|
أُسود الأطلسي وموقف الركراكي
نشر بتاريخ: 08/12/2022 ( آخر تحديث: 08/12/2022 الساعة: 13:08 )
شاهدت المباراة كأي مشجعة من بيتي وعبر جهاز الهاتف لعدم تفعيل اشتراك المحطات الرياضية على تلفاز البيت، كنت برفقة أولادي اسماعيل والحسين وعمر ابن العامين ونصف متأهبين لأي فرصة للمغرب وكان عامل التوتر لنا عمر في كلمته طيلة الوقت جوووول ولم نفقد الأمل ولكن مع نهاية المباراة بدأ الانتظار لحالة من الجدّ وفقدان المتعة في انتظار ركلات الترجيح التي أحببت جداً ما سبقها من موقف لا أعرف ان لاحظه أحد غيري للركراكي وهو يتوسط اللاعبين ويتكئ على عربة أو ما شابه في داخل المستطيل الأخضر في تلك اللحظة تحديداً كان عليه ضغط نفسي لا يحسد عليه ومسؤولية تفوق الوصف ولكن روعة ونبل خلقه في أن جاء لاعب ليجلس بجواره باقتحام "بدفاشة" ولكن بعفوية والمكان الذي يجلس عليه لا يتسع إلّا للأحباب بكل بساطة فسح له المجال بكل ود؛ لم ينفر بوجهه او يتصرف بضغط عصبي في تلك اللحظات السريعة ابتسمت وقلت المغرب ستفوز بلا منازع فتلك الأخلاق التي شاهدتها في تصرفه لن يردها الله خائبة. وما أن بدأت الركلات وتم التصويب عن جدارة وبأداء مذهل وما لحقه من فوز عالمي وردود أفعال صاخبة في كل الأرجاء واحتفال الأولاد الأشقياء فوق رأسي وعلى منتصف الطاولة ومن قفز على مقاعد الجلوس لم يسرق مني تحفظي بالصورة الجميلة للموقف الذي ذكرت. لأنه بلباقته تلك جسد ما نسمع به منذ الصغر "الروح الرياضية". أما عن جانب الفرح الفلسطيني فقد كنا حقيقة متعطشين لذلك أكثر من أننا متابعين جيدين لكرة القدم أو من ذويها، فكانت الفرحة مثلجة للقلب وفي وقتها لما للساحة الفلسطينية من حصاد يومي للشهداء جراء الغطرسة الفاشية للاحتلال الاسرائيلي ولكن هذا الألم الذي نعيشه بشكل يومي لا يزيدنا إلا اعتزازاً وايماناً بقضيتنا الفلسطينية السامية التي أكدت عليه كافة الشعوب في حضور تلك القضية العظيمة وعلمها الذي كان بارزاً يرفرف على مدار المباريات في أجواء المونديال متمنين أن يرفعه السنوات القادمة منتخبنا الفدائي على نهج المنتخبات العربية تحت راية جيفارا الرياضة الفلسطينية الفريق جبريل الرجوب وأبناء بيت المقدس المشجعين. وما سأقوله أخيراً هو أولاً وأخيراً معاً... شكراً شكراً لدولة قطر لمنتهى التفاني والوعي في نشر الثقافة الاسلامية العربية واخلاقها بشكل حضاري في التحضيرات جميعها للافتتاح العالمي المشرف لكأس العالم بكل جدارة واستحقاق، قطر... رفعتم رؤوسنا نفتخر بتلك العروبة. |