وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"النينو": ظاهرة المناخ التي ستجعل العالم أكثر سخونة

نشر بتاريخ: 17/01/2023 ( آخر تحديث: 18/01/2023 الساعة: 09:54 )
"النينو": ظاهرة المناخ التي ستجعل العالم أكثر سخونة

بيت لحم-معا-حذر العلماء من أن عودة ظاهرة النينو المناخية في وقت لاحق من هذا العام ستؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية فوق الرسوم البيانية والتنبؤات وتسبب موجات حرارة غير مسبوقة.

وتشير التوقعات المبكرة إلى أن ظاهرة النينو ستعود في وقت لاحق في عام 2023 ، مما يؤدي إلى تفاقم الطقس المتطرف في جميع أنحاء العالم ، مما يجعل من "المرجح للغاية" أن يرتفع متوسط ​​درجة الحرارة العالمية إلى ما فوق 1.5 درجة مئوية في وقت مبكر من السنوات الخمس المقبلة.

على عكس الاحتباس الحراري الناتج عن الأنشطة البشرية ، فإن الظاهرة المعروفة باسم "النينو" هي جزء من التقلب الطبيعي الذي ينشأ من التغيرات في درجات حرارة المحيطات والرياح في المحيط الهادئ."النينو" هو لقب التقلبات عندما ترتفع درجات حرارة المحيط الهادئ بنحو نصف درجة فوق المتوسط ​​، مما يؤثر على درجة الحرارة العالمية.يُطلق على الجانب الآخر من هذه الظاهرة اسم "النينيا" وتحدث عندما تكون درجة الحرارة أقل بمقدار نصف درجة عن المتوسط.

حسب تقرير لموقع Axios الأمريكي، نُشر السبت 14 يناير 2023، فإنه يُتوقع أن تزداد درجات الحرارة زيادة كبيرة هذا العام، حتى إن عام 2024 قد يشهد ارتفاع درجات الحرارة إلى رقم قياسي عالمي غير مسبوق.

حيث أدى الانحدار الثلاثي لظاهرة اللانينا في المحيط الهادئ الاستوائي إلى كبح جماح الارتفاع في درجات حرارة الأرض خلال عام 2022، وبلغت شدة الحرارة في هذا العام المرتبة الخامسة منذ بدء التسجيل الرسمي لدرجات الحرارة.

تأثير ظاهرة “إلنينو” على درجات الحرارة
تعتبر ظاهرة “النينو-التذبذب الجنوبي” تغيُّراً دورياً غير منتظم في الرياح ودرجات الحرارة في وسط المحيط الهادئ الاستوائي وشرقه، يؤثر في المناخ بكثيرٍ من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية بجميع أنحاء العالم.

فيما تُعرف مرحلة الارتفاع في درجة حرارة سطح البحر بـ”إل نينو El Niño”، حيث يصحبها ضغط سطحي مرتفع للهواء في المحيط الهادئ الاستوائي الغربي، ومرحلة التبريد بـ”لا نينا La Niña”، حيث يصحبها ضغط سطحي منخفض للهواء هناك.

حسب الموقع الأمريكي، إذا كانت بيانات وكالة ناسا و”خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ” تشير إلى أن عام 2022 احتل الترتيب الخامس بين أكثر الأعوام ارتفاعاً في درجات الحرارة على الإطلاق، فإنّ تبدد ظاهرة اللانينا، على نحو ما تذهب إليه التوقعات، يعني في الغالب ارتفاعاً كبيراً لدرجات الحرارة العالمية هذا العام، وارتفاعاً أكبر في العام المقبل.

من ثم، إذا حدثت ظاهرة إلنينو -التي تؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض فوق متوسط درجات حرارة المحيط- في جميع أنحاء المحيط الهادئ الاستوائي، فقد ترتفع درجات الحرارة في عام 2023 إلى مستوى غير مسبوق أو توشك على ذلك.

توقع ارتفاع غير مسبوق
في هذا السياق، قال غافين شميدت، رئيس معهد غودار للدراسات الفضائية التابع لوكالة ناسا، إنه “يتوقع بالاستناد إلى احتمال نسبته 15% أن يشهد عام 2023 ارتفاعاً غير مسبوق لدرجات الحرارة، أما إذا حدثت ظاهرة إلنينو بحلول نهاية عام 2023، فمن المؤكد أننا سنشهد رقماً قياسياً جديداً لارتفاع درجات الحرارة في عام 2024”.

تشير بيانات وكالة ناسا إلى أن العالم شهد أعلى درجات حرارة في عامي 2016 و2020، وقد شهد عام 2016 حدوثاً بارزاً لظاهرة إلنينو، حتى إن بعض المشككين في ظاهرة التغير المناخي ادّعوا أن الاحتباس الحراري العالمي قد بلغ ذروته وتوقف في عام 2016.

لكن الواقع أن ارتفاع حرارة الأرض السطحية إنما هو علامة واحدة من العلامات على ظاهرة الاحتباس الحراري، وقد أظهرت جميع بيانات المناخ الأخرى علامات مطردة على استمرار الاحترار العالمي خلال عام 2022، وكشفت دراسة حديثة عن ارتفاع درجة حرارة المحيطات إلى مستوى قياسي.

استمرار الظواهر المناخية المتطرفة
في الوقت نفسه، استمر الانكماش في مساحة الأنهار الجليدية، وارتفاع مستوى مياه سطح البحر، وتواصلت الظواهر المناخية المتطرفة في كثير من البلدان بجميع أنحاء العالم. وقد ربطت كثير من الدراسات بين حدوث هذه الظواهر المتطرفة ذات التداعيات المميتة، والتغير المناخي الذي يتسبب فيه الإنسان.

تذهب التوقعات إلى أن هذا العام قريب من الحلول بين المراكز الخمسة الأولى لأكثر الأعوام ارتفاعاً في درجات حرارة الأرض، إن لم يكن بين المراكز الثلاثة الأولى، والأمر يتوقف على مسار حدوث ظاهرة إلنينو.

كما قال علماء لموقع Axios إن عام 2024 أقرب إلى تسجيل رقم قياسي جديد في ارتفاع درجات الحرارة، وعلَّلوا بعض أسباب ذلك إلى التأخر في تأثُّر الغلاف الجوي بظاهرة إلنينو إلى ذلك العام.

في غضون ذلك، يتوقع مكتب الأرصاد الجوية في بريطانيا أن يكون متوسط درجات الحرارة العالمية في عام 2023 أعلى بمقدار 1.2 درجة مئوية على الأقل من متوسط درجات الحرارة قبل العصر الصناعي.

يُذكر أن اتفاقية باريس للمناخ تنص على محاولة الحد من ارتفاع الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية. أما إذا تجاوز الارتفاع هذه الدرجة، فإن الدراسات ترجِّح تفاقم التداعيات المدمرة للتغير المناخي، مثل زيادة ذوبان الصفائح الجليدية القطبية وفقدان الشعاب المرجانية الاستوائية.