صدر حديثًا المجموعة القصصية القصيرة للكاتب والروائي د.سرمد فوزي التايه بعنوان: حمّالة التَّعَب

رام الله- معا- تتعرض المجموعة القصصية للواقع الفلسطيني ضمن ازمان متباينة من تاريخ الشعب الفلسطيني والمتضمن الكثير من قصص البراءة، والشقاوة، والعوز، والنضال، والمقاومة، والحرمان، والأسر، والتقتيل، والتشريد، والاضطهاد! إضافة الى الواقع الاجتماعي المُعاش في ظل سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الأرض والانسان ومحاولته تكدير معيشته وتنغيص حياته التي يخرج من مآسيه فيها كطائر العنقاء المنبعث من تحت الركام.
عشر قصص قصيرة تلخص حال الفلسطيني بكل مكوناته؛ بطفولته، ورجولته، وأنوثته، وكهولته بكل واقعية وبكل ما كان يعتري حياته من حيثيات وتداعيات كان له الدور أحياناً في صياغة أحداثها ومجرياتها، أو أُلقيت على عاتقه عنوةَ احياناً أخرى؛ فعملت على انحناء ظهره حتى كادت تنال منه وتكسره، فما كان منه الا جاهد وقاوم بكل السبل حتى لا يكون من الخاسرين.
عنوان المجموعة (حمّالة التَّعَب) يتعرض لواحدة من القصص العشرة المذكورة والتي تستعرض حال صبية يافعة، يانعة، قوية، شرسة، ومقدامة نال منها الزمن فأصبحت عجوزاً، هَرِمة، مُتهدِّمة دون أن تتهدم عزيمتها ولم تنخُر ولم تُصبها الهشاشة ولا الضمور ولا الأوجاع ولا الأسقام؛ فحافظت على عهدها ووعدها بتقدُّم صفوف المقاومة، والمجابهة، والثبات، والصبر كشجرة سنديان مُتشعِّبة الجذور، ثابتة الساق، قوية الأغصان، قديمة قِدَم الزمان، وراسخةً في وجه أقسى أنواع الريح الصرصر العاتية! حتى إذا ما انتهت الزوابع التي مرت بحياتها، تراها تعود هي كما كانت شامخةً، باسقةً، ساميةً، لا ترتضي أبداً أن يأخذ أي كان من جذورها، وجذوعها، وساقها، وأغصانها لجعلها أخشاباً مُسنَّدةً للحطب، فارتضت طواعيةً أن تَظَلَّ صلبةً، جَبّارة، عنيدةً، عاصيةً على الكسر، وحمَّالةً للتعب!
المجموعة تقع بـ 310 صفحات حجم A5 وهي من إصدارات طوقان للنشر الرقمي، وهي متوفرة على اشهر المنصات الرقمية العالمية مثل امازون، ولولو، وفيفليو وغيرها من المنصات. وتضم المجموعة عشرة قصص قصيرة تحت عناوين:
ألوان ضائعة، مجدي حامل، شيك مفقود، من قتل أبي؟، لثام، الحفر من تحت الكرسي، شهادة على الحاجز، شهيد على الحاجز، حَمّالة التَّعب، وبرتقالة على بُرش سجين.
التايه فلسطيني الجنسية ومولود في العراق عام 1973، ويحمل شهادة دكتوراه في فلسفة العلوم (علم خلية وانسجة ووراثة)، وله عدة إصدارات سابقة على شكل روايات، وكتب علمية باللغتين العربية والانجليزية، وكتاب تراثي وآخر متعلق بالتنمية البشرية إضافة الى نشره أبحاث علمية محكمة والعديد من المقالات الصحية والتربوية والاجتماعية والسياسية. وتعد هذه المجموعة القصصية الإصدار التاسع للتايه.