وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الف شكر للجزائر بلد الخمسين مليون حر

نشر بتاريخ: 13/10/2022 ( آخر تحديث: 13/10/2022 الساعة: 23:48 )
الف شكر للجزائر بلد الخمسين مليون حر

الكاتب: كمال خلف

الفلسطينية مسؤولية كبيرة في إنجاح هذا الاحتضان الجزائري للمصالحة من خلال تنفيذ كل بنود الوثيقة، واعلاء المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني، والترفع عن الانا الفصائلية والمكاسب الحزبية والمصالح الضيقة. خاصة ان الشعب الفلسطيني ينهض اليوم ليجدد المقاومة في وجه الاحتلال في الضفة الغربية والقدس، ويثبت معادلة الردع ومراكمة القدرة العسكرية في غزة،و التمسك بالهوية العربية والأرض في الأراضي المحتلة عام 48. برغم ممارسات إسرائيل الوحشية بالحصار والاستيطان والاستيلاء على القدس والاعتقال والقتل اليومي وهدم البيوت.

يجب ان يرتقي قادة الفصائل والقوى الفلسطينية الى مستوى هذا الشعب في التضحية والصبر والعطاء والتحمل. وثيقة الجزائر فرصة تاريخية قد لا تتكرر يجب التقاطها والبناء عليها. لقد تم توقيع العديد من اتفاقات المصالحة على مدى 15 عاما في مكة وصنعاء ودمشق والقاهرة وبيروت وكلها اصطدمت بالتنفيذ وتلاشت وعاد الجميع الى نقطة الصفر، وهو ما أدى الى خذلان ويأس لدى الشعب الفلسطيني من هذه الاتفاقات والمصافحات والتقاط الصور التذكارية ولم يعد يهتم بمجرياتها واخبارها. لذلك يجب ان لا تلقى وثيقة الجزائر نفس المصير، وان لا تختلف فتح وحماس مرة أخرى على اليات التنفيذ والحصص والاحجام، فلا سلطة ولا كراسي ولا جاه ولا نفوذ ولا زعامة لاحد طالما الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية تحت الاحتلال وكلنا امام تحدي واحد هو الاحتلال، وامام مهمة واحدة هي تحرير الشعب والأرض وتقرير المصير.
حسنا فعلت الجزائر بتشكيل لجنة فلسطينية جزائرية لمتابعة التنفيذ وحسنا فعلت برفع الوثيقة لتبنيها في اجتماع القمة العربية الشهر المقبل. لعل هذه الإجراءات تحمي الاتفاق وتوصله الى مرحلة التنفيذ العملي.
لا نشك ان إسرائيل المتضرر الأكبر منه ستعمل ليل نهار على افشاله وسيكون عملها التخريبي مضاعفا باعتبار الاتفاق برعاية الجزائر. توحيد الصف الفلسطيني وتنبني كافة القوى الفلسطينية برنامج نضالي موحد في هذا التوقيت الذي تشتعل فيه الأرض الفلسطينية وتنهض فيه المقاومة في الضفة يضع إسرائيل في موقف حرج، وهي لن تقف دقيقة واحدة بانتظار هذا المشهد وستتحرك لضرب الاتفاق من خلال العملاء في الداخل والخارج.
ايتها الجزائر العظيمة لم يلق الشعب الفلسطيني منك الا كل خير ومحبة ودعم واحتضان في الماضي والحاضر، في الموقف السياسي في ملاعب الرياضة والبطولات العالمية في الثقافة والاعلام والفن في الوجدان الشعبي في المساندة وتقديم ما لا يعرفه الكثيرون من دعم بصمت. لك من الشعب الفلسطيني الف شكر وتحية. تلك مواقف تحفر في عمق ثقافة الشعب وتبقى راسخة جيلا اثر جيل، وسيكتب التاريخ اسمك بحروف من نور.