وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

‏دور مسيحيي فلسطين في النضال

نشر بتاريخ: 26/12/2022 ( آخر تحديث: 26/12/2022 الساعة: 15:14 )
‏دور مسيحيي فلسطين في النضال


نجح الدبلوماسي الفلسطيني، خافيير أبوعيد، بإتمام بحث مطوّل عن دورالمسيحيين العرب في النضال الفلسطيني. وقد أصدر عن دار جامعة الكلمة الفلسطينيةكتابا تضمن شهادات حية، ابتداء من دور الإعلامي عيسى العيسى في أوائل القرن العشرين، مرورا بدور المفكر إدوارد سعيد ومؤسس جامعة بيرزيت حنا ناصر والخبير في المفاوضات كميل منصور وعضو اللجنة التنفيذية سابقا لمنظمة التحرير حنان عشراوي والكاتب المحامي رجا شحادة والمحامين الذين كان لهم دور في دعم حركة حقوق الإنسان وتوثيق جرائم المحتلين الإسرائيليين، إضافة إلى المفكرين والسياسيين، مثل وديعحداد وجورج حبش وكمال ناصر، ورؤساء بلديات مثل عيسى البندك وإلياس فريج وبشارة داود وكريم خلف، ورجال أعمال مثل سعيد خوري وحسيب الصباغ وكثيرين غيرهم.
‏خافيير أبو عيد من بيت جالا ومواليد تشيلي، جمع بين الإخلاص لفلسطين والتمسك بإيمانه المسيحي. قرّر العودة إلى فلسطين، والتحق بفريق المفاوضات الفلسطيني. عمل مع المرحوم صائب عريقات على نشركتاب يجمع بين التاريخ الفلسطيني الموثق بأكثر من 500 رابط في قسم الهوامش لمصادرموثوقة أو مقابلات أجراها الكاتب. يخصص فصلا لشهداء فلسطين المسيحيين، منهم رئيسبلدية بيت جالا أندرية الذي قتله البريطانيون ونعيم خضر سفير فلسطين في بلجيكاوكمال ناصر، وينتقل الى شهداء الانتفاضتين، ليذكّر بنضال ربضي من القدس ورانيا مرةوجوني الثلجي وقارع جرس كنيسة المهد سمير سلمان والطفلة كريستين سعادة ويعقوبالشوملي وغيرهم. ويوفر أبو عيد معلومات غير معروفة عن مباركة الأب إبراهيم عيّادأول عملية لحركة التحرر الوطني الفلسطيني (فتح)، وأدوار شخصيات كنسية عديدة في كلمراحل الكفاح المسلح والنضال باللاعنف، موفرا معلومات واسعة عن المطران كبوشيوالبطريرك ميشيل صباح والأب إلياس شقور والمفكّر مبارك عوض.
‏يعي المتابع للنضالالفلسطيني أن القيادات الفلسطينية جمعاء كانت مقدّرة أهمية المكون المسيحي ودورهفي حركة النضال، ولم يبخل الرئيسان ياسر عرفات ومحمود عباس في تأكيد هذا الدور وتعزيزه في كل التشريعات والتعيينات والمشاركات، فمنذ عودة القيادة إلى فلسطين لميغب القادة عن قدّاس منتصف الليل في كنيسة القيامة. وفي المقابل، لم يشعر المسيحيون في أي فترة بأنهم مهمّشون أو مضطهدون بأي شكل.قد يكون أصعب ما حاولالكاتب معالجته هو الصراع الداخلي بين أبناء الطوائف المسيحية الفلسطينيين والقيادات الدينية غير العربية، والتي شكّلت نوعا من الاستعمار الديني. كما يعالج الكتاب دعم قيادات صهيونية بصورة مباشرة لمن "لعبوا على الحبلين"، يقولون شيئا في العلن ويفعلون عكسه في الخفاء. وينجح خافيير أبو عيد في دحض دعاةالصهيونية المسيحية، مستشهدا بمواقف (ودراسات) مسيحيين إنجيليين وطنيين في فلسطين، أمثال القس عودة رنتيسي والقس نعيم عتيق وجين زرو وآخرين.
‏محاولة تعريب الكنيسةالأرثوذكسية، والتي بدأت بكتابات قوية للصحافي والناشر الأرثوذكسي عيسى العيسى،واستمرّت في العمل على محاربة الفكر المسيحي المتصهين أيضا كانت من عناصر كتاب"متجذرون في فلسطين.. دور المسيحيين الفلسطينيين في حركة التحّرر الوطني1917-2004". تكتب نائبة مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، السفيرة فداء عبد الهادي، في مقدمة الكتاب، إن المؤلف ساعد في "معرفتنا وتقديرنا دور المسيحيين الفلسطينيين في النضال الفلسطيني، وجسّد الدور الهام لهم في كافة مراحل النضال الوطني الفلسطيني".
‏قبل طباعة الكتاب، ينقلالمؤلف الفلسطيني المسيحي، خافيير أبو عيد، خبر استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة وجنازتها في القدس القديمة، والتي حاول الاحتلال إيقافها ومنع رفع العلم الفلسطينيعلى جثمانها. ويختم الكتاب بقول البطريرك اللاتيني، ميشيل صباح، في أثناءالانتفاضة الأولى، وموجها كلامه إلى الفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين، قائلا:"إخوتي وأخواتي، عليكم الاستمرار في الوحدة والتضامن، عليكم محبّة بعضكمبعضا، لأننا معا نتشارك بالمعاناة وبالأمل. ما هو لدينا علينا أن نتشارك به كانقليلا أو كثيرا".
‏يجب أن تكون أقوال البطريرك صبّاح مرجعية لنا في هذه الأيام وفي المناسبات الوطنية والدينية... وكل عام والجميع بخير.