|
حول السخرية من بن غفير
نشر بتاريخ: 13/02/2023 ( آخر تحديث: 13/02/2023 الساعة: 16:27 )
على الرغم من السخرية والانتقادات التي يوجهها الإعلام والمعارضة الاسرائيلية ضد وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير وتصريحاته حول القيام بعملية عسكرية تحت مسمى السور الواقي 2 ضد الفلسطينيين في القدس. فهذه الانتقادات ليست موجهة لبن غفير فقط، فهي استغلال لتصريحاته الشعبوية والخطيرة ايضا انتقاد الحكومة وفشلها في وقف المقاومة الفلسطينية، والعمليات التي تنفذ في الضفة الغربية ومدينة القدس. وتصريحات بن غفير التي تعتبرها المعارضة شعبوية لكنها تأتي في سياق الاتفاقيات الائتلافية بالنسبة لليكود واقطاب اليمين، فالاتفاقيات واضحة ومستمرون في تنفيذها، وإن ببطء. وبن غفير ليس لديه نية للتراجع عن خططه وسياساته قرارته. المشكلة عند المعارضة والاعلام الاسرائيلي هي كيف ستقوم الحكومة الاسرائيلية بالقضاء على المقاومة (الارهاب الفلسطيني). والمقارنة بالسياسات التي انتهجتها الحكومة السابقة، والتي نفذت سياساتها بغطاء من الوسط واليسار واليمين. حتى التحذيرات التي تطلق بخطورة اشتعال المقاومة مع قدوم شهر رمضان، والخشية من اندلاع التصعيد، في حين ان نفس التحذيرات كانت خلال العام الماضي والاعوام السابقة، وشنت الحكومة السابقة عملية عسكرية في الضفة الغربية تحت مسمى "كاسر الامواج"، وارتكب الجيش الاسرائيلي جرائم ضد الفلسطينيين واستشهد اكثر من 175 فلسطينياً، وهدم البيوت في الضفة والقدس، وما قررته حكومة نتنياهو على اثر عمليات القدس، هي ذات السياسة القديمة الجديدة في قمع ومصادرة حقوق الفلسطينيين. تعيش دولة الاحتلال أزمة سياسية، وامامها جملة من التحديات والمعضلات الاستراتيجية الناقدة خاصة مع تصاعد المقاومة الفلسطينية غير المنظمة حتى الان. دولة الاحتلال تتنكر لحقوق الفلسطينيين ومستمرة بسياساتها العدوانية والاستيطانية، وتتعامل مع الفلسطينيين برؤية أمنية، وجرفت العملية السياسية التي تنتظرها القيادة الفلسطينية وتعلق أمالها على العودة للمفاوضات والحل السياسي. وهو المجرم، الذي وصل للمنصب على العنصرية و التحريض وفي غياب العدالة الدولية وضرورة محاسبته. نزعة بن غفير الفاشية هي خدمة لنتنياهو الذي لا يرى في مؤسسات دولة الاحتلال الرسمية كأدوات مهمة لصنع القرار. في وقت تحذر الاجهزة الامنية من التخفيف من السنة اللهب وتصاعد المقاومة، تحد بن غفير وامثاله في الحكومة المتطرفة يصبون الزيت على النار. وعلى الرغم من استجابة نتنياهو لتحذير الجيش الإسرائيلي والشاباك، قرر تأجيل هدم المبنى السكني الكبير في سلوان بمدينة القدس خشية من تصعيد جديد في القدس والضفة. وفي ضوء ذلك يلقى السؤال الكبير إلى أين تتجه هذه الحكومة في المدى المتوسط وليس البعيد؟ بالنظر على طبيعة هذا التحالف اليميني العنصري الفاشي، والشراكة السياسية المعلنة، والوعود التي اطلقها قادته لناخبيهم يعني التوجه إلى عدوان واسع في الضفة الغربية، وقد يمتد الى قطاع غزة، ومهما حاول نتنياهو أن يكون حذراً وتجنب العدوان ومتع التصعيد سيكون من الصعب على الائتلاف الحاكم. |