|
أبرزها الكوليرا والالتهاب السحائي... أوبئة خطيرة تنتشر بعد الزلازل
نشر بتاريخ: 14/02/2023 ( آخر تحديث: 15/02/2023 الساعة: 09:49 )
انقرة- معا- مع اقتراب أعمال البحث عن ناجين وانتشال الجثث من أسفل أنقاض الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا الأسبوع الماضي، بدأت التحذيرات تتصاعد من الأوبئة التي تتبع الكوارث الطبيعة عادة خاصة الزلزال. فاحتمالية ظهور الأوبئة بعد الكوارث وارده دائما، وتختلف التهديدات الصحية حسب مجموعة من المعايير، على رأسها يأتي حجم الزلزال، وطبيعة بيئة المباني، سواء كان حيا فقيرا أو غنيا، وكذلك يختلف التهديد الصحي بحسب الآثار الثانوية للزلزال، مثل أمواج التسونامي أو الانهيارات الأرضية. وبحسب منظمة الصحة العالمية، يمكن أن تؤدي الزلازل تحديدا إلى آثار فورية وطويلة الأجل على الصحة. ومؤخرا حذرت منظمات إنسانية عن قلقها من انتشار وباء الكوليرا، في المناطق التي ضربها الزلزال، خاصة وأنه ظهر مجددا في سوريا، بينما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى خطورة الأزمة الصحية التي قد تشهدها المناطق التي وقع فيها الزلزال لدرجة أنها وصفت الأزمة بأنها "قد تتجاوز في أضرارها خسائر الزلزال نفسه". وبحسب منظمة الصحة العالمية، بلغ عدد الذين تضرروا من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا قد يبلغ 23 مليون، بينهم نحو 5 ملايين في وضع هش. لكن يبقى السؤال عن الأوبئة التي من المحتمل انتشارها في الكوارث الطبيعية وخاصة الزلزال. ومن أشهر الأمراض المرتبطة بالكوارث هي الأمراض المعدية ومن بينها تلك الأمراض المرتبطة بالمياه، حيث يكون من الصعب الوصول إلى مياه صالحة للشرب في أوقات الكوارث وبالتالي يتم الاعتماد على مياه ليست جيدة وهو ما يؤدي إلى أن تحدث فاشيات أمراض الإسهال بعد تلوث مياه الشرب، والتي قد تتطور إلى أمراض خطيرة كالكوليرا والسالمونيلا. ولاحظت منظمة الصحة العالمية تفشي الإسهال المائي الحاد في مظفر آباد، باكستان، بعد زلزال 2005. في هذه الفترة تم رصد إصابة أكثر من 750 حالة، في مخيم غير مجهز يضم 1800 شخص، وتمت السيطرة عليه بعد توفير مرافق المياه والصرف الصحي الكافية. ومن الأمراض المتعلقة أيضا بعدم الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، التهاب الكبد "A" و"E". ومن بين الأمراض التي تنتشر أيضا عن طريق الاتصال المباشر بالمياه الملوثة، داء البريميات وهو مرض بكتيري حيواني المنشأ معرض للأوبئة، وقد ينتقل عن طريق الاتصال المباشر بالمياه الملوثة. وتفرز القوارض كميات كبيرة من البريميات في بولها، ويحدث انتقالها من خلال ملامسة الجلد والأغشية المخاطية بالماء أو التربة الرطبة أو الغطاء النباتي أو الطين الملوث ببول القوارض. وتحذر منظمة الصحة العالمية تلك الأمراض المرتبطة بالتزاحم أيضا، حيث النازحين يتجمعون في أماكن غير مجهزة بشكل مناسب بسبب الكوارث الطبيعية، ومنها الحصبة. وتتفشي الحصبة على تغطية التحصين الأساسية بين السكان المتضررين، خاصة بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما، وكذلك ينتشر مرض التهاب السحايا النيسرية السحائية في هذه الأجواء المزدحمة. وتشير المنظمة إلى أن الاستجابة السريعة بالوقاية بمضادات الميكروبات، يمكن أن يؤدي إلى وقف انتقال العدوى. ومن المخاطر التي تتبع الكوارث الطبيعية أيضا التهابات الجهاز التنفسي الحادة، التي قد تؤدي إلى تسجيل وفيات كثيرة بين النازحين. وقال المدير الإقليمي لأوروبا في منظمة الصحة العالمية، هانز كلوج، في مؤتمر صحفي: "إننا نشهد أسوأ كارثة طبيعية في المنطقة الأوروبية لمنظمة الصحة العالمية منذ قرن، وما زلنا نتعرف على حجمها". |