|
تقدير موقف : دعم حماس لعملية الخليل مع دقة بعدها السياسي قبل الانتخابات الإسرائيلية
نشر بتاريخ: 31/10/2022 ( آخر تحديث: 31/10/2022 الساعة: 17:22 )
معتز خليل – باحث سياسي مقيم في لندن من متابعة بعض من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بات واضحا أن حركة حماس او بعض من قياداتها تشيد بالعمليات الأخيرة في الضفة الغربية خاصة عملية كريات أربع الأخيرة. ومن خلال قراءة ردود الفعل الجيوسياسية عقب هذه العملية بات من الواضح ان هناك ترحيبا لحركة حماس بها ، خاصة وان هذه العملية وقعت في مدينة الخليل بعد فترة طويلة من العمليات التي شهدتها نابلس وجنين ، مع بقاء الخليل نسبيا خارج الصورة لفترة طويلة. والواضح فإن حركة حماس تعتمد كثيرا على تواجدها في الخليل ، وهي المدينة المعروفة بامتلاكها مخزونًا كبيرًا من الأسلحة الغير قانونية بالطبع ، مع دعم قوي نسبيًا لحركة حماس بين سكانها ، كقوة مركزية في شن هجمات جديدة في الضفة الغربية. ما الذي يجري ؟ بات من الواضح أن العمليات العسكرية الفلسطينية تتنوع في مراكزها التي تنطلق منها ، وبعد آن كانت غالبية هذه العمليات ترتكز في نابلس أو جنين ، خرجت هذه العمليات الآن من مدينة الخليل التي تعتبر بمثابة العاصمة الاقتصادية لفلسطين. غير ان ما جرى يوم السبت وقيام الاستشهادي الفلسطيني محمد كامل الجعبري بالهجوم على مستوطنة كريات أربع بالخليل ومقتل أحد المستوطنين هناك أثار جدالا واضحا بشأن عملية “كاسر الأمواج” التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي والشرطة وجهاز الشاباك لوقف العمليات المسلحة ضد المستوطنين والجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية قادت لنتائج عكسية. ومن الممكن الوصول لبعض من النتائج المركزية في هذا الأمر ومنها: 1- ان تكرار العمليات العسكرية الفلسطينية اثبت فشل او عدم نجاح عملية كاسر الأمواج العسكرية في تحقيق أهدافها. 2- بات من الواضح أن هناك إخفاقاً لبعض من الأجهزة الاستخباراتية والعسكرية الأمنية الإسرائيلية المشاركة في هذه العملية في التعاطي مع عمليات المقاومة. 3- العملية الأخيرة في الخليل أعادت ما يمكن وصفه بهيبة الأمن إلى قفص الاتهام والتشكيك من الشارع الإسرائيلي 4- بالتأكيد ستنعكس تداعيات هذه العملية على الشارع الإسرائيلي والانتخابات التي ستجرى هناك. 5- النجاح المتواصل لهذه العمليات يشير إلى صدق ما أدلى بها بعض من الخبراء العسكريين ، وبعضهم من المقربين لرئيس هيئة الأركان الجديد هرتسي هاليفي، والتي آشارت لفشل عملية كاسر الأمواج ، خاصة وأن العمليات العسكرية الأخيرة جرت في منطقة شديدة التحصين الأمني، حيث تكتظ بالحواجز العسكرية والبوابات وكاميرات المراقبة والإجراءات الأمنية المشددة، وهو ما يجعل من تنفيذ العملية عبر استخدام سلاح إم 16 بالخرق الأمني الكبير وفشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية التي تعمل وفقا لمبادئ وقوانين عملية كاسر الأمواج. تقديرات استراتيجية بات من الواضح استحالة وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية تماما ، وتشير تقديرات المنظومة الأمنية ومن خلال قراءة واقعها السياسي والجيواستراتيجي في إسرائيل إلى وجود أكثر من ألف ثغرة في الجدار الفاصل الممتد على مسافة تزيد على 764 كيلومترا. وتتباين أحجام هذه الثغرات ما بين مترين وثلاثين متراً، الأمر الذي يرى فيه الجيش سبب رئيساً ومباشراً للعمليات بسبب تسلل الأعداد الكبيرة من فلسطينيي الضفة الغربية إلى عمق الأراضي المحتلة. وتوجه بعض من التقديرات الإسرائيلية انتقادات إلى رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي ، والذي ستنتهي ولايته قريبا ، حيث أن الهدف الرئيس الذي نعمل عليه الآن هو وقف العمليات حيث يركز الجيش في هذا الأمر بتعزيز خط التماس الذي هو جزء من هذه المهمة”. المعروف أن الجيش الإسرائيلي استنفر ومنذ انطلاق هذه العملية وزرع نحو 25 كتيبة من القوات البرية للمساعدة في سد هذه الثغرات، أي ما يزيد على ضعف عدد الكتائب المنتشرة في مناطق الضفة الغربية خلال الوضع الروتيني. ثانيا قام الجيش باستنفار الوحدات الخاصة التي تقوم بمهمات الاعتقال والتصدي لخلايا المقاومة ، وفي هذا الصدد بلغ عدد القوات المستنفرة نحو خمسة آلاف جندي من الجيش، فضلاً عن ثمانية آلاف من أفراد الشرطة. ثالثا: تمت الاستعانة بوحدة 8200 وسلاح الجو في مهام المراقبة والرصد، بجانب وضع كتيبة جمع المعلومات القتالية العاملة بشكل دائم في الضفة. عموما فإن تداعيات عملية الخليل الأخيرة سيكون ظاهرا في الانتخابات الإسرائيلية ونتائجها ، خاصة وان تداعيات العمليات الاستشهادية على المنظومة السياسية لإسرائيل بات قضية في منتهى الدقة. |