|
زيتونة عليسة
نشر بتاريخ: 19/11/2022 ( آخر تحديث: 19/11/2022 الساعة: 18:34 )
الكاتبة والفنانة التشكيلية: رجاء بن موسى
أسبقت جذورك أرض الهوارية نجمات الليل مازالت تدغدغ فينا أحلاما لابنة زيوس ايرينا تنشد غصن زيتون سلاما للملوك لنستيقظ على صوت بردعة حمارتنا الموشاة بأجراس الحياة وصوت والدي يرفع عنا غطاء الدفيء لنوصد أعمدة الكريطة و ينساق مركب الكريطة بين ثنايا الهندي هل كان والدي عالما بتاريخ القائد حنبعل البوني؟ وتتنهد أمي لخطوات جدتي في مسارب الثنية تجاهد الزمن وتجاهد شارية ترشح زيتونا و تتسارع خطوات اخوتي التحاقا ويحل الركب بأرض كريت فجذورها أهل الأرض الأولين و مهد للانسانية من فنيقين و رومانيين وترفع السلالم من أعواد الزيتون انتصارا لصابة تشع نورا و عمار قد أحكم رأسه بزنار تتناغم فيها روحه مع خفقات أصابع قرون الخرفان تناطح حبات سوداء أبية السقوط و بساط تتراقص فوقه موجة من الخطاف ينقرن حبات الزيتون شدوا ونعمة و تتعالى زغروطة أم السعد مع نغمات شحرور الخضراء و تتناثر ورقات الزيتون فصلا عن حبات العنبر بأياد ناعمة وحمارتنا هناك تشد السير مثقلة بصابة الى معصرة ريسها منصور قد أحكم توزيع هذه الحبات المباركة و يسكب الزيت من الكوز فخبزك مخبوز وزيتك في الكوز و يحل العيد في في الحوش فجدتي بين مد وجزر تتنهد ألحان دار الفلك من بعد طول العشرة قابضة على صولجان الرحى الحجري تدور معها حبات الزيتون و أياد تمتد بكسيرة تغمس في صحاف الزيت والعسل شاكرة الرحمان و تقسم بالتين والزيتون أن تصون هذه الشجرة طور السنين |