنّ نسبة مراقبة المحتوى الذي ينتجه أطفالهم على منصات التواصل 69% ومراقبة المحتوى الذي يستهلكونه 65%، ونسبة غير المُطّلِعين على نشاط مركز الجرائم الإلكترونية في الشرطة 43%، وهو ما اعتبره الباحث صلاح مؤشرا على الوة بين الاباء واطفالهم الذين يتفوقون عليهم بمهارات منصات التواصل الاتماعي مما يظهر الاباء ضعفاء، وكذلك مؤشرا على حالة من التناقض، والتشتت، وسوء إدارة للإنترنت. كما اظهرت النتائج انه كلما ارتفع المستوى التعليمي للاباء كلما انخفضت نسبة الرقابة. استخدام الأطفال للتكنولوجيا مشكلة متشعبة وتتطلب التعاون ويستنتج معد رسالة الماجستير الباحث عبد الحكيم صلاح، ان استخدام الأطفال للتكنولوجيا، مشكلة متشعبة وتتطلب التعاون بين مجتمعهم الأوسع-المعلمين، والمدربين، والأسرة، والمدارس، ووسائل الاعلام، والاطباء وإدارة الجرائم الإلكترونية في الشرطة، وعلماء الاجتماع، ورجال القانون، والشركات، ومزودي الخدمة. واكد صلاح، ان الأطفال كمستهلكين موضع اهتمام صناع التقنية حيث يمثّلون ثلاثة أسواق في نفس الوقت: السوق الأولية، وسوق المؤثرين، وسوق المستقبل. وقال:"ان هذا القصور في استخدام التقنية الحديثة يستوجب على الحكومة وضع خطة اعلامية مستدامة وبرنامج تثقيفي مكمل لدور العائلة والمدارس في حماية ورقابة الاطفال من مخاطر الانترنت، وتشريع قوانين تحدد سن الرشد الرقمي لدخول الاطفال على شبكة الانترنت لضمان وال لامتهم.
|