|
قمة العقبة؛ عقلانية السياسة.. وتطرف اسرائيلي
نشر بتاريخ: 27/02/2023 ( آخر تحديث: 27/02/2023 الساعة: 13:46 )
لم يجف حبر بيان قمة العقبة التي عُقدت بحضور "أمريكي أردني مصري" بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، الا وعلت اصوات التطرف في الشارع الاسرائيلي نتيجة لعلمية انتقامية فلسطينية مشروعة جاءت ردا طبيعيا على جرائم جيش الاحتلال وأجهزته الامنية في مدينة نابلس في الضفة الغربية قبل أيام، في استمرار لمعادلة العنف لا يولد الا عنفا.. حيث بات واضحا لجوء اليمين المتطرف المنخرط بالائتلاف الحاكم داخل اسرائيل لسياسات العنف والتصعيد هروبا من استحقاقات السياسة، والتي تمثلت بالتفاهمات التي قادتها الولايات المتحدة الامريكية لتتبلور نتائجها بالقمة التي عُقدت في مدينة العقبة الاردنية. القمة حملت توافقا.. ومخرجا سياسيا للوصول لحالة تهدئة مؤقتة يُبنى عليها اتفاق حول القضايا الخلافية.. والتي أدت الى تصعيد ارهابهم في مناطق الضفة الغربية، أهمها؛ قضية القدس واستمرار ارتفاع وتيرة الاستيطان، وهو ما أكد عليه البيان بحضور الاطراف المعنية بذلك، بالاضافة الى اعادة التأكيد على الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، وادانة كل الاجراءات الاحادية الجانب والتي سعت "حكومة اسرائيل" الى تثبيتها كأمر واقع، مما سبب حرجا سياسيا لقادة اليمين المتطرف الاسرائيلي امام ناخبيهم من ناحية، ومن ناحية اخرى امام الشارع الاسرائيلي المنقسم على نفسه، فخرجوا بتصريحات مسعورة ضد القمة والبيان الذي صدر عنها، مستغلين العملية التي قُتل فيها مستوطنان إسرائيليان اثنان نتيجة لسياساتهم العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، والتي استمرت وتيرتها بتحريض قطعان المستوطنين الذين حرقوا (بلدة حوارة) الفلسطينية بحماية وغطاء من جيش الاحتلال الاسرائيلي. اليمين الاسرائيلي المتطرف، لا يؤمن بالمفاوضات، فالتطرف والارهاب لغتهم السياسية التي يبرعون بها، ليستحوذوا ويكسبوا تأييد الشارع الاسرائيلي التي نمت عقليته على الخوف من الفلسطيني والتصعيد ضده كأسس استمرار كيانهم الاحتلالي، لذلك كان التعاطي السلبي مع التفاهمات التي قادتها الولايات المتحدة الامريكية من خلال وزير خارجيتها "أنتوني بلينكن"، وسعوا الى تفريغها من محتواها السياسي باجراءات التصعيد العسكري في العديد من مناطق الضفة الغربية، ومن خلال تصريحات اعلامية تعكس مدى عقلية التطرف التي يتمتع بها الائتلاف الحاكم حاليا في اسرائيل، كون هذا الائتلاف لا يملك نظرة سياسية استشرافية لما سيؤول له العالم اذا ما استمرت الازمات السياسية والاقتصادية التي تنذر بمزيد من الحروب والصراعات التي تتوسع رقعتها يوما بعد يوم.. فمؤشرات الركود والتضخم في أعلى مستوياتها في أغلب دول العالم، والحرب الروسية الاوكرانية تدخل عامها الثاني بمنعطف خطير ينذر بمزيد من التصعيد العسكري، فلا أحد في العالم.. ولا في الاقليم.. يرغب حاليا بالتصعيد في مناطق الضفة الغربية، ولا أحد يستطيع دفع التكلفة الباهظة لمثل هذا التصعيد الذي سيكون نهايته هي طاولة التفاوض ذاتها التي عُقدت في مدينة العقبة، بعد ان يكون الفلسطيني قد دفع الثمن وحده كالعادة.. من دماء ابنائه وتدمير مؤسساته وبنيته التحتية. فالاساس الاستمرار في السعي نحو انهاء الاحتلال.. كاستراتيجية فلسطينية تنتهي بإقامة الدولة المستقلة، لذلك.. على الفلسطيني عدم الانجرار لدوامة العنف التي تقودها قيادات اليمين الاسرائيلي المتطرف للهروب من أزماتهم الداخلية، والتي من شأنها توحيد الشارع الاسرائيلي المنقسم حولهم بتصعيد الارهاب ضد الفلسطيني.. ليحافظوا على مكاسبهم الانتخابية وليستمر ائتلافهم الحاكم المهزوز، بل المطلوب.. مزيدا من الواقعية السياسية في التعاطي مع ذلك، وعدم الالتفات لبعض الاصوات الغوغائية الكامنة والتي تتدعي المقاومة لتجني ثمارها بشعبويات فارغة تخدم بها أجندات اقليمية ترغب بالتصعيد أيضا.. ليكون الدم الفلسطيني ورقة تفاوضية بيدها. |