|
ظروف سياحية مبشرة قبيل أعياد الميلاد
نشر بتاريخ: 18/11/2022 ( آخر تحديث: 18/11/2022 الساعة: 18:37 )
بيت لحم- معا- تستعد فلسطين لاستقبال ذروة موسم السياحة بنشاط ملحوظ نسبيا على اعداد الوافدين من جنسيات مختلفة من العالم، الذروة التي تكون قبيل واثناء احتفالات أعياد الميلاد المجيدة، متمثلة ب زيادة نسبة اشغال الغرف الفندقية بحجوزات مسبقة وبزيادة كبيرة عن السنوات الماضية، هذا التقرير يعرض اخر المستجدات حول نشاط الحركة السياحية في فلسطين بمعلومات من وزارة السياحة والاثار حول الأوضاع السياحية في مدينتي بيت لحم والقدس والشرقية خصوصا، إضافة للقاء مع محافظ بيت لحم للحديث عن تأثير الوضع السياسي الأمني على الحركة السياحية في محافظة بيت لحم. تعتبر فلسطين منطقة جذب سياحي خصوصا للسياحة الدينية الإسلامية والمسيحية الى جانب السياحة التاريخية والثقافية والطبيعية، وكغيرها من باقي دول العالم فقد تأثرت من تداعيات ازمة كورونا وكان الضرر على هذا القطاع مرتفع نسبيا، وتعليقا على ذلك، قال مدير عام التسويق والاعلام السياحي في وزارة السياحة ماجد إسحق: " على مستوى العالم هناك تعافي نسبي من ازمة كورونا، لكن ازمة جديدة دخلنا بها منذ فترة ليست ببعيدة وهي الأزمة الروسية الأوكرانية، والتي كان لها اثار ضخمة على السياحة بكل العالم وعلى فلسطين خصوصا من الناحية الاقتصادية، هناك تأثيرات مباشرة متمثلة ب ارتفاع أسعار الرحلات السياحية لفلسطين بنسبة ٣٠٪ ، وذلك بسبب ارتفاع أسعار النفط والنقل ومعظم السلع الأساسية التي يستهلكها السائح اثناء تواجده في فلسطين". وتابع ماجد: “ أيضا فرق العملات له تأثيره على السياحة في الوطن ف مثلا اليورو الذي بات يساوي الدولار حاليا، قد أثر على عمل المكاتب الفلسطينية والتي كانت تستقبل الحجوزات بعملة اليورو وتدفع لاحقا بالدولار فكان هناك تأثير بنسبة عشرة بالمئة خسارة لقطاع مكاتب السياحة والسفر والفنادق التي تتعامل مباشرة مع وكلاء سياحة في أوروبا، خاصة في الأشهر الأولى من ازمة أوكرانيا وروسية، وفي الحديث عن اعداد السواح فمثلا في عام ٢٠١٩ قبل الجائحة استقبلت فلسطين حوالي ٢٠٠ الف سائح روسي و ٩٠ الف اوكراني الان وفي هذه الأيام بتنا نشاهد اعداد قليلة جدا من الجنسيتين". الجنسية الامريكية الأكثر زيارة لفلسطين وحول الجنسيات الأكثر زيارة لفلسطين، أشار ماجد الى أن: " هناك تناقص كبير جدا في عدد السواح القادمين لفلسطين من الدول الأوروبية لكن يوجد تعويض من أسواق أخرى مثل السوق الأمريكي الذي يتصاعد بشكل كبير، حيث ان ٣٢٪ من اعداد المبيت في فنادق بيت لحم هم من حملة الجنسية الامريكية، هذا سوق ضخم ينمو حاليا وهناك توجه للوزارة بالاستثمار في هذا السوق وتشبيك علاقات تجارية مع وكالات سياحية بين الطرفين". وتابع:" الوضع السياحي جيد جدا، لا نستطيع الوصول للارقام التي كنا فيها عام ٢٠١٩ لكن نحن بالطريق الصحيح ومرحلة تعافي حاليا، وفي مرحلة الموسم العالي الموجود في فلسطين معظم الفنادق حاليا مشغولة، وهناك تراجع في معدل نفقات السائح في المناطق الفلسطينية في موضوع التسوق خاصة ونتوقع تحسن الأوضاع في فترة أعياد الميلاد ونتوقع وصول اعداد أكبر من السواح وإقامة أكبر في الفنادق الفلسطينية." اما سياسيا فللوضع الأمني والاستقرار السياحي بالمنطقة تأثيره على استقطاب السواح من العالم، اوضح ماجد:" رغم كل الانتهاكات الاحتلالية ضد أبناء شعبنا الا ان السياحة حتى الان ما زالت جيدة وتسير بشكل طبيعي، من الممكن ان يكون هناك تخوفات لدى السائح القادم من بلاده ومن المؤكد انه يتابع الاخبار في بلادنا ليفحص مستوى الأمان للمكان الذي سيقيم فيه، حتى اللحظة لا يوجد أي تأثير سلبي على عدد السواح الموجود حاليا ونتمنى ان لا يكون لان بالطبع له تأثير على السياحة ويكون هناك أسئلة وتردد". وتكثف وزارة السياحة من جهودها في عملية الترويج لفلسطين وتواصل المشاركة في المعارض السياحية الدولية، ومؤخرا شاركت وتشارك في خمس معارض دولية في لندن وإيطاليا ورومانيا وبولندا، وتعليقا على ذلك قال ماجد:" نركز على المعارض السياحية ونعمل على تطوير البرامج والفعاليات بالمعارض الدولية، في لندن كانت رسالتنا بالتركيز على قصر هشام والمشروع الذي عملته حكومة اليابان للتعاون جايكا بتصوير القصر بتقنية التصوير ثلاثي الابعاد، وعرضه عبر شاشة تفاعلية ضخمة بالمعرض، ونركز علي المناطق غير المعروفة لوكلاء السياحة ب لندن، ويعتبر هذا المعرض ثالث اكبر معرض سياحي دولي مختص ب العاملين بالسياحة من كل العالم ويزوره نحو ٣٠ الى ٣٥ الف سائح واعلاميين متخصصين بالسياحة." استقطاب إعلاميين ومؤثرين دوليين للترويج لفلسطين تبنت مؤخرا وزارة السياحة والاثار استراتيجية جديدة ب التركيز على المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام السياحي من كل انحاء العالم، وحول ذلك أوضح ماجد:" من خلال معرضنا في لندن تم الإعلان عن تنظيم رحلة لصحافيين ومؤثرين لفلسطين في شهر اذار او نيسان في العام القادم، عن طريق منصة تسجيل عبر موقع الوزارة تكون منظمة من قبل الوزارة ودولة فلسطين، هذه الفكرة تقوم على جلب المؤثرين بمجتمعاتهم خاصة بالمجالات السياحية ليشاهدوا فلسطين بعيون فلسطينية من خلال المسارات السياحية مثل سبسطية وجنين وبرقين واريحا والقدس وبيت لحم والخليل، وكل المناطق المعروفة وغير المعروفة وتساعدنا جايكا في هذا الموضوع، على سبيل المثال قبل أسابيع كان لدينا احد المدونات المهمة من تركيا زارت فلسطين مدة أسبوع من الشمال للجنوب ونشرت عدة مقالات بالكتابة والتصوير". وحول القدس والظروف السياحية فيها قال ماجد :" لا يوجد أي تغيير على القطاع السياحي في القدس، ما زال موضوع ترميم الفنادق بالقدس يواجه عراقيل من الاحتلال سواء بالترخيص للبناء او الضرائب او الترميم، وهذه من ابرز التحديات التي تواجه القطاع الفندقي بالقدس الشرقية، يوجد ١٢٠٠ غرفة فندقية بكل القدس تقريبا حاليا، وهذا عدد ضئيل جدا مقارنة بالطلب على زيارة القدس وتاريخها وعراقتها، وهذ كله بسبب العراقيل الإسرائيلية على البناء والترميم والترخيص والتجديد واضطرار عديد منهم ببيع فنادقهم او تغيير طبيعة الاستخدام إضافة الى اقتحامات المستوطنين للأقصى ومحاولة السيطرة على بيوت واملاك الفلسطينيين٫ اما مكاتب السياحة بالقدس فهي تعمل بشكل شبه طبيعي، وتآتي ما نسبته تقريبا ٣٠٪ من السياحة الوافدة لفلسطين التاريخية، من خلال مكاتب فلسطينية معظمها موجود بالقدس الشرقية، ونتمنى ان تعود الأمور لطبيعتها وان تزدهر السياحة اكثر". محافظ بيت لحم: الاقتحامات شبه اليومية تربك العمل السياحي تتميز السياحة في بيت لحم بالطابع الديني المسيحي ب استقبال الحجاج لكنيسة المهد من كل انحاء العالم، وفي فترة أعياد الميلاد المجيدة تكثف الجهود لضمان سير الاحتفالات ب امان وسلامة، وتعليقا على ذلك قال محافظ بيت لحم:" السياحة حاليا مبشرة وقد تعود رويدا رويدا لوضعها السابق، اما الاستعدادات فهي علي افضل ما يكون لاجل استقبال الحجاج والزوار على كافة المستويات من حيث الفنادق والخدمات المتوفرة، كما وبدأت الاستعدادات منذ فترة ونظمنا سلسلة اجتماعات بروتوكولية كالمعتاد من اجل التحضيرات سواء الجانب الأمني او الاستعدادات عل مستوى المؤسسات والبلديات والكنائس، لذلك نقول إن الجهوزية عاليا من قبل جميع الجهات من أجل استقبال الأعياد وان تكون افضل من سابقتها خاصة ان الحجوزات كبيرة بالفنادق بالاشهر القادمة". وحول الوضع السياسي بالمنطقة أوضح حميد: “هناك تحذيرات ومخاطر حقيقة من زيادة ملحوظة وكبيرة وغير مسبوقة في الاقتحامات الاسرائيلية للمدن الفلسطينية في محافظة بيت لحم وهناك نسبة عالية جدا من المداهمات لمنازل النواطنين، جزء كبير منها اصبح نهاري وهذا يربك العمل وأيضا يربك العمل الأمني ويؤثر على استقبال السواح وتقديم الخدمات، وفي حال استمرار هذه الاحداث فهذا بالفعل يهدد الموسم السياحي والاستقرار بالمحافظة، خاصة ان عمليات هدم المنازل المتكررة واعتداءات المستوطنين الذين يشكلون خطر على حركة المواصلات والشوارع تتكرر بصورة يومية، خاصة اننا نتحدث عن حركة سياحية قد تصل الى بعض قرى المحافظة ومواقع اثرية فيها، وهناك مسارات سياحية في المناطق الشرقية والغربية، وقد تتأثر الحركة السياحية اذا استمرت اعتداءات المستوطنين خاصة ان هناك إصابات كثيرة بين المواطنين بسبب هذه الاعتدادات ما دون ذلك الأوضاع جيدة ومبشرة ونحن متفائلين ب أن الموسم السياحي واعياد الميلاد لهذا العام قد تكون افضل من الأعوام الاخيرة خاصة بعد كورونا". تقرير: حياة حمدان |