|
بلينكين رايح وبلينكين جاي
نشر بتاريخ: 02/02/2023 ( آخر تحديث: 02/02/2023 الساعة: 12:43 )
يذكرني الوزير بلينكين بسلفه السابق هنري كسينجر زمن الجولات المكوكية التي أراد ومن خلالها في ذلك الوقت احتكار العملية السياسية بالمنطقة دون الوصول الى حلول. والان يكرر التاريخ نفسه على ما يبدو ويتم مطالبة الولايات المتحدة التي تَمَيزَ تاريخها السياسي بالتوحش ومناهضة حقوق الشعوب، بممارسة الضغط على حكومة الأحتلال الأستعماري لوقف سياستها وأجراءاتها وتصعيدها بحق شعبنا. ويأتي الرد دوماً سريعا بمزيد من التصعيد والإجراءات المتمثلة بالقتل وتدمير البيوت والترحيل وحصار المدن والغارات وسرقة الأموال وقمع الأسرى.
ان ثوابت ومحددات العلاقة الإستراتيجية المعروفة سلفاً بين الولايات المتحدة ودولة الأحتلال منذ ان تم انشائها بجرائم التطهير العرقي ، تهدف الى حماية إسرائيل تحت اي ظرف وتحت اي شكل من تركيب حكوماتها بتوجيهات دبلوماسية ناعمة وبكامل الدعم المتعدد الاشكال، بمقابل القاء اللوم علينا نحن الذين نعاني الأضطهاد والقهر من خلال اتهامات لنا باتخاذ اجراءات احادية الجانب وممارسة الإرهاب ، كما والتلويح أمامنا دائما بتهديدات في ظل سراب الوعود التي تهدف الى اسقاط حقنا القانوني حتى بالتوجه إلى المحافل الدولية كابسط الأشكال من حقوقنا وفق القانون الدولي . كما وتسعى الإدارات الأمريكية إلى استبدال الحلول السياسية التي يجب أن تتمثل اساساً بإنهاء الأحتلال بمبادرات وخطط اقتصادية وأمنية لن تؤدي الا إلى استمرار إدارة الصراع دون حله وادخالنا في متاهات تهدف إلى استدامة الأحتلال كأمر واقع .
الولايات المتحدة تسعى اليوم الى تعزيز اتفاقيات ابراهام للتطبيع لتمكين دور دولة الأحتلال بالمنطقة بما يخدم الاستراتيجيات الأمريكية أمام ظروف المتغيرات الدولية ، علماً انه وعلى المدى القصير والمتوسط الآن يركز الأمريكيون على حربهم بالوكالة ضد روسيا في اوكرانيا، فيما على المدى الأطول فإن الأستراتيجية الكبرى للدولة العميقة بالولايات المتحدة ستركز على إدارة التحالفات والتحديات الجيوسياسية والاقتصادية مع الصين وحافة المحيط الهادئ في محاولة للحفاظ على احادية هيمنتها المتهاوية الآن ومحاولة استعادة مكانتها في امريكيا اللاتينية من خلال العودة الى سياسة الانقلابات هنالك . ليس من أولوياتها الآن ما يجري لدينا، بحيث تسعى في ان تحافظ هي على استمرار الوضع الراهن ومجرد الحديث الفارغ عن ضرورة الحفاظ الوضع التاريخي بالقدس ، حيث ان اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل قد أنهى ذلك الوضع اصلا ، وذلك وفق أولويات مصالحها اعتمادا على الدور الإسرائيلي الذي تتنامى فيه العنصرية الدينية الفاشية والجرائم التي تهدف الى انهاء الحقوق الوطنية السياسية لشعبنا من اجل تمرير مشروع الحركة الصهيونية العالمية التي يفتخر بايدن بالانتماء لها ، الى حين إيجاد شبه حلول منقوصة مع بدائل مشبوهة تنهي نهائيا برنامج إقامة الدولة المستقلة ذات السيادة على كافة الأراضي المحتلة بما فيها القدس كعاصمة ، البرنامج الذي انهكه التمدد الأستيطاني اصلاً بحيث أصبح شبه مستحيلاً ، وتُسقِط حقوق عودة اللاجئين وثوابت وتراث منظمة التحرير الكفاحي.
أدوات وبدائل ستكون شبيهة بمشاريع روابط القرى التي اسقطها شعبنا أو مهجنة عنها كتلك التي استخدمتها الولايات المتحدة بعديد من الدول في مواجهة حركات تحرر شعوبها الوطنية ولم تصمد. بدائل وادوات تتفق والرؤية الامريكية وتعتمد على تمزق النظام العربي والأزمة الأوروبية وازدواجية معاييرها ، وتُسهل لها ذلك لتنفيذ تلك السياسات التي تستهدف حقنا الأساسي بتقرير المصير والأستقلال الوطني .
أن مواجهة ذلك ولتمكين صمودنا ومقاومتنا الشعبية للوصول الى حقوقنا الوطنية يتطلب ظروف موضوعية جديدة يساهم في ايجادها نظام دولي متعدد الأقطاب ، وظروف ذاتية اولاً لترتيب بيتنا الداخلي في مواجهة الأحتلال الأستعماري تبدأ بتنفيذ قرارات اجتماعات القيادة الفلسطينية الأخيرة ويتبعها تنفيذ رؤية متكاملة من خلال برامج كفاحية واضحة على كافة المستويات الشعبية والرسمية تعتمد على روايتنا التاريخية وحقوقنا الغير قابلة للتصرف .
|