|
المونديال القطري: مباراة كروية بين الرياضة والسياسة.
نشر بتاريخ: 13/12/2022 ( آخر تحديث: 13/12/2022 الساعة: 16:00 )
مونديال قطر وبالرغم من كل ما تعرض له من انتقاد شديد فيما يخص ملف حقوق الانسان وهو حق قصد به باطل وذلك بسبب ان كل الدول التي انتقدت قطر هي داعمة لاسرائيل دولة الفصل العنصري والمرشحة لدخول موسوعة غينيس بسبب ما ارتكبته من جرائم ضد الانسانية والذي بسببه في اعتقادي وصف رئبس الفيفا هذه الدول بالنفاق ومع ذلك نجح المونديال بجدارة وكان الافضل من بين كل ما سبقه من مونديالات نظرا لما بذلته دولة قطر من جهد لاخراجه بهذا الشكل غير المسبوق من حيث جمالية الحدت وروعته. ليس ذلك فحسب وانما جاء مونديال قطرليحمل في ثناياه رسالة الى كل الطغاة وهي ان دوام الحال من المحال وذلك بسبب مفاجئات التصفيات التي قلبت كافة الموازين الكروية ولغاية مرحلة النصف النهائي بعد ان خرجت من المونديال معظم الدول التي حازت على اللقب في المونديالات السابقة ليحل مكانها ويصعد الى القمة من لم يكن في الحسبان. صعود فريق المغرب الى النصف النهائي ليس فقط قلب لكل الموازين المتعارف عليها كرويا فقط ولكنه ادخل فرحة الانتصار الى قلوب كل العرب من المحيط الى الخليج بعد ان توشحت قلوبهم بسواد الهزائم على مدار عقود وهو الذي عبر عنه الكاتب السوري خضر الماغوط باسلوبه الساخر بقوله "يجب طرد دولة المغرب من جامعة الدول العربية لمخالفتها اصول الهزائم العربية المتوارثة والمتلاحقة في كل المجالات والخوف ان تحصل على كاس العالم وتخرج من مسيرة الفشل العربي التاريخي". شخصيا لم اكن في يوم من الايام محترف تشجيع ولا محترف مشاهدة للكورة بل وعلى العكس كنت غير مكترث لدرجة التجني على الكورة وعلى مجتمعها التي كنت اعتبرها ملهاة لحرف بوصلة عالم اليوم من القلم الى القدم واصبح لاعب الكورة الاكثر شهرة والاكثر كسبا للمال من وراء حرفية استخدام القدم الى ان شاهدت اللاعب المغربي يوسف النصيري ضد البرتغال وهو يقفز مسافة 2.78 متر ليوجه الكرة براسه هذه المرة وليس بقدمه نحو المرمى وهو ما جعلني اتراجع بالاعتراف بان الكورة ليست ملكية خاصة للقدم وانما للراس ايضا بدليل انها حققت ما فشلت فيه السياسة بان ركلت على سبيل المثال كل مروجي المثلية واخواتها (LGBT ( الى خارج الملعب الرياضي والتي ولكونها في اعتقادي رسالة بايعاز سماوي فانها البداية لركل هذه الفئة الى خارج الملعب السياسي ايضا الى ملعبها الاساسي وهو ملعب واذا بليتم فاستتروا. ومثال اخر هو التطبيع والصراع الاسرائيلي الفلسطيني تمكنت كورة المونديال القطري وكما راسية اللاعب النصيري ان تضع قضية الشعب الفلسطيني على راس الاحداث في العالم وعلى مدار شهر المباريات بعد ان اعتقد زعماء الحركة الصهيونية انهم حققوا ما يصبون اليه في التطبيع مع العرب وذلك بالقفز على الحاجز الفلسطيني المستند اساسا على الصخرة العربية الى ان جاء المونديال ليثبت عكس ذلك تماما باعتراف اعلاميي دولة الفصل العنصري الذين تم ركلهم بضربة جزاء من قبل المشجعين العرب وباقي افراد المجتمع الكروي واهمهم الانجليز اضافة الى باقي دول العالم ليس لسبب الا تعبيرا عن رفض كل هؤلاء وشجبهم لما يقترفه الكيان الصهيوني العنصري من جرائم بحق الفلسطينيين و ليكتشف هؤلاء الاعلاميين الصهاينة بان تطبيعهم مع شعوب العرب لم يكن سوى وهم ولم يكن سوى تطبيع مع رجل واحد من كل دولة من الدول التي طبعوا معها وهو الحاكم الذي اعتقد بانه هو ايضا اكتشف بانه صار يلعب في الوقت الاضافي وبانتظار ركلات الترجيح التي لن يكون مصيرها افضل من اسبانيا التي وقف لاعبيها مرتجفين امام الاسد المغربي حارس المرمى بونو. حقيقة التطبيع الابراهيمي كوهم ربما لم تكن معروفة لدى الشارع الاسرائيلي واعلامييه ولكنها بالقطع معروفة لمعظم قادة نظام الفصل العنصري وتحديدا النتن ياهو الذي لا يهمه ابدا التطبيع مع العرب كفعل بقدر ما يهمه ذلك كدعاية وخديعة يستغلها لزرع الفتنة بين ابناء الشعب العربي وكخدعة يستغلها من اجل تلميع ذاته في الوسط اليهودي لاهداف انتخابية بحتة وهو المعروف بانه لا يرى غير نفسه في المرآة الاسرائيلية ولا يهمه غير مصالحه الشخصية اضافة الى ان عنصريته لا تسمح له اصلا بقبول الاخر حتى لو كان الحاكم نفسه بعد ان اتضح بان لا مكان في الطبيعة الصهيونية للتطبيع مع الاغيارمن غير اليهود وهذا يفسر ما قاله ل13 سفير اممي التقاهم اثناء زياؤتهم لدولة الفصل العنصري من انه من الممكن للتوصل لاتفاقيات تطبيع مع دول عربية جديدة كخدعة اخرى من خدعه لتجاوز اصل الصراع في المنطقة وهو الصراع الاسرائيلي الفلسطيني (معا 12/12) من ناحية اخرى وفيما يتعلق بانجازات المونديال على الصعيد العربي هو كشفه عن حقيقة كادت تختفي تحت غبار مسيرة الفشل العربي في تحقيق الوحدة العربية التي جسدها المونديال في احتفالات وافراح عمت كل عواصم العرب كما جسدتها ايضا الجماهير العربية من المشجعين المتواجدين في قطر وذلك بسبب الانتصار الذي حققه الفريق المغربي بالوصول بالعرب ولاول مرة الى دور نصف النهائي وهو ما يفسر بان من افشل الوحدة العربية التي يتوق اليها كل الشعب العربي هم حكام العرب حفاظا على مصالحهم الشخصية وحماية لعروشهم من اجل الاستفراد بكرسي الحكم. ما سبق يجعل من موضوع تكلفة التحضيرات لهذا العرس الكروي العالمي اقل اشكالية بالرغم من انها غير مسبوقة بحيث فاقت المائتي مليار دولار قياسا بتكلفة التحضيرات في المونديالات السابقة وبما يفوق ايضا احتياجات قطر الكروية كدولة صغيرة ، ومع ذلك ارى بان ما انجزه المونديال اضاء نصف الكاس المليان لهذا العرس بشكل مبهر لدرجة انه اخفى النصف الفاضي من الكاس ولم يعد ذو قيمة بعد ان اختزلت قطر بمونديالها وبالرغم من صغر حجمها الوطن العربي كله بايجابية منقطعة النظير اضافة الى انها اعادت قضية العرب المركزية قضية الشعب الفلسطيني الى مكانها الطبيعي في قلوب كل عشاق كرة القدم بمن فيهم رئيسة وزراء كرواتيا التي توشحت بالكوفية الفلسطينية كاضعف الايمان للتعبير عن نبذها للمنكر الصهيوني وهو ما يعد انتصار كبير للقضية الفلسطينية على المسرح الاعلامي الدولي الذي ما زالت تتحكم الحركة الصهيونية بالعديد من مفاصله. ختاما وقبل ان نسمع صافرة انتهاء المونديال ومن اجل الاستمتاع بلذة الانتصار ابارك لفريق مغرب كل العرب الذي اصبح على مرمى حجر من الكاس كما وابارك لدولة قطر التي نجحت في تحقيق وحدة الشعوب العربية على ارضها. |