|
العالم ملزم اخلاقيا بتسليح الفلسطينيين اما بالسلاح واما بالاعتراف بدولتهم.
نشر بتاريخ: 05/02/2023 ( آخر تحديث: 05/02/2023 الساعة: 18:34 )
التحالف الحكومي القائم في دولة الفصل العنصري بزعامة النتن ياهو والذي يجمع ما بين اليمين والتطرف والفاشية هو حالة في الحكم غير مسبوقة في التاريخ المعاصر ليس بسبب بداية عهده بمجزرة جنين فقط وانما لكونه تحالف منتخب ديمقراطيا وهو ما يعني تفشي هذا التطرف بين الناخبين ايضا وهو ما يعكس حالة ايضا غير مسبوقة في المجتمعات على اعتبار ان التحالف الحاكم هو نضح اناء الناخبين وهو ما يعني استحالة التعايش ما بين هذا المجتمع المتطرف والمجتمعات المحيطة به في حال بقي هذا الوضع على ما هو عليه . في عالم تحكمه القيم من المفروض ان تشكل حالة التطرف هذه في اسرائيل جرس انذار وربما اخير اولا لمنظمة الامم المتحدة باعتبارها حاضنة للشرعية الدولية بكل قوانينها ووكالاتها ومحاكمها اضافة الى انها المسؤول الاول عن كل ما يحدث على ارض فلسطين التاريخية من تطرف ودموية كونها هي من انجب اسرائيل ومنحها الشرعية وفي نفس الوقت بسبب عجز هذه المنظمة على مدار 75 سنة من جلب اسرائيل الى جادة الصواب كونها عضو في المنظمة ضربت وما زالت بعرض الحائط كل ما يصدر عن المنظمة الاممية من مئات القرارات والسبب هو صدور هذه القرارات دون حتى التنويه او التلويح باي محاسبة او عقاب في حال عدم احترام اسرائيل لاي من هذه القرارات بما في ذلك قرار انشائها وهو قرار التقسيم الذي يحمل رقم 181. ثانيا ما يحصل الان في دولة الفصل العنصري من المفروض ايضا ان يكون بمثابة جرس انذار و لطخة عار على جبين كل الدول التي تساند اسرائيل او تعترف بها وذلك لسبب بسيط وهو ان ما تمارسه اسرائيل يتعارض بل ويتناقض تماما مع كل القيم الانسانية التي تزعم هذه الدول انها قيمها وعلى رأسها ممارسة اسرائيل لسياسة الفصل العنصري وسياسة التطهير العرقي بحق الفلسطينيين اصحاب الارض التي اقتطعت المنظمة الاممية اكثر من نصفها بدون وجه حق لاقامة هذا الكيان العنصري ولا حتى استشارت اصحاب الارض في هذا الموضوع. ما ذكرناه ربما لا يحمل اي جديد كونه اصبح معروف للقاصي والداني كونه موثق ومصور ومسجل بالصوت والصورة ولكن ما هو غير معروف هو كل هذا الاصرار من قبل الديمقراطيات الغربية على دعم وحماية هكذا كيان اثبتت ممارساته على انه كيان عنصري مارق اضافة الى انه قد فقد صلاحيته ككيان حارس لمصالح هذه الديمقراطيات في منطقة الشرق الاوسط وبعد ان اصبح الغرب نفسه وتحديدا امريكا الحارس لمصالح اسرائيل التي تتلخص بالسيطرة على المنطقة كلها . امريكا من اجل حماية اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تتستر على جرائمها وتدعمها من غير شروط سواء اكانت ظالمة ام ظالمة لان اسرائيل لم تكن في يوم من الايام مظلومة وللعلم فقط فان ثلث بلايين دولارات المساعدات الخارجية الامريكية وهي اموال دافعي الضرائب في امريكا تجير لصالح اسرائيل على الرغم من ان اسرائيل فقدت شرعيتها كعضو في المنظمة الاممية وذلك منذ اللحظة التي تنكرت فيها اسرائيل لشروط عضويتها باقامة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينيين وبسبب هذا التنكر وبسبب الحماية الامريكية اصبحت اسرائيل كيان غير طبيعي بدون حدود جغرافية معترف بها دوليا ولا حتى حدود معترف بها محليا ، اذ ما زالت حدودها مفتوحة انسجاما مع استراتيجتها الصهيونية في التوسع والاستيلاء على اراضي الغير بالقوة (دولة فلسطين والجولان السوري ومزارع شبعا) اضافة الى انها ايضا كيان من غير عاصمة معترف بها دوليا وفوق كل ذلك تمارس دور كيان فوق القانون . اسرائيل ولدت من رحم المنظمة الاممية بتبني بريطاني ولكن لاحقا برعاية امريكية لدرجة ان امريكا وبسبب هذه الرعاية الشيطانية لهذا الكيان صارت مكروهة جدا من كل شعوب المنطقة حيث اطلق عليها الايرانيون "الشيطان الاكبر" مع ان امريكا وبحكم دستورها القائم على احترام حقوق الانسان والقيم الانسانية وحق الشعوب في تقرير مصيرها اضافة الى مساهماتها في تطوير ورقي العالم علميا وتكنولوجيا كل ذلك من المفروض ان يجعل من امريكا سيدة العالم وبدون منازع ولكن في حال ان تستثمر امريكا في الانسان ورفاهيته وليس كما هو حاصل وهو الاستثمار في ماكنة الحرب و قتل الانسان وتعاسته بدليل ان ما اهدرته امريكا من تريليونات الدولارات على الحروب التي خاضتها بعد الحرب العالمية الثانية لتتزعم العالم لم يكن لها اي مبرر لانها ببساطة كانت ستصبح كذلك لو انها كما اسلفت استثمرت اموال الحروب في حل مشاكل البشرية من فقر وجهل ومرض. في نفس السياق يحضرني وعلى سبيل المثال لا الحصر سؤال كان قد سأله الرئيس الامريكي الاسبق بوش الابن وباستغراب "لماذا يكرهوننا" ولا ادري اذا كان لقي اجابة على سؤاله الذي ينم عن غباء وهو طبعا معروف بغباءه خصوصا وانه سخر في سنوات حكمه (يناير 2001-يناير 2009 ) كل قدرات بلده وخاض حروبا ودمر دولا حماية للكيان الصهيوني الذي يمارس كل ما حرمته الشرعية الدولية التي استندت اساسا في صياغة قوانينها على الدستور الامريكي وهو ما يشجعني على القول بان ما فعله الرئيس بوش من هدر للمال العام الامريكي وهدر دماء الامريكيين في حروب الوكالة من اجل اسرائيل يعني ان هذا الرئيس بوش لم يقرأ دستور بلاده الذي اقسم على حمايته وقد لا ابالغ بالقول ان لا احد من رؤساء امريكا من الذين ينتصرون لاسرائيل ظالمة كانت ام ظالمة هم ايضا لم يقرؤا الدستور الامريكي لا هم ولا اي من المشرعين الذين استبعدوا زميلتهم الهان عمر من لجنة العلاقات الخارجية في النواب الامريكي بسبب استعارات اعتبرها هؤلاء بانها معادية للسامية مع انها كلمات حق قالتها في اسرائيل دفاعا عن الساميين الاقحاح الذين تقتلهم اسرائيل وتضهدهم في كل يوم الا وهم اصحاب الارض وهم الفلسطينيون . سؤال هذا المقال هو اين الشعب الفلسطيني من كل ذلك ولكن من منظار دولي بعد ان عقد الفلسطينيون عهد مشترك مع العالم بنبذ العتف ومكافحة الارهاب بينما هم يعيشون تحت الاحتلال الصهيوني الذي ثبت وبدون ادنى شك في ان الحياة تحت هذا الاحتلال هي ارهاب دائم وهذا باعتراف مثقفين ومؤرخين اسرائيليين. العهد المشترك لا يعني ان يكافح الفلسطينييون هذا الارهاب الصهيوني بالورود وبالطبع ليس بالخنوع ولكن يعني ان يعترف العالم بفلسطين دولة عضو عامل في المنظمة الاممية تحت الاحتلال وهذا يعتبر اقل واجب اخلاقي وهواضعف الايمان من العالم الذي يقر ويعترف بان لا حل للصراع الا بحل الدولتين . ان اعتراف العالم من خلال مجلس الامن بدولة فلسطين سيمنح الفلسطينيين سلاح الندية في مواجهة اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال وذلك في حال اصرار العالم على عدم تسليح الفلسطينيين باسلحة تمكنهم فعلا من مكافحة ارهاب دولة الاحتلال او حتى من اجل الدفاع عن انفسهم كما يفعل العالم في اماكن اخرى اذ لا اعتقد ان مجزرة جنين ستكون الاخيرة في ظل الحكم الفاشي في دولة الفصل العنصري . |