|
الانتفاضة الثالثة .. شعب يقود ونخب لا تزال تفكر
نشر بتاريخ: 18/01/2023 ( آخر تحديث: 18/01/2023 الساعة: 15:12 )
في أصل القصة كلها، ان النخب هي التي تقود الجماهير في أي فعل تقدمي للتغيير الإيجابي. وان الشعوب تكون متشككة او مترددة حتى تحصل على اليقين اللازم للتحرك . الا في فلسطين. صارت كل السلوكيات معكوسة وهناك تبادل أدوار. الشعب يقود ويفكر ويقرر وينفذ ويقترح ويضع رؤى ويصنع خططا ويخلق أدوات، فيما النخب من اليمين ومن اليسار (في الغالب) تتمسك بدورها الكلاسيكي المخملي، وتشكك وتتردد وتطلب من الجماهير اثباتا قاطعا ان التغيير لن يمس باستقرارها الراهن !! وتعريفي للنخب هنا. هي تلك الشريحة المثقفة التي تنشغل بالسياسة وتقدّم نفسها كطليعة للجماهير. اما النخب التي لا تقدّم نفسها كطليعة للجماهير وتعرف حجمها ولا تدّعي ان لديها حلولا فلا أتحدث عنها لأنها قامت بتحديد دورها نظريا وأكاديميا . خبر عاجل للنخب المنفصلة عن الواقع (الانتفاضة الثالثة انطلقت فعلا ودماء الأطفال والرجال تسيل في الشوارع، والمنازل تهدّم وجرافات الاحتلال تقتلع الزيتون ودبابات الاحتلال تقتحم المدن كل يوم وضباط الاحتلال يعتقلون العشرات يوميا) . خبر عاجل ثان للنخب المترددة: الحكومة الدموية في تل ابيب بدأت حربا شاملة ضد الفلسطينيين ديموغرافيا وجغرافيا وتسرق الأرض والمنازل والتراث والرواية والتاريخ. وتمضي لتسرق المستقبل أيضا . وبما ان الانتفاضة تسير، وان الفلسطينيين قرروا ان لا يموتوا بصمت. نتحدث عن بعض السلوكيات الثورية التي تجعل من الانتفاضة أمرا إيجابيا كيلا يتحوّل الفعل الثوري عبئا على الجماهير ذاتها: لا داعي ان تعلن لجان التنسيق الفصائلي يوم اضراب. لأننا نعلن الاضراب ضد السكان الفلسطينيين انفسنا. والاجدر ان تعلن الحداد فقط. فلو اضربت جميع محلات جنين ونابلس والقدس ورام الله وبيت لحم والخليل وغزة. لن تتأثر تل ابيب، ولن تتأثر المستوطنات. بل سيكون التأثير عكسيا ضد عمل السكان وارزاقهم . |