نشر بتاريخ: 13/03/2023 ( آخر تحديث: 14/03/2023 الساعة: 09:36 )
القدس- معا- دعا ممثلون لـ15 دولة أوروبية، الإثنين، إسرائيل للتراجع عن قرارات إجلاء عائلات فلسطينية من منازلها في الشيخ جراح وسلوان والبلدة القديمة في القدس الشرقية.
جاء ذلك وفق بيان تلاه أحد دبلوماسيي الوفد بختام زيارة أجروها إلى القدس الشرقية، التقوا خلالها عائلات سالم ودجاني وداودي وحماد في الشيخ جراح، وعائلة صب لبن في البلدة القديمة، وفق مراسل الأناضول.
وتواجه عائلة صب لبن أمرًا بإخلاء منزلها في عقبة الخالدية في البلدة القديمة يوم الأربعاء المقبل، أما عائلات دجاني وداودي وحماد، فتنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في طلب جماعات استيطانية طردها من منازلها في 29 مارس/آذار الجاري.
في حين أرجأت محكمة إسرائيلية في 9 مارس الجاري النظر بطلب إخلاء عائلة سالم من منزلها إلى أجل غير مسمى، لكن البلدية الإسرائيلية في القدس أبلغت العائلة، الإثنين، بقرارها هدم غرفة في منزلها في غضون 21 يومًا بداعي البناء غير المرخّص.
وخلال الزيارة، قدمت العائلات الفلسطينية للوفد الأوروبي شرحًا عن الظروف الصعبة التي تعيشها منذ سنوات، إثر مطالبات متكررة من قبل جماعات استيطانية إسرائيلية بإخلاء منازلها.
وقال رأفت صب لبن للدبلوماسيين: "نحن في هذا المنزل منذ العام 1955، وتريد جماعة استيطانية إخلاءنا من المنزل لغرض تأجيره إلى عائلة يهودية حيث زعموا أمام المحكمة أن هذا المنزل يجب أن يسكنه اليهود وليس فلسطينيين أو مسلمين".
من جانبهم، قال الدبلوماسيون في بيانهم: "نلتقي هنا مع عائلات فلسطينية تواجه الإخلاء القسري الوشيك من منازلها في سلوان والشيخ جراح والبلدة القديمة في القدس، ونحن هنا لندعو الحكومة الإسرائيلية للتراجع عن قرارات الإخلاء".
وأضافوا: "في هذا الشهر وحده تواجه 6 عائلات فلسطينية في سلوان والشيخ جراح والبلدة القديمة إخلاءً قسريًا وشيكًا، حيث تقف جماعات استيطانية إسرائيلية خلف قرارات الإخلاء، هذا يعني أن 80 شخصًا تحت خطر الإخلاء الوشيك".
وتابعوا: "نغتنم هذه الزيارة لإعادة التأكيد على معارضتنا القوة للسياسة الاستيطانية الإسرائيلية، وهي غير قانونية بموجب القانون الدولي، وأيضًا الإجراءات التي تتخذ في هذا السياق بما فيها الإخلاءات".
وشددوا على أن مواصلة هذه السياسة "تزيد التوترات، وهذا يصب في إطار تصعيد العنف في الضفة الغربية بشكل أوسع، ما يفاقم القلق بأن السلطات الإسرائيلية تخطط لمواصلة سياسة الهدم في القدس الشرقية خلال شهر رمضان".
وقال الدبلوماسيون: "إن السياسة الاستيطانية الإسرائيلية تقوّض فرص حل الدولتين وفرص السلام الدائم في المنطقة ويقوض بشدة إمكانية أن تكون القدس العاصمة المستقبلية للدولتين".
ولم يرد في البيان إشارة حول الدول الموقّعة عليه.
وفي حديث للأناضول، قال رأفت صب لبن: "عائلتي هي واحدة من 6 عائلات فلسطينية تواجه الإخلاء القسري من قبل الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين".
وأضاف: "تخوض عائلتي صراعًا قانونيًا منذ أكثر من 45 عامًا بداية بمواجهة الحكومة الإسرائيلية، ولاحقا ضد المستوطنين الإسرائيليين منذ العام 2010 وحتى الان".
وتابع: "نحن كعائلة نعتبر ذلك جزء من سياسة منظمة للتهجير القسري للفلسطينيين من القدس الشرقية وهي سياسة ترقى إلى جريمة حرب وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك لوقف هذا الظلم المستمر منذ أكثر من 75 عاما".
وأشار صب لبن إلى أن المنزل الذي تقيم فيه عائلته "هو جزء من مبنى كبير تم الاستيلاء عليه كله من قبل المستوطنين الإسرائيليين على مدى سنوات، حيث تم إخلاء العائلات خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات ونحن العائلة الفلسطينية الأخيرة في المبنى".
وقال: "من خلال الأجواء السياسية الحالية في إسرائيل فالأمر ليس مبشرًا لعائلتي للبقاء في المنزل وللعائلات الفلسطينية الأخرى التي تواجه قرارات إخلاء".
وأضاف: "ما نعرفه كحقيقة هو أن هذه الحكومة الإسرائيلية لم تعد تخجل أو تخفي عنصريّتها وتمييزها وسياستها الظالمة تجاه الفلسطينيين وبالتالي ستواصل تصعيد سياستها هذه".
وتابع: "الثمن الذي دفعته عائلتي نتيجة هذا الظلم كان وخيمًا سواء اقتصاديًا وصحيا على مدى أكثر من 45 عامًا، فوالدتي تعاني منذ أكثر من 6 سنوات من القلق الشديد ونوبات الهلع والاكتئاب التي تسببت فيها المحاولات الإسرائيلية المتكررة لطردها والاستيلاء على منزلها".
وأردف صب لبن: "ليست عائلتي وحدها التي تواجه هذا الأمر، فهناك حوالي 200 عائلة في القدس الشرقية تواجه خطر الإجلاء من منازلها"
وكانت السلطات الإسرائيلية صعّدت في السنوات الماضية من قرارات الاستيطان وإخلاء وهدم المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية.