|
الحملة الأكاديمية الأردنية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني تنظم ندوة حول "الإنتخابات الإسرائيلية"
نشر بتاريخ: 30/10/2022 ( آخر تحديث: 30/10/2022 الساعة: 15:43 )
عمان- معا- في الندوة الافتراضية التي نظمتها الحملة الأكاديمية الأردنية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني عبر تقنية زووم تحت عنوان "الإنتخابات الإسرائيلية"، يوم السبت الموافق، والتي أدارتها المنسق العام للحملة الأستاذة هبه بيضون، تحدث أ.د محمد مصالحه، الأمين العام للحملة، حول أهمية الندوة وأنها جاءت لاستشراف آفاق المستقبل فيما يتعلق بالانتخابات الإسرائيلية. ثم ألقى أ. د. نظام بركات، أستاذ العلوم السياسية والمتخصص بالشؤون الإسرائيلية، محاضرة شرح خلالها نظام الحكم في إسرائيل والنظام الإنتخابي فيها والنتائج المترتبة عليه. كما تحدث عن البيئة العامة للانتخابات الإسرائيلية الحالية، وأعطى صورة واضحة حول المشهد الإنتخابي الحالي ومظاهره، وعرّج على المواضيع التي تتصدر الحملات الانتخابية، ثم اختتم بالسيناريوهات المتوقعة مؤكداً أنه لا يوجد احتمال لتغير السياسات الإسرائيلية، وأنّ التنافس هو بين أحزاب يمينية ذات توجهات معارضة للسلام ولحقوق الشعب الفلسطيني. وعقّبت د. حنان أبو سكين، الأستاذ المساعد في العلوم السياسية في المركز القومي للبحوث الإجتماعية والجنائية من مصر، مؤكدة أنّ الشعب المصري مساند للقضية الفلسطينية ويأخذ موقف من إسرائيل، وأنّ ما تتخذه الحكومات من مواقف رسمية هو تقدير لكل دولة في ضوء مصالحها. وقالت إنّ الانتخابات الراهنة تبدو كاستفتاء بشأن نتنياهو، وإنّ فرصته عالية، لأنه استطاع أن يوحد معسكره الانتخابي. كما تحدثت حول تشكيلة الخريطة الحزبية والنتائج المتوقعة وفق استطلاعات الرأي التي ترجح فوز معسكر نتنياهو. وقالت إنّ الرهان هو على توحيد الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام واتخاذ مواقف حاسمة تجبر إسرائيل على مراجعة سياستها. أمّا د. عصام ملكاوي، فقد كانت له مداخلة بعنوان الإنتخابات الإسرائيلية أكذوبة الديمقراطية وثنائية عسكرية وأيديولوجية متطرفة، تحدث فيها حول الكيفية التي تقوم فيها مخرجات الانتخابات في العمل على الأرض الفلسطينية. ثم تحدث د. خليل أبو كرش، الباحث المشارك في معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، حول مستقبل الحالة الحزبية في إسرائيل، المعسكرات المتصارعة، واقع ومستقبل الأحزاب العربية، حيث شرح المشهد العام اليميني في إسرائيل ، وقال إنه لو أصبح هناك عدم استقرار سياسي، يكون ذلك في المشهد الحزبي وليس في استقرار الدولة. كما تحدث عن الكيفية التي يبني عليها نتنياهو معسكره اليوم ليكون أقرب إلى السلطة من أيّ وقت آخر، وقال إنّ هناك فشل واضح في بناء التحالفات الحقيقية في المعسكر المقابل، سواء بقيادة لابيد أو جانتس. وتطرق إلى الأزمة داخل الأحزاب العربية على المستويين الداخلي والخارجي، والمتمثلة في تفكك القائمة المشتركة، والانخفاض في نسبة التصويت بين الناخبين العرب، وكذلك التحريض على العرب من خارج المجتمع العربي من قبل اليمين. وخلص إلى أنّه لا يوجد حزب حقيقي في إسرائيل قادر على حسم المشهد، وأنّ الأزمة السياسية ستستمر. أمّا فيما يتعلق بالأحزاب العربية والأحزاب الإسلامية الموحدة، فقد تحدث عن نهج منصور عباس، حيث يدّعي أصحاب هذا النهج الجديد أنّ التأثير من داخل المؤسسة الإسرائيلية يمكن أن يمهد الطريق أمام الأقلية الفلسطينية في تحقيق مطالبها اليومية والقومية، علماً أنّ التجربة أثبتت عكس ذلك، بحيث ارتفعت وتيرة الاعتداءات وقمع الفلسطينيين في فترة حكومة التغيير، وقال إنّ النهج المتبع متواطىء مع المؤسسة الإسرائيلية، حيث قسّم الفلسطينيين في الداخل بطريقة غير مقبولة وبطريقة مهينة. واختتم قائلاً إنه لا يوجد خيارات حقيقية أمام الفلسطينيين في الداخل، إلّا أن يكونوا ممثلين بشكل حقيقي وقوي وبشكل ممكن في هذا البرلمان، وأضاف أنّ هناك حركة مقاطعة قوية وتقليدية داخل المجتمع العربي. وكان من بين المتحدثين الأستاذ برهوم جرايسي، الكاتب والمحلل السياسي المختص بالخريطة السياسية في إسرائيل من فلسطين المحتلة عام 48، الذي تحدث حول المشهد الانتخابي الحاصل واحتمالات النتائج وتبعاتها. حيث تطرق إلى أنّ فلسطينيي ال 48 يشاركون في الانتخابات منذ أول انتخابات عام 1949 وإلى تاريخ هذا التصويت، وتطرق أيضاً إلى تاريخ القائمة المشتركة. وأوضح أنّ الموقف الوطني لوجود فلسطينيي 48 في الحلبة البرلمانية ليس من أجل استجداء الحقوق، وإنما لمواجهة المؤسسة الصهيونية الحاكمة، وقال إنّ المطلوب من فلسطينيي ال 48 إقناع الجماهير أنّ هذه حلبة كفاحية في مواجهة المؤسسة، ويبقى النضال الأساس هو النضال الميداني. وقال إنّ استجداء الحقوق تمثل بصورته البائسة بالقائمة المسماة "القائمة العربية الموحدة"، والتي شاركت في الحكومة لأول مرة، حيث انضمت كلياً إلى الائتلاف الحاكم وتنصاع له بكل سياساته، ما جعل فلسطينيي ال 48 في حالة تفتت وتشرذم. واضاف أستاذ برهوم أنه من حيث الجوهر السياسي الإسرائيلي، فإننا لسنا أمام معسكرين، قائلاً إنّ هناك تنوع صهيوني، حيث أنّ هناك مجموعة تمثل عصابات الإرهاب الاستيطانية المتمثلة بقائمة الصهيونية الدينية، وهناك اليمين الاستيطاني، وهناك ما يسمى إسرائيلياً "يمين معتدل"، لكنه يمارس على أرض الواقع سياسات اليمين الاستيطاني. كما تحدث عن أنّ الأزمة في إسرائيل الآن، وقال إنّ هذه الانتخابات ستفرز برلماناً متشرذماً، وسيكون أمام حالتين هما، إمّا أن يشكل نتنياهو حكومة ضيقة بأغلبية مطلقة، أو أن تتجه إسرائيل نحو انتخابات سادسة. وحول استطلاعات الرأي الأخيرة، قال إنها أشارت الى ارتفاع محدود في نسبة التصويت بين العرب، وإنّ الأحزاب أو القوائم التي تخوض الانتخابات تنشط في اتجاه رفع نسبة المشاركة. كما تطرق إلى المقاطعه ودوافعها وفقاً لاستطلاعات الرأي، حيث أشارت إلى أن نسبة الدوافع الأيديولوجية هامشية لا تصل الى 4 – 5 %. أمّا د. هشام أبو هاشم من غزة، فقد تحدث حول مشاركة فلسطينيي الداخل المحتل في انتخابات الكنيست 2022، وقال إنّ نظام الحكم في إسرائيل أوقعها في خطيئة عدم الاكتراث للانتخابات وعدم الانتباه للحقوق الوطنية الفلسطينية سواء لفلسطينيي ال 48 أو 67، وإنّ هناك خطة إسرائيلية سياسة أمنية محكمة حول الفلسطينيين في أراضي السلطة أو في ال 48. وأكّد على أنه يجب على فلسطينيي ال 48 أن يتحدّوا، لأنّ هناك خطر يداهمهم من قبل اليمين الإسرائيلي واليمين المتطرف، كما تطرق إلى القوانين العنصرية ضد شعبنا في ال 48، وكيف شكلت القائمة المشتركة عام 2019، 2021، وكيف عمل اليمين الإسرائيلي على تفكيك هذه القائمة. وقال إنه يجب أن يتحد الفلسطينيون في ال 48 والدخول في الانتخابات بقائمة واحده لمواجهة الخطر الذي يداهمهم، لكي يكونوا قوة انتخابية لا يستهان بها داخل الكنيست، ولكي يمنعوا الكثير من المشاريع التي سوف يطبقها اليمين الإسرائيلي. وقال إنّ المهم هو عملية كيف يمكن لنا كفلسطينيين أن نتحدّى هذه الحكومة ووقفها عن إجراءاتها، وإنّ علينا أن نكون مدركين للحق الوطني والدفاع عنه. وفي نهاية الندوة، كان هناك عدد من المداخلات القيمة من قبل د. عبد الرحيم جاموس، الذي قال إنه لا يهمنا كثيراً من يستلم، حيث ستكون النتيجة واحدة، فالصراع مفتوح مع هذه المؤسسة، وقال إنّ المطلوب هو وحدة الشعب الفلسطيني في داخل 48 و 67 كي نوحد أدوات النضال. أما د. أكرم المصري، فقد قال إنه في ضوء تطورات أحداث روسيا ونقص الغاز، لا يمكن لنتنياهو أن يقود هذه المرحلة لأنه ضعيف، وإنهم في إسرائيل باتجاه مرحلة دينية وائتلاف حكومي يميني متطرف، وإنّ بينيت هو من يناسب هذه المرحلة. وفي مداخلة الأستاذ فادي أبو بكر، الكاتب والباحث الفلسطيني، فقد رآى أنه من المتوقع من الإنتخابات القادمة أن يعيد اليمين المتطرف إنتاج ذاته، بغض النظر عن الأطراف التي ستقود دفّة الحكومة القادمة، وأضاف أنّ إسرائيل عندها دائماً سيناريوهات جاهزة للتصرف مع الفلسطينيين بغض النظر عمن سيفوز، وقال إنّ علينا أن نركّز فلسطينياً على الخيارات المتاحة أمامنا، كما أكّد على أهمية المشاركة الفلسطينية في الانتخابات الإسرائيلية، وعلى الصعيد الرسمي، قال إنّ علينا الانتقال من دائرة التهديد إلى دائرة التنفيذ، بتنفيذ قرارات المجلس المركزي وغيرها، وعلينا التأثير على المجتمع الإسرائيلي من ناحية الأمن، واستخدام الأدوات التي لها علاقة بالشعبية والتي تؤثر على عقلية المجتمع الإسرائيلي، بحيث نوصل له فكرة أنّ اليمين المتطرف لن يجلب لكم لا أمن ولا أمان ولا استقرار في المنطقة. واختتم المداخلات د. فوزي السمهوري الذي قال إنّ علينا أن نفكر الآن كيف سنواجه إفرازات هذه الانتخابات، بغض النظر عمن سيفوز، سواء على صعيد انتفاضة شعبية سلمية، أو على صعيد فلسطينيي ال 48، لأنهم هم المستهدفون، حيث عليهم أن يقبلوا بهمة ونشاط من أجل منع تشكيل ائتلاف. وفي كلمته الختامية، عزا أ. د. محمد مصالحه تقدم اليمين إلى وصول إسرائيل الآن بسياساتها الى أزمة، نتيجة النهوض الفلسطيني والشباب الذي يقوم بعمليات استشهادية لم تمر بها الحالة الفلسطينية من قبل، وإلى ظهور قوى ومنظمات جديدة تتجاوز الفصائل، الأمر الذي انعكس على الوعي وحجم التحدي في المجتمع الإسرائيلي، حيث أنّ المزاج العام داخل إسرائيل سيدفع بالإنسان العادي، الذي ليس له مصلحه، بأن يبحث عن السعادة والرخاء المفقودة داخل اسرائيل، في الدول التي جاء منها. وأضاف أنّه إذا استمرت الوتيرة الحالية للمقاومة، فإنّ حكومة نتنياهو القادمة لا تستطيع أن تفعل الكثير، وقال إنّ البيئة الدولية تختلق في داخل المجتمع الإسرائيلي نوع من الانقسامات. |