نشر بتاريخ: 29/10/2022 ( آخر تحديث: 29/10/2022 الساعة: 17:35 )
مُنذ أن دنست قدم أول مُحتل أرض فلسطين وأسودها تزأر عالياً في وجه هذا المحتل الغاصب لأرضنا والقاتل لشعبنا، فمنذُ تلك اللحظة ولدت معها فكرة المُقاومة والنضال والعمل الثوري المستر حتى تطهير الأرض من دنس المحتل.
ففي عشرينيات القرن الماضي عاش شعبنا عدة ثورات في وجه الاستعمار البريطاني والعصابات الصهيونية التي بدأت تستوطن أرض فلسطين تمهيداً لإنشاء كيانهم على أرضنا وتشكلت عدة مجموعات فدائية، اعتقل البعض واستشهد الآخر ومات الكثير من دون تحقيق الهدف، لكن فكرتهم النضالية لم تمت، بالعكس تطورت الفكرة وزاد المفكرين وزادت وتيرة النضال ليُثبت هذا الشعب بأن نضاله بكافة أشكاله لم ولن يتوقف هذا النضال برحيل عدد من المُناضلين لأنهم زرعوا في هذه الأجيال فكرة تحرير فلسطين هو عمل ثوري ومُستمر على نيل شعبنا الحُرية والاستقلال .
ومع انطلاق الثورة الفلسطينية المُعاصره والتي عمل على تأسيسها قادة عظام منهم الشهيد الخالد ياسر عرفات ورفاق دربه الذين سبقوه في الشهادة ومنهم من يسير على درب التضحية والنضال وقام بتأسيس العديد من المجموعات الفدائية والتي عملت على تنفيذ العديد من الهجمات في عُمق الأراضي الفلسطينية المُحتلة وكبدت دولة الاحتلال وجيشه العديد من الخسائر البشرية والمادية.
حاولت دولة الكيان القضاء على الثورة الفلسطينية فكانت على موعد مع الكرامة التي لقن فيها مقاتلو الثورة جيش الاحتلال درساً، والذي كان قد خرج منتصرا في معركتين على الجيوش العربية مجتمعة في العام ١٩٤٨ والعام ١٩٦٧ لكن مقاومة شعبنا كانت
لهم كلمة الفصل في هذه المعركة الى جانب الجيش الاردني الذي لبى نداء الواجب ووقف الى جانب ثورتنا الباسلة .
تعاظمت الثورة وتعاظم العمل الثوري وزاد الاحتلال من ممارساته العقابية بحق شعبنا طناً منه أنه يستطيع كسر إرادة شعبنا فقتل ما قتل وأسر وهدم بيوت كثيرة، لكنه لم يهدم هذا العزم المُتجدد والفعل المُستمر لكافة ابناء شعبنا والذي يسلم الراية جيلا بعد جيل .
جاءت انتفاضة الشعب الفلسطيني المجيدة وتشكلت القوى الضاربة وكذلك المجموعات العسكرية والتي عرف منها : المقنع والفهد الأسود الذين ابلى مقاتلوها بلاءاً حسناً واستطاعوا تكبيد الاحتلال وجيشه وقطعان مستوطنيه خسائر بشرية كبيرة، وكانت الشوارع الفلسطينية "شوارع مُحررة"، اذ منع المستوطنين من التجول فيها، إلا بحراسة مُشددة من جيش الاحتلال، وجاءت انتفاضة الأقصى كمرحلة مواجهة جديدة تشهدها الساحة الفلسطنية بعد قيام اول سلطة فلسطينية على الارض الفلسطينية، وجاءت كتائب شهداء الاقصى الذراع العسكرية لحركة فتح وكذلك تشكل العديد من الأذرع العسكرية لكل الفصائل الفلسطينية.
جرى العديد من التفاهمات من أجل إيقاف تلك المجموعات مُقابل أن تقوم دولة المُحتل بالإيفاء بكل تعهداتها والالتزامات التي يجب عليها القيام بها نتيجة تلك التفاهامات لكنها لم تلتزم بشيء من ذلك وعاد وهج النضال في كل مناطق الضفة اقواها في جنين ونابلس وتُشكل مجموعات "عرين الاسود" وكتيبة جنين كمجموعات مُقاتلة جمعها النضال وراية الوطن ولم يقاتلوا تحت راية فصيل بعينه على الرغم من معرفة ميولهم السياسية لكن انتماءهم لفلسطين كان أقوى ،
وحاولت دولة الاحتلال كما في كل مرة القضاء على هذا المد النضالي لكنها فشلت لأن فلسطين اسودها من ابناء شعبنا العظيم الذي لن يوقف نضاله ولن تتوقف أسوده حتى تحقيق الهدف الوحيد والأوحد وهو دحر الاحتلال وإقامة دولته المُستقلة وعاصمتها القدس الشريف ليعيش هذا الشعب العظيم بحرية واستقلال.
• كاتب وسياسي