نشر بتاريخ: 01/12/2022 ( آخر تحديث: 01/12/2022 الساعة: 12:55 )
تحليل مضمون الكثير من المقالات وحتى ردود الفعل السياسية لأبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل عقب حادثة الشاب تيران فرو تشير إلى تخوفهم من زيارة الضفة الغربية والشراء من أسواقها ، وبات هناك من يمكن وصفه بحالة من الترقب او التوتر بين الطائفة في تعاطيها مع زيارة أبنائها إلى الضفة الغربية التي تتمتع بالبضائع الطازجة والرخيصة الثمن مقارنه بالأسعار في إسرائيل.
السلطة الفلسطينية تصرفت بسرعه لافتة تشير إلى فطنة في تقدير الموقف ، وجاءت الزيارة التي قام بها الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية إلى دالية الكرمل لتقديم واجب العزاء في الشاب "تيران فرو" لتثير الكثير من النقاط بشأن أهمية العلاقة بين أبناء الطائفة الدرزية والفلسطينيين في الضفة الغربية ، وهي علاقة متميزة رغم ما يمكن أن يشوبها من توتر بين الحين والآخر.
ما الذي جرى؟
لقي شاب درزي ينحدر من دالية الكرمل في الجليل مصرعه في حادث سير قرب الجامعة العربية الأمريكية في جنين، وتوفي الشاب متأثرًا بجروحه في مستشفى ابن سينا الحكومي في جنين، غير أنّ مسلحين اختطفوا جثته ظنًّا منهم أنه عنصر في قوة إسرائيلية خاصّة كانت تعمل سرًّا في المكان.
وفور اختطاف الجثة بات من الواضح إن هناك ما يمكن وصفه بالانقسام بين فريقين بارزين في فلسطين ، الأول رأى ضرورة إعادة الجثة خاصة مع العلاقات الطيبة والتاريخية مع أبناء الطائفة المعروفية.
والثاني أشار إلى أهمية الاحتفاظ بالجثة لعدة أسباب ابرزها:
1- إمكانية مبادلة هذه الجثة بجثامين الضحايا الفلسطينيين ممن تحتجزهم إسرائيل.
2- أن الشاب "تيران فرو" خدم في الجيش الإسرائيلي و وتم عرض بعض من الصور المنسوبة إليه بلباس الجيش الإسرائيلي ، الأمر الذي أثار عاصفة من الانتقادات بهذا الشأن .
غير ان السمة البارزة عند التحليل السياسي لموقف الفريقين الفلسطينيين سواء الداعم للاحتفاظ بالجثة او الرافض لهذه الخطوة كان انضمام أبناء عرب الداخل للفريق الداعم لتسليم الجثمان ، ولعل هذا ما يفسر مشاركة عضو الكنيست أيمن عودة في مراسم الجنازة ووقوفه بجانب عائلة القتيل وعدم تركه لها طوال فترة الجنازة.
تقديرات استراتيجية
الواضح إن السلطة الفلسطينية حساسة للغاية بشأن التعاون مع أبناء عرب الداخل والكثير من أبناء طوائفها المنتشرين في عموم فلسطين من دروز آو شراكسة او بدو ، وهو أمر يحسب للسلطة خاصة وإننا كفلسطينيين بالنهاية أبناء شعب واحد مهما كانت تأثيرات الاحتلال الذي فرق بين طوائف الشعب الفلسطيني المختلفة.
وهناك تفهم بالسلطة للواجبات التي فرضها الاحتلال على بعض من طوائف شعبنا ، سواء الواجبات الإجبارية أو التي يتم معاقبة من يرفض القيام بها قانونيا بالسجن أو أداء الخدمة العامة ، حيث يفرض القانون الإسرائيلي عقوبة السجن على رافضي الخدمة العسكرية .
وهناك قطاع عريض من الفلسطينيين يرى إن الأهم من تفهم السلطة لما يفرضه الاحتلال على الفلسطينيين في الداخل هو ضرورة تفهم الشعب الفلسطيني أيضا لذلك ، وهو أمر دقيق للغاية وفي اعتقادي إن الشعب الفلسطيني يتفهمه رغم المصاعب التي فرضها الاحتلال على هذا الشعب وتداعيات هذه المصاعب.