اّن الأوان لحل لجنة التواصل مع الإسرائيليين وتشكيل هيئة كفاح يهودي فلسطيني
نشر بتاريخ: 11/04/2023 ( آخر تحديث: 11/04/2023 الساعة: 15:58 )
كانت تجربة تشكيل لجنة التواصل مع المجتمعي الإسرائيلي في العام 2012 بمرسوم رئاسي، تجربة خلافية كبيرة. اثارت جدلا تنظيميا وشعبيا وحتى فصائليا داخل منظمة التحرير وداخل حركة فتح.
لا اعتراض على تاريخ او قيمة القيادات السياسية والإعلامية والتنظيمية والبلدية الذين عملوا لأكثر من 11 عاما على إنجاح فكرة التواصل مع المناضلين اليهود داخل إسرائيل. ولكن الفكرة الراهنة لم تنجح، وحتى لو كانت الفكرة تصب في صالح رفع شأن القضية الفلسطينية وتعميق فكرة الحرية للشعب الفلسطيني. الا ان الاتجاهات لم تكن واضحة وأصبحت تشبه المتاهة، والأدوات كانت سلبية ولم تضم تحت جناحها المناضلين اليهود ضد العنصرية وضد الاحتلال. وانما ظلّت حبيسة العلاقة مع ضباط الاحتلال والمرتزقة ورموز الفساد الحزبي والفساد التجاري والفساد العسكري داخل صفوف الجيش، ما جعلها تنحرف نحو علاقة غير نفعية مع قادة الأحزاب الصهيونية العنصرية وتنجرف نحو "شبهة" التطبيع مع شخصيات يمينية متطرفة ولا امل في التفاعل معها أو التأثير عليها .
والدليل ان رأي الجمهور الفلسطيني (وهو رأي مهم وجوهري) تجاه لجنة التواصل وعملها هو سلبي ثابت، وان من يعملوا بها حاولوا كل جهدهم وبذلوا كل طاقتهم من اجل انتصار الفكرة داخل المجتمع الفلسطيني وداخل المجتمع الإسرائيلي دون جدوى.
والفكرة الأساسية التي أيدها المؤسسون في الثورة الفلسطينية هي إقامة علاقة مع المناضلين اليهود (انا شخصيا اعرف عددا كبيرا منهم واشيد بنضالاتهم الجريئة والثابتة) من اجل توحيد الطاقات والعمل بصبر لوقف العدوان وإنجاز الحق الفلسطيني الثابت. ومن هؤلاء المناضلين اليهود مناضلين كبار من اجل السلام والحرية للشعب الفلسطيني صحفيين، وكتّاب، وفنانين، وأساتذة جامعات ومحامين، ورافضي الخدمة العسكرية وقادة حركات اجتماعية ونشطاء ومؤسسين في حركة بي دي اس داخل إسرائيل وفي الولايات المتحدة الامريكية وفي أوروبا وفي كل مكان بالعالم .
اذ لا يعقل ان يكون هؤلاء يدعون لمقاطعة إسرائيل ومحاكمتها ومحاكمة ضباطها، بينما لجنة تواصل رئاسية يكون سقفها أقل بكثير من سقف هؤلاء المناضلين.
ان التظاهرات التي تشهدها تل ابيب بحضور مئات الاف المتظاهرين، يجب ان تحظى بانتباه الرئيس (أعرف أنه مهتم متابع لأدق تفاصيل هذا التفاعل) لتعديل عمل اللجنة او تشكيل بديل عنها وبأهداف جديدة .
لان العام 2012 لا يشبه ابدا العام 2023، ولا بد من تطوير الفكرة وتحسين ادواتها، وعملها، وقبولها الشعبي فلسطينيا وعربيا. لتكون رافعة لنضالات جميع شعوب العالم من اجل فلسطين وحرية شعبها .
وفي الختام هذه تحية كبيرة وباقة زهور على قبر المناضل العالمي مارك رودين (مناضل من اصل سويسري) والذي افنى عمره في الدفاع عن فلسطين وشعبها، لدرجة انه اختار لنفسه اسما عربيا فلسطينيا "جهاد منصور".
لروحه السلام ولذكراه الخلود. ولنتكاتف مع جميع مناضلي العالم من اجل الحرية والعدالة لكل شعوب الأرض .