وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سلاح الدبلوماسية الذي نفتقده

نشر بتاريخ: 13/12/2022 ( آخر تحديث: 13/12/2022 الساعة: 11:58 )
سلاح الدبلوماسية الذي نفتقده

هذا المقال إستكمال لمقالي الأسبوع الماضي المُعنون( " اتفاقات ابراهيم" خسرت كأس العالم)، هنا سأنظر الى كأس العالم 2022 بتسليط عدسة المجهر على الدبلوماسية الفلسطينية؛ وأقول بإختصار بأن هذا المونديال قام بما عليه على صعيد القضية الفلسطينية وأظهر ضعفنا المؤسساتي على صعيد الدبلوماسية العامة ونجاحنا على صعيد الأفراد.

أدعي هنا بأن الدبلوماسية العامة والرقمية في المؤسسات التي يجب أن تتحمل مسؤوليتها بهذا الجانب لن أقول بأنها في ذمة الله وإنما هي بين الحياة والموت، على الرغم من وجود كادر محترم مهني وطني لكنه لا يستثمر بالطرق والأهداف التي يجب علينا كفلسطينيين أصحاب قضية تحقيقها وهذا ما نستطيع النجاح به في ظل موازين القوى العالمية، وغطرست الإحتلال على كافة مناحي الحياة، والأهم بأننا نمتلك الطاقات البشرية في مختلف المجالات من أجل التنفيذ وبأقل التكلفة.

بدون أدنى شك مونديال قطر 2022 أيقظ النائمون عن قضيتنا وقدم مبادرة توعية لفلسطين عالمية، وجسد كيف يمكن للمؤسسات الفلسطينية استخدام الأدوات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي للتغلب على قيود الدبلوماسية التقليدية وممارسة الدبلوماسية العامة.

العالم الآن يسير بهذا الإتجاه والقفز عن التقليد في الدبلوماسية العالمية التي نحتاجها نحن كشعب خاضع تحت الإحتلال ولا يمتلك أي مقومات وأنياب من أجل إحقاق الحق، خير مثال على أهمية الموضوع أتذكر في عام 2011، أطلقت وزارة الخارجية الأمريكية" Virtual Embassy Iran" وهي منصة على شبكة الإنترنت تهدف إلى تعزيز "القيم والثقافة" الأمريكية للإيرانيين.

كانت هذه السفارة بمثابة مثال على كيفية استخدام الدبلوماسيين للتقنيات الرقمية للتغلب على قيود الدبلوماسية التقليدية. على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين الولايات المتحدة وإيران، تمكنت وزارة الخارجية من استخدام السفارة الافتراضية لسرد السياسة الخارجية الأمريكية، وتعزيز صورة إيجابية عن أمريكا بين الإيرانيين.

إن النضال الحالي ضد الإحتلال الإسرائيلي العابر للحدود هو صراع لكسب القلوب والعقول والضمائر، والاعتماد المفرط الحالي المتمثل بما يقوم به جيش الإحتلال على القوة الصلبة يجب أن يواجه بذكاء. الدبلوماسية العامة والرقمية أداة مهمة في ترسانة القوة الذكية، لكن الدبلوماسية العامة الذكية تتطلب فهمًا لأدوار المصداقية، والنقد الذاتي، والمجتمع المدني في توليد القوة الناعمة والأهم وضع خطة بخطوات تدريجية تستثمر جميع الطاقات الشبابية العالمية المؤمنة بعدالة قضيتنا.

أتمنى من المطبخ السياسي الفلسطيني والمؤسسات ذات العلاقة والتي يجب أن تقوم بما عليها من مهام في هذا المجال أن تضع رؤية ومنهجية وأهداف وأدوات لدخول معركة الدبلوماسية العامة أو الشعبية كما أصبحت تسمى مؤخراً على كافة الأصعدة والميادين.

مونديال قطر الرابح به الدبلوماسية الشعبية العالمية لقضيتنا؛ التي يجب البناء عليها والإستمرار بأفكار ابداعية تتلاءم مع التطورات التقنية والفكرية، وأن لا تنتهي هذه الدبلوماسية بإنتهاء المونديال، وإنما علينا اقتحام كافة المحافل الدولية من خلال القوة الناعمة التي أصبحت أخطر من الصواريخ النووية، فهي الوحيدة التي تخترق القبة الحديدية من حيث لا يعلمون!!