|
اكراما للجزائر لا بد للاتفاق ان ينجح
نشر بتاريخ: 19/10/2022 ( آخر تحديث: 19/10/2022 الساعة: 16:42 )
ما قاله الرئيس الجزائري، تبون، في معرض حديثه عن رغبة بلاده في الدعوة للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية في شهر يوليو الماضي يؤكد على اصالة العلاقة ومتانتها بين الشعبين وحرص جزائري على انجاح الاتفاق وهوما يستدعي ضمنا ضرورة ان يقابل هذا الحرص الجزائري على الاقل بنفس القدر من الحرص الفلسطيني كضمان لنجاح الاتفاق واهم ما قاله هو "الجزائر لديها كامل المصداقية ،الدولة التي ليس لها حسابات ضيقة في هذا الشان فهي تقف الى جانب منظمة التحرير الفسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني" . كلام لا يختلف عليه اي فلسطيني من حيث النوايا الحسنة والغيرة العروبية الجزائرية على المصلحة الفلسطينية التي لا شك اننا صرنا نفتقدها لدى معظم حكام العرب وهو ما يجعلني ازعم ان الشعب الجزائري تابع موضوع اللقاء الفصائلي الفلسطيني من الفه الى ياءه لقناعة هؤلاء الاخوة الجزائريين بان انهاء الفلسطينيين للخلافات بينهم باعتمادهم بنود الاتفاق وتتويج ذلك بالتوقيع عليه انما هو نجاح جزائري ايضا. ومع ذلك لا بد وان نعترف بان حالنا في فلسطين مختلف وذلك بسبب تجاربنا المريرة مع مسيرة طويلة من فشل المصالحة من مكة الى اسطنبول مرورا بالقاهرة وهي تجارب مخجلة ومعيبة وهو ما يجعلنا نتمهل في الحكم على نجاح الاتفاق او فشله على الرغم من كل ما نكنه للجزائر من عشق يفوق عشق التوأمة بين شقيقين خصوصا وانا من جيل كان يفتتح يومه الدراسي في الصفوف الابتدائية ليس بالنشيد الوطني الفلسطيني وانما بالنشيد الوطني الجزائري الذي ما زلت اذكر معظمه " يا فرنسا قد مضى وقت العتاب وطويناه كما يطوى الكتاب وعقدنا العزم ان تحيا الجزائر فاشهدو ...". مشكلة فشل الاتفاقات شئنا ان ابينا و للاسف ما زالت قائمة فينا او في البعض منا من الذين شاركوا وكان لهم صولة وجولة في نصوص الاتفاق ومن ثم وقعوا عليه ونحن نعرف وهم كذلك بان نواياهم و ولائهم لغير المشروع الوطني الفلسطيني وهذا ما لم يعد سرا حيث كان السبب الاساس في عدم نجاح كل الاتفاقات التي سبقت الجزائر وهو ما يجعلنا نقلق كشعب من خيبة امل اخرى لاعتقادي وارجو ان اكون مخطيء بان من شاركوا في الانقسام وفي هدم الوحدة الوطنية سيكون من الصعب عليهم ان يشاركوا في ردم شرخ الانقسام وبناء صرح المُصالحة على اطلاله بالرغم من كل ما يزعمونه لان من يهدم لا يمكن له ان يبني وهذا ما يفسر عدم اهتمام الشارع الفلسطيني بكل ما جرى في الجزائر ومنذ بداية التحضير للاتفاق منذ شهور بسبب ان الشارع لُدِغَ من افعى الصراع على السلطة اكثر من مرة. ولكن وهذه لكن كبيرة وعلى الرغم من كل ما ذكرت الا ان هناك رغبة جامحه في داخلي تدعوني للتفائل في هذه المرة والسر في ذلك هو اكراما للجزائر وارواح شهدائها لان الجزائرهو البلد العربي الوحيد الذي يعرف الثمن الحقيقي للتحرير وهو بلد المليون شهيد الذين ارتقوا جميعا فداء لتحريروطنهم الجزائر وما زالت ارواحهم تحلق في سماء الجزائر لتحميه من كل شر وهي بالتالي لن تبخل في ان تحمي بل وتنتصر لكل من يأتي للجزائر وهو يحمل كفنه على كتفه فداء وافتداء لوطنه كما فعل شهداء الجزائر وعلى خطاهم ذهبت الفصائل الى هناك وعلى خطاهم ايضا يسير الشعب الفلسطيني كله لان بوصلته ما زالت متجهة نحو القدس وفلسطين بالرغم من كل العواصف التي تهب علينا في كل زمان ومن كل مكان وذلك لان فلسطين صانعة للاسود وليست عرينهم فقط . تفاؤلي هذا يعززه ايضا ادراكي بانه وكما ان هناك في كل انسان شيطان وملاك وهما في صراع دائم ادرك ايضا بانه لا بد وان يكون هناك ايضا في كل حزب و فصيل ملاك و شيطان وهما في صراع دائم ايضا وهذا ما يشجعني في التمادي للتفاؤل بنجاح اتفاق الجزائر كونه بمثابة فرصة قد تكون الاخيرة لامتحان ضمائر الموقعين وفصائلهم خصوصا وان الاتفاق قد باركته ارواح المليون شهيد وهو ما يمنحه قدسية قد تكون الاتفاقات الاخرى افتقدتها وهذا بحد ذاته سيشكل حافز قوي لملاك الفصيل في ان ينتصر على شيطانه وذلك من اجل طي صفحة الخذلان التي عانى منها شعبنا بسبب عدم التزام الفضائل بالاتفاقات السابقة. الى ما سبق اضيف بان ما حصل من تآكل في متانة الروابط الوطنية وتعطيل دينامو الثقة بين الاطراف بسبب تراكمات جفاء خمس عشرة سنة منذ الانقسام ما زال يشكل التحدي الاكبر وقد صار بحاجة الى شحن وتحفيز كخطوة استباقية لانجاح الاتفاق الذي افتقرت معظم بندوده الى اليات التنفيذ ولا اعتقد ان هناك افضل من تشكيل حكومة وحدة وطنية بالرغم من خطأ الغائها كبند في الاتفاق ولاي كانت الاسباب . تشكيل حكومة وحدة وطنية يعني عودة الامور الى ما كانت عليه ومفتاح حل لكل المعيقات التي تتربص بتنفيذ البنود اخذين بعين الاعتبار ان الاشكال الرئيس في الخلاف القائم هو الصراع على السلطة بمعنى السيطرة حتى وان كانت تحت الاحتلال اضافة الى ان نجاح تشكيل هذه الحكومة سيلاقي قبول وتشجيع بل ودعم دولي لانه سيضع حد لمشكلة التمثيل التي اصطنعتها اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال ووظفتها وما زالت كاداة تحريض على المسرح الدولي ضد قيام الدولة الفلسطينية وذلك بسبب الانقسام الذي اسست اسرائيل له اصلا وصنعته وما زالت توظف كل امكانياتها من اجل استمراره خدمة لذات الهدف. ان نجاح تشكيل حكومة وحدة وطنية بالرغم من صعوبته للاسباب انفة الذكر الا انه يستحق كل جهد وطني ممكن لانه مؤشر لامكانية نجاح الاتفاق حتى وان لم يتم تطبيق كافة بنوده اوتاخر تنفيذها لان هذا النجاح في لم الشمل ببساطة يعني انتصار الارادة الوطنية الفلسطينية كآلية من اجل حل الخلافات الانية والمستقبلية كما يعني ايضا ان الفلسطينيين اصبحوا قادرين على حل كل خلافاتهم ضمن بيتهم الجامع الذي هو منظمة التحرير الفلسطينية العنوان المعترف به والمعتمد دوليا كممثل شرعي وحيد للشعب الفسطيني . |