|
ماذا لو؟
نشر بتاريخ: 07/12/2022 ( آخر تحديث: 07/12/2022 الساعة: 10:46 )
ولعل قائمة الممتنعين عن التصويت مهمة، لكن الأهم هي تلك القائمة التي ضمت أولئك الذين صوتوا ضد القرار، والتي تستحق أن تسمى بقائمة العار، خاصة بعد 74 عاماً من نكبة الشعب الفلسطيني وما جرته هذه النكبة من نكسات وانتكاسات وحروب ومذابح ومعارك وكوارث لم تنته. قائمة العار ضمت بالإضافة إلى جوقة الممانعين المعهودة دولا وممالك ما كان يجب أن تذهب في هذا الاتجاه، كبريطانيا صاحبة وعد بلفور، الذي أسس لتلك النكبة، إضافة إلى دولة إسلامية كألبانيا ودول أخرى دانت بولائها لفلسطين في السابق كالبرازيل واليونان وإيطاليا وغيرها. صحيح أن موقف البرازيل سيتغير مع تولي صديق فلسطين لولا دي سلفا العائد إلى الحكم زمام السلطة في الفاتح من الشهر الأول من العام المقبل، إلا أن مواقف بقية الدول تحتاج حتماً إلى مساحات كبيرة من العمل والضغط باتجاه تغييرها. السؤال الذي يشغلنا جميعاً لا يدور حول أولئك الذين ينكرون النكبة وقائمة العار فحسب، وإنما حول المبدأ، مبدأ تجاوز تلك النكبة بعد ما كان لقضية الشرق الأوسط من زلازل وبراكين سياسية، ما زالت البشرية قاطبة تعاني من مفاعيلها وارتداداتها. السؤال الأهم هو: ماذا لو؟ ماذا لو صوتت تلك الدول ضد إحياء ذكرى مذابح الشعوب وكوارثها ومصائبها؟ كيف سيراها العالم؟ وهل تمتلك هذه الدول الجرأة ذاتها التي امتلكتها في التطاول من جديد على الشعب الفلسطيني وجراحاته. إلى متى ستستمر بعض دول العالم في تبني ازدواجية المعايير في التعامل مع البشرية، حسب المصلحة، ولون البشرة، وشكل العينين؟ أعراق وشعوب مظلومة بفعل الاحتلال والقتل والترحيل، وشعوب لا تستحق أن تصنف بأنها مظلومة بعد عقود من القتل والدمار والكوارث. انتقائية التصنيف وتعسف الفرز واحتكارية العدل ونياشين العذاب… مواجع ما زالت تخضع لحرب المصالح ولوبيات الضغط وانتهازية المواقف. النكبة الفلسطينية مسؤولية دولية لا تعفى منها الدول ذاتها التي صوتت ضد القرار المذكور خاصة وأنها سبق وأن صوتت في الماضي لصالح قرارات أقرت ببشاعة الاحتلال الصهيوني وإدانة الاستيطان وحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره. |