نشر بتاريخ: 08/03/2023 ( آخر تحديث: 08/03/2023 الساعة: 22:11 )
الكاتب: الأسير مراد ابو الرب
حواء الفلسطينية... ليست گغيرها من نساء العالم ؛ فالمرأة الفلسطينية صاحبة الألم و الوجع فربما تكون في مثل هذا اليوم جالسةً بجانبِ قبرٍ أو تتنقل گفراشة بين السجون ، وعلى أحد الحواجز تضع مولودها الجديد لهذا العام .
فهي أم الشهيد و زوجته و شقيقته و ابنته ... وهي كذلك ام الأسير و زوجته و شقيقته و ابنته .. ولم تقف الأمور هنا ؛ فأبت إلا أن تكون خلف القضبان لتزداد معاناتها أكثر و أكثر !!
حواء الفلسطينية هي الشهيدة و الأسيرة و الجريحة .. ربما لا توجد أوسمة ولا أقلدة لهذه الحواء التي مشت بدرب الآلام أكثر من مرة ، فهي على مدار سبعين عاماً وأكثر لا زالت صابرة و صامدة و مناضلة ، في ظل كل هذه الحالات و المضايقات التي تتعرض لها من قبل قوات الاحتلال .
فهي المدرسة التي تنشأ و تعلم و تخرج الأجيال لهذا الوطن ، فهي صانعة درب التحرير و صانعة الأجيال ، لعبت دور الأم و الأب في نفس الوقت عند حالات الاستشهاد و الاعتقال وواجهت تحديات الحياة و ظلم وقهر الاحتلال ، فأثبتت من خلال ما حققته و أنجزته على أرض الواقع أنها قادرة على أن تكون أكثر احتمالا و قوة من الرجل ، وليس تعاطفا معها ولكن لأنها بِصدقٍ استطاعت أن تلعب هذا الدور الذي لا يستطيع الرجل بكل ما آوتي من قوته أن يلعب دوراً مثله .
كثيرات هنا اللواتي يستحقنَّ ذكرهنَّ و تكريمهنّ في هذا اليوم ، فكل من عانت من الاحتلال جسدياً و نفسياً و مادياً تستحق أن تكرم وكل من أمسكت قلماً و كتبت ، وكل من حاولت أن تداوي الجراح و التخفيف عن غيرها .
الى الطبيبة و المهندسة و المعلمة و العاملة و الموظفة ... الى كل تلك اللواتي يعشنّ الألم لهنّ الف تحية ... وإلى اللواتي يعملن في المؤسسات الأمنية مخاطرات بأنفسهن و حياتهن مثلهن مثل مخاطرة الرجل .
و بالرغم من كل ما قدمته بعد ذلك إلا أنها لم تأخذ مكانها الطبيعي ، فلا يجوز بعد كل هذه التضحيات و الآلام أن يبقى الرجل هو المتحكم فيما تأخذه .. ثلاثون أو أربعون بالمئة ؛ بما أنها ليست گغيرها ، لماذا لا تكون خمسين بالمئة فأكثر ؟؟!
السؤال الأهم :
أليس تحديد النسبة اقتناصٌ من مكانتها و كرامتها ؟؟!
هذا السؤال و غيره يجب أن تسأله حواء الفلسطينية لنفسها ، بما أنها قامت بكل ذلك لماذا إلى الآن لم تصل ؟؟؟
إن الثقة بالنفس هي العامل الأساسي حينما تكون حواء غير تابعة للرجل ولها استقلاليتها في أخذ قرارها و في صنعه فهي بالتأكيد ستكون بالمكان الصحيح ، لكن المهم أن تبدأ خطوات جدية و قوية للأجيال القادمة من أجل أن يكون لها مكانة أكبر و اكثر مما هي عليه اليوم .
فكل عام وأنتِ بخير يا حواء الفلسطينية .... و أتمنى بالعام القادم أن لا نحسب يوم المرأة ، بمعنى أن تكوني قررتي تماماً وأن الشراكة التكاملية هي ما تحكم هذا الثنائي ، الذي لم يفرق الله بينهما إلا في بعض الأمور الفسيولوجية و السيكولوجية و حينها نكون قادرين على إعمار هذه الأرض التي نعيش عليها .
* قلعة الشهيد عبد القادر ابو الفحم
* سجن عسقلان المركزي