وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حب الله تعالى وعوامل السعادة ..

نشر بتاريخ: 23/10/2022 ( آخر تحديث: 23/10/2022 الساعة: 21:16 )
حب الله تعالى وعوامل السعادة ..

د.سهيل الاحمد

عوامل السعادة وأسباب نشوئها وتكونها يرتبط بتقوى الله تعالى، وحب الله سبحانه أعظم هذه العوامل التي تقوم على تنظيم أمور الحياة والعمل على تحقيق رضا الله وطمأنينة النفس، وفي هذا الفهم تأسيس وبناء يأخذ بيد الإنسان للتقدم والنجاح، بل إن الحرص على هذه العوامل هو أعظم قوة في قلب الإنسان حتى تسوقه وتوصله إلى أعمال رفيعة بديعة الهدف والمقصد، وهي تقوده في كل ذلك إلى آفاق وتصورات لم تكن بالحسبان، ولم يكن بفعله هذا لها راغباً أو طالبًا، لأن الموصل والمحقق للآمال هو المحبوب سبحانه وتعالى الذي يعطي دون حساب أو مقابل. والحريص على عوامل السعادة بطلب حب الله تعالى ورضاه؛ يعمد في ذلك لأن يكون قامة ملكية تتصدر عرش العواطف وعالم المشاعر والإحساس، وهو يؤسس بفعله إلى سمو الروح وعلو الهمة ورفع القدر والوصول إلى مقامات السعادة وحب الله تعالى التي يصل إليها في حالات جعلت من بذل الروح رخيصة في سبيل خالقها وموجدها ومن يحفظها سبحانه وتعالى المستحق أن يقدم لأجله كل غال وثمين، فحب الله تعالى يرخص في سبيله جميع المقاصد، وتقلبات المصالح. ولا يتصور وجود مخلوق أوجده الله تعالى على هذه الأرض الفانية أن يعيش بلا حب، فكيف إذا تعلق ذلك بالله تعالى، الذي جعل حبه إيمان، يغلب عليه الإيثار والتضحية بالمتعلقات والمهمات، ويدخل في بناء عقيدة الحق، وصواب المقصد وإخلاص النية. وحب الله تعالى عبادة ورغبة في طلب الرضا والعفو والمغفرة، وهي تحتاج إلى صبر وطهارة قلب وإخلاص جوارح وصدق مشاعر، ليتحقق في كل ذلك سرور كامل قد خرج عن عقل وتبصر وقوة إرادة لا تقبل الشك والنفاق والتمثيل. ويقرب استقرار حب الله تعالى في القلب والجوارح الحرص على الفضيلة والتعفف والحشمة والإخلاص والألفة وترك المشاحنات والبغض ونوازع الخلاف والاختلاف المقيت. أي أن يحب المرء الله تعالى بكل قلبه وروحه وجوارحه ليحصل على عوامل السعادة.