حول انتخابات الغرفة التجارية في غزة
نشر بتاريخ: 27/01/2023 ( آخر تحديث: 27/01/2023 الساعة: 12:41 )
الغرفة التجارية واحدة من المؤسسات الاقتصادية الهامة التي تعكس هموم ومصالح وتطلعات التجار والأفراد العاملين بالقطاع الخاص .
وبسبب اتساع عضوية الجمعية العامة بها وتعدد المنتسبين لها من أفراد القطاع الخاص حيث ينضم اليها من هو في قطاع السياحة والخدمات والتجارة والمقاولات وغيرها من القطاعات فقد أصبحت تعبر بصورة عامة عن توجهات ورؤي القطاع الخاص بصورة عامة بابعادها الاقتصادية والسياسية.
جرت انتخابات الغرفة التجارية مؤخرا في غزة في أجواء من الحماس بين المتنافسين ولاحظ اي مراقب ان هناك اهتمام اعلامي ونسبيا شعبي بهذة الانتخابات والتي تعززت عبر الدعاية والإعلان بالشوارع العامة واستخدام وسائل الإعلام العامة وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي بصورة نشطة .
يعكس هذا الاهتمام تعطشا لإجراء الانتخابات لكافة الهيئات والمؤسسات والاتحادات وغيرها فقد بدت الدعاية الانتخابية لانتخابات الغرفة التجارية وكأنها انتخابات للمجلس التشريعي من حيث الدعاية والإعلان والمنافسة لكسب الصوت الانتخابي وذلك عبر اللقاءات الشخصية والاجتماعات العامة لعرض البرامج الانتخابية التي من الممكن ان تستقطب الاعضاء لصالح الكتلة الانتخابية المحددة .
يشير التعطش لإجراء الانتخابات الي رغبة شعبنا بكافة قطاعاتة الي تحقيقها في كافة البني والمؤسسات والهيئات التمثيلية الشعبية مثل البلديات ومجالس الطلبة والنقابات والأندية الرياضية ومؤسسات القطاع الخاص وكذلك للمؤسسات السياسية مثل المجلس التشريعي والوطني والرئاسة وذلك بصورة دورية تعزيزا للديمقراطية والمشاركة وتحقيق الحيوية والحراك بالمجتمع بما يشمل تدوير النخب وتحقيق آليات المسائلة والتداول السلمي للسلطة وبما يساهم في تحقيق الحوكمة الرشيدة .
ان الاستنتاج الأهم بما يتعلق بحالة الانتخابات للغرفة التجارية في غزة يكمن بتعزيز قناعة الرأي العام بضرورة إجراء الانتخابات لكافة الهيئات الشعبية والرسمية الأمر الذي يعكس ارادة الجماهير الحرة باختيار ممثليها ويساهم في تحقيق التشاركية بدلا من الاقصاء اوالتهميش اوالهيمنة .
وبالوقت الذي جرت بة الانتخابات علي اسس فردية الا ان الاصطفاف في كتلتين رئيسيتين أكد استمرارية حالة الاستقطاب بين القوتين الرئيسيتين فتح وحماس رغم عدم اعلان اي منهما وبصورة واضحة عن دعم واحدة من الكتلتين حيث بات واضحا لدي المتابعين إسناد كل كتلة من واحدة من القوتين الرئيسيتين اي فتح وحماس وذلك بصورة غير مباشرة في ظل تأكيد بعض الأعضاء علي استقلاليتهم الا ان حالة الاستقطاب الحاد قد عكست نفسها علي العملية الانتخابية وبصورة موضوعية وبغض النظر عن رغبة او عدم رغبة بعض الأعضاء .
عكست الانتخابات توازنا سياسيا في نتائجها بالوقت الذي غاب التيار الثالث عن المشهد الانتخابي بما يعكس استمرارية تراجعة عن التاثير بالحياة العامة.
أوضحت الانتخابات كذلك استمرارية تهميش تمثيل الشباب والمرأة حيث لم تنجح سوي مرأة واحدة بالوقت الذي لم يترشح اي من الأفراد من سن الشباب للمنافسة بالانتخابات .
وعلية فإن التمسك بالانتخابات بات ضرورة ملحة ليس فقط لتعزيز الديمقراطية والمشاركة وإعادة تجديد شرعية المؤسسات بل كذلك كمدخل هام لتحقيق التشاركية علي طريق إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.