وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحكومة السادسة للنتن ياهو أسقطت قناع الضحية عن الوجه الحقيقي لاسرائيل

نشر بتاريخ: 03/01/2023 ( آخر تحديث: 03/01/2023 الساعة: 14:46 )
الحكومة السادسة للنتن ياهو أسقطت قناع الضحية عن الوجه الحقيقي لاسرائيل

وزير الجيش الصهيوني السابق موشيه يعلون يقول "اليوم (الخميس 29/12) ولاول مرة منذ قيام اسرائيل ستؤدي حكومة العار الحكومة الاجرامية اليمين برئاسة متهم جنائي ربط مصيره الشخصي بالمجرمين والعنصريين " . هذا التصريح من قبل شخص شغل اهم المناصب في اسرائيل،" الكيان الذي يملكه الجيش"، وهو ما يجعل من التصريح وثيقة رسمية من المفروض ان تضاف الى الوثائق التي تخص اسرائيل كدولة ابارتهايد وبالتالي فهو من المفلروض ان يوفر العناء على كل المهرولين لتهنئة النتن ياهو وعلى المهتمين ، رحلة البحث عن الطبيعة التي تأسست وقامت عليها اسرائيل وهي تتلخص بالجريمة والعنصرية.

عودة النتن ياهو ليرأس حكومته السادسة هو تجسيد لحصاد ما زرعه في عقول الاسرائيليين منذ ان دخل الى الحياة السياسية من بذور الكراهية والعنصرية والتطرف التي تتلمذ عليها في مدارس العنصرية والارهاب بداية من جابوتنسكي وانتهاء بمدرسة شامير الذي مات وهو مطلوب للعدالة البريطانية كمجرم وارهابي وهو ما يجعل من مفهوم تحالف النتن مع بن غفير وسموتريتش هو مجرد تعزيز للطبيعة التي قامت عليها اسرائيل وعليه فان تشكيل حكومة من هكذا ائتلاف هو اسقاط لقناع الضحية عن الوجه الحقيقي لاسرائيل ككيان عنصري فاشي.

في بداية عهده في تسعينات القرن الماضي اعتمد النتن ياهو على قدراته في الكذب والخداع لتمرير مخططاته ومنها القضاء على اتفاق اوسلو وحل الدولتين دون اثارة عواصف تعيق عمله وفعلا تمكن من خداع الجميع بمن في ذلك ما يسمى باليسار في اسرائيل الذي لم يدم طويلا حيث تآكل مع الزمن وتلاشى بسبب فشله في كشف حقيقة هذا النتن ياهو كعدو للسلام خدمة للاطماع التوسعية للحركة الصهيونية وذلك بالحؤول دون ان تصبح اسرائيل دولة شرق اوسطية طبيعية ذات عاصمة وحدود دولية معترف بها ومن اجل ذلك تمكن ايضا من خلق قاعدة شعبية عريضة من المتطرفين والفاشيين في المجتمع الاسرائيلي لضمان بقائه الحاكم الناهي في هذا الكيان وكان اسرائيل اصبحت كيان مصمم على مقاس النتن ياهو فقط وهو ما شجعه في هذه المرة على اللعب مع اصدقائه كما اعداءه على المكشوف لا يهمه في سبيل تحقيق مصالحه اي شيء على وجه هذه البسيطة حصوصا بعد ان اكتشف ان غيابه عن الحكم ولاقل من سنتين كان على وشك ان يمحوا اي اثرسياسي له وكاد ان يقضي بقية حياته كمجرم في السجن .

اللعب صار على المكشوف من خلال تحالف النتن مع ارهابيين وفاشيين تحقيقا لغرض بقاءه رئيسا للوزراء وحماية له من دخول السجن وبدون اي اعتبار لاي شيء اخر حتى لو كان الخطر محدق بكيانه كله كما يظن البعض من الذين حذروا النتن من هذا التحالف الذي انخرط فيه من اجل عدم دخوله السجن بمفرده واذا كان لا بد من السجن فليدخله مصطحبا معه الكيان كله بمعنى عزلة اسرائيل دوليا خصوصا وان تحالف الحكومة السادسة هي كما اسلفت ياتي تعزيز لنظام الابارتهايد /الفصل العنصري في اسرائيل والتي تم تلخيصها بما اعلنه كقواعد ارشادية لتحالفه الحاكم وهو ان "للشعب اليهودي حق حصري وغير قابل للتقويض على كل مناطق ارض فلسطين وستدفع الحكومة وتطور الاستيطان في الجليل والنقب والجولان والضفة الغربية المحتلة". وذلك بالرغم مما تعنيه هذه الارشادات من تحدي للقانون الدولي والغاء كامل لحل الدولتين كما هو ايضا وهو الاهم اسقاط لشروط عضوية اسرائيل في منظمة الامم المتحدة.

النتن ياهو شخص ذكي جدا ومغرور لدرجة الوقاحة وهو لا يعير اي اهتمام لا للشرعية الدولية ولا للقانون الدولي ولا حتى لاي زعيم في العالم وكانه يعرف ثمن كل واحد من هؤلاء بمن فيهم زعماء امريكا التي تعتبر شريان حياة الكيان الصهيوني اذ ما زلنا نذكر علاقته بالرئيس اوباما الذي فشل في لجم هذا النتن ياهو باي وسيلة غير ان يغلق باب البيت الابيض في وجهه ومع ذلك ذهب النتن الى امريكا والقى خطابه في الكونغرس بالرغم من انف الرئيس الامريكي وهو ما اعتبره البعض اكبر اهانة يتعرض لها رئيس امريكي في عقر داره وبالتكيد انه سيفعل الشيء ذاته مع الرئيس بايدن الذي ما فتأ يهدد النتن بعدم تجاوز الخطوط الحمر لحل الدولتين بالرغم مما ذكرناه انفا بهذا الخصوص وبالرغم من ادراك الرئيس بايدن بان النتن يعاني من عمى الالوان ولا يرى اللون احمر ابدا.

ما ذكرناه انفا ومع انه يعتبر حالة شاذة من التحدي الصارخ لكل الاعراف والعلاقات الدولية والقوانين الضابطة لهذه العلاقات والذي من المفروض ان يُقابَل بردة فعل دولية لوضع حد لهذه الحالة الخطرة بلجم حكومة النتنياهو لما تحمله في ثناياها من تهديد للاسقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم جيوسياسيا وثرواتيا الا انني وللاسف لا اتوقع ان يحصل اي من ذلك خصوصا بعد ما قام به زعيمي قطبي العالم بوتين وبايدن بتقديم التهنئة للنتن ياهو دون اي اعتبار لكل ما ذكرناه من خطايا اقترفها هذا النتن من اجل العودة الى الحكم وهو ما يجعل اي عاقل يفقد الثقة في اي امكانية لحل دولي في المدى المنظور للصراع الفلسطيني الاسرائيلي ناهيك طبعا عن حكام العرب وعلاقتهم بهذا النتن الذين صاروا يجدون في كسب وده ضرورة ولو على حساب ما يزعمون بانها قضيتهم المركزية وذلك حماية لعروشهم.

على الجانب الاخر فان كل ما سبق لا ينفي حقيقة ان النتن ياهو يدرك تماما بان كل ما يفعله ليس اكثر من محاولات يائسة منه لشطب الرقم الصعب في معادلة الصراع وهو الرقم الفلسطيني ويدرك بان الديمغرافيا على ارض فلسطين التاريخية تشكل احد اساسيات الصراع ان لم تكن اصله والتي تنحاز فيها الطبيعة شاء النتن ام ابى للصالح الفلسطيني بدليل تساوي العدد 7.1 مليون نسمة لكل طرف بالرغم من سياسة القتل والتطهير العرقي التي يمارسها الكيان الصهيوني منذ قيامه ضد الفلسطينيين اصحاب الارض واستبدالهم بمهاجرين يهود من كل بقاع الارض.

من اجل ذلك حصل الانقلاب الحمساوي وبتخطيط صهيوني متقن من اجل تقسيم الديمغرافيا والجغرافيا الفلسطينية وذلك بوهم اخراج 2.3 مليون غزي من معادلة هذا الصراع ليليه بعد ذلك محاولات صهيونية متواصلة من اجل تفتيت البيت القيادي الفلسطيني من الداخل وعزله عن واقعه وكان اخرها تسريبات صوتية معيبة انتشرت كالنار في الهشيم لتعكس هبوط في مستوى الصراع على ما يسمى بالخلافة تغذيه اسرائيل بكل ما تملك بهدف ايقاظ فتنة بين ابناء الشعب الواحد وهي التي لو استيقظت لا قدر الله فانها لن تبقي ولن تذر، فهل بعد كل ذلك هناك من متعظ يا شعب الجبارين وهل يدرك المتصارعون على الخلافة بان طالب الولاية لا يولى وان الشعب الفلسطيني هو سيد نفسه وهو صاحب القرار.