توفيق الحوري.. وجهاد صالح.. والجيل الجديد
نشر بتاريخ: 01/02/2023 ( آخر تحديث: 01/02/2023 الساعة: 09:45 )
منذ ايام قليلة غادرنا علمان من اعلام الكفاح الفلسطيني المعاصر.. الوطني اللبناني العروبي:
الحاج توفيق الحوري..وجهاد صالح المناضل والمقاتل في صفوف حركة فتح.
وكأن القدر أراد ان يجمع بينهما بفارق أيام قليلة.. للقاء الله راضين مرضيّين.
الحاج توفيق لم أره ولم ألتقه رغم مكوثي في لبنان أكثر من سبع سنوات، ولكنه لم يفارق مخيلتي عندما كان الشهيد الرمز ابو جهاد يحدثنا عنه وعن موقفه في تبنّي نشرة "فلسطيننا" داخل صفحات جريدته اللبنانية "نداء الحياة" فكانت تسمى "نداء الحياة: فلسطيننا"، حيث عرف العالم من خلالها حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" منذ العام 1959، قبل انطلاق الرصاصة الأولى للحركة في الفاتح من كانون الثاني- يناير في العام 1965.
والحديث عن الحاج توفيق الحوري يطول ويطول فهو مدرسة في الوطنية والعروبة والاسلام ومن الاوائل الذين وقفوا مع "فتح"، ومع قضية الشعب الفلسطيني في الوقت الذي كان الكثيرون يعملون ضدها.
أما فقيدنا الثاني جهاد صالح فهو من جيل الشباب الذي لبّى نداء "فلسطيننا" والتحق بالعمل الفدائي في صفوف حركة فتح مقاتلا منذ البدايات. وكان هذا الفدائي يزورنا في اذاعة الثورة الفلسطينية في بيروت حيث أن احد كوادر الاذاعة المفوض السياسي صاحب برنامجها الشهير "كلمات الى فلسطين" المناضل يحيى رباح هو زوج شقيقته فاطمة.. ومن هذا الباب عرفته، ثم أصبح يجاري يحيى في الكتابة وتنشر له مجلتنا الرسمية "فلسطين الثورة" وتمرّس في الكتابة بشكل سريع فكان كاتبا وقاصّا وناقدا وباحثا موسوعيا، وعمل في وزارة الثقافة في السلطة الوطنية الفلسطينية وفي هيئة التوجيه السياسي والوطني وهنا التقينا مرة أخرى، حيث كنت نائب المفوض السياسي العام في التوجيه السياسي وعمل وقتها على اصدار مجلة ثقافية.. الى ان قام الارهابي شارون باجتياح الضفة، وافترقنا بعد ذلك وتفرّغ للبحث والتوثيق والعمل الموسوعي الذي لمسه من تابع ذلك من خلال ما صدر عنه.
رحم الله فقيدنا جهاد صالح الفدائي المقاتل بالرصاصة وبالقلم.. الرجل الهادئ الخلوق المتزّن.
ورحم الله العروبي اللبناني الفلسطيني الحاج توفيق الحوري.
وتستمر الثورة بالجيل الجديد الذي تسلّم الراية ويقدّم الأرواح رخيصة في سبيل مقدساته الاسلامية والمسيحية وفي سبيل أرض وطنه المقدس وقيام دولته المستقلة بعاصمتها القدس.
يرونها بعيدة ونراها قربية.. وإنا لصادقون..