|
القدس.. الهدايا التذكارية التراثية أسلوب لترويج فلسطين سياحيا
نشر بتاريخ: 09/11/2022 ( آخر تحديث: 10/11/2022 الساعة: 00:12 )
القدس- معا- في حارات القدس القديمة قابلنا الناشطة المقدسية الطموحة كما تصف نفسها فاطمة خضر (64 عاما) والتي تعمل في مجال الاشغال اليدوية التراثية السياحية التذكارية عن فلسطين، شاركت في اكثر من 100 معرض محلي عرضت فيها منتجاتها الحرفية يدوية الصنع والتي تستخدم بالترويج لفلسطين بتراثها وثقافتها كهدايا تذكارية تقدم للسواح والزوار، لتؤسس لاحقا معرضا متنقلا بالشراكة مع نساء مقدسيات اخريات، وتعليقا على ذلك قالت فاطمة:"عملت لمدة طويلة داخل القدس، حتى جائتني فكرة لإفتتاح معرض أطلقنا عليه وزميلاتي مسمى بازار الإبداع، منذ سبعة سنوات و نصف وهذا المعرض يعتبر مصدر رزق ل 25 سيدة في مجموعتي" . وتشرح فاطمة خصوصية الوضع السياسي والأمني العام حاليا في القدس وتاثيره على الحركة السياحية بالمنطقة خصوصا قبيل أعياد الميلاد المترقب استقبال أولى فعالياتها نهاية الشهر الجاري وبداية الشهر القادم في القدس وبيت لحم، وتقول " إن الترويج المغلوط في بعض وسائل الاعلام الغربية او بعض الافراد من الاحتلال، الذين يواصلون عبر اعلامهم نشر الشائعات حول حارات القدس القديمة بتجارها وشبابا ونسائها بانها عير امنة للتنقل او التسوق منها، فهي تؤثر على استقطاب السياح لداخل هذه الحارات ومنهم من يفضل الذهاب للقدس الغربية والتسوق منها لان بعض الادلاء السياحيين لا يصفوا الحقيقة، لكنني احاول تفنيد هذا التضليل الإعلامي بنشر الحقيقة من خلال تعاملي المباشر مع السياح وعدم استغلالهم ماديا حين التسوق والتعامل معهم بلطف بصورة تعكس الوجه الحضاري والكرم الفلسطيني والحقيقة أولا وأخيرا". واحدة من التحديات التي تواجه الناشطة فاطمة أيضا هي عدم توفر مكان لهم في القدس ليُعتبر مقر دائم ومستقل لعملهم، في ظل أن بعض افراد مجموعة السيدات العاملات برفقتها منهم من ذوي الهمم (ذوي الإعاقة)، خاصة وأن المرأة الفلسطينية واجهت كل التحديات التي تعرضت ومازالت تتعرض لها؛ إضافة على ذلك اردفت فاطمة:" مثلا لا نستطيع وضع طاولة لتسويق وبيع منتجاتنا على باب العامود الذي تعتبر فيه الحركة التجارية نشطة ومزدحمة بالزوار والسواح، لأننا بحاجة لتنسيق مع بلدية الاحتلال وانا لا اقبل بهذه الفكرة وتعرضنا للاعتقال كثيرا مسبقا بسبب تواجدنا هنا بلباسنا التراثي، لذلك في بعض الأحيان اذهب ومجموعتي لدرج باب العامود مع الطبلة ونبدأ بالغناء الشعبي التراثي ك نوع من الجذب السياحي للمكان خاصة في المناسبات الوطنية مثل يوم المرأة الفلسطيني الذي صادف قبل عدة أسابيع". تمتلك فاطمة فرقة فنية للغناء الشعبي مكونة من 10 سيدات هي عاشرهم، لنقش الحناء الفلسطينية، وممارسة طقوس حنّة العروس والعريس المتعارف عليها وطنيا في العرس الفلسطيني والمناسبات الاجتماعية عموما، وهذا أسلوب اخر للترويج عن التراث والثقافة الفلسطينية سياحيا في المعارض المحلية وبعض المناسبات التي يتواجد بها وفود سياحية عالمية. فاطمة والتي تحب عملها بشكل كبير وتصفه كهُوية وطنية لها ورسالة من سيدات فلسطينيات يتتوقن للحرية من الاحتلال وللعيش بكرامة، تستعد حالياً لعرض منتجاتها داخل الأردن و تركيا، بعد أن عرضت أعمالها داخل فلسطين ومنها جنين و بيت لحم والقدس، وهي ترحب ب أي دعوة تصلها من أي مؤسسة محلية وعالمية لانها تعتبر ان المعارض فرصة لدعم مشاريع النساء المقدسيات اللواتي يكافحن لاجل الصمود وتحسين اواضعهن الاقتصادية خاصة وان الغلاء المعيشي مرتفع جدا في القدس. وعن أجواء المعارض تصف فاطمة :" في بعض المعارض كنت أواصل الليل بالنهار؛ حتى أنني في بعض الأحيان أضطر للنوم خارج المنزل، رغم أنني أم ولدي مسؤوليات، لكنني أكون سعيدة حينما اعرض القطع التراثية المشغولة بكل الحب والصبر والامل بأيادي مقدسيات عصاميات لديهم امل ب ان الغد افضل وان الترويج لمنتجاتهن يحيي المنطقة سياحيا ويدعم تمكين النساء اقتصاديا." الفنادق تدعم البازارات التراثية سياحيا أسلوب اخر لترويج المنتجات التراثية والهدايا التذكارية في قطاع السياحة بالقدس الشرقية خصوصا، اتخذته الناشطة فاطمة من خلال اللجوء لبعض الفنادق بالمنطقة والتي رحبت بفكرة تخصيص زاوية في بهو الفندق لعرض الاشغال اليدوية كي تحظى بفرصة تسويقها للسواح الوافدين والمقيمن في هذه الفنادق ب طريقة تعود بالنفع على كلا الطرفين. وفي هذا الاطار اشارت فاطمة الى ان:" فندق القدس على سبيل المثال قام بإعطائي خمس طاولات في الفندق كل يوم خميس من الأسبوع، كتشجيع ودعم لمشروعنا وللسيدات والرياديات المبدعات، حيث يتم التسويق مسبقاً لهذه الطاولات من خلال الفندق الداعم للفكرة، وأيضا منذ اربع سنوات ونصف نعرض منتجاتنا في الفندق الوطني، ولا ننسى الازمة الاقتصادية التي تعرضنا لها في جائحة كورونا لمدة عامين من ركود اقتصادي بسبب توقف السياحة، لكن ومع ذلك كنا نلتزم ب تدابير السلامة والوقاية ونرتدي الكمامات ونعرض منتجاتنا". وعن طبيعة الجمهور و رواج الفكرة، افادت أن سوّاح المغرب العربي لهم النصيب الأكبر مؤخراً من زيارة المعرض، و تستعد برفقة 22 إمرأة أخرى، لقصة نجاح جديدة استوحتها من موسم قطاف الزيتون. وتسعى فاطمة لتطوير مشروعها ضمن اطار مؤسساتي وقانوني من خلال تسجيل المشروع ك جمعية لدى محافظة القدس، علما انها وزميلاتها أعضاء في الغرفة التجارية مما يساعد على تحقيق الهدف، وتكون الفرصة اكبر لهم ب إيجاد موقع دائم للعمل والعرض. كما وتتمنى ان تحظى بفرصة المشاركة ب بازار أعياد الميلاد في بيت لحم ورام الله لما لهذه البازارت من فائدة بتعريف الزوار والسواح والمحليين بالمنتج الفلسطيني وبقصص نجاح نساء رياديات بما يعود بمردود مادي يمكنهن من استمرارية العمل في القطاع السياحي واعالة اسرهن واطفالهن. تقرير: حياة حمدان |