|
صور- في ليلة القدر.. الأقصى ممتلئ حتى مطلع الفجر
نشر بتاريخ: 18/04/2023 ( آخر تحديث: 19/04/2023 الساعة: 13:05 )
القدس- تقرير معا- احتضن المسجد الأقصى المبارك في ليلة القدر "ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان"، مئات الآف المسلمين، حيث أمتلأ المسجد الأقصى بكامل مصلياته وساحاته وأروقته بالمصلين الذين شدوا إليه الرحال من كافة الأراضي الفلسطينية والعديد من الدول العربية والإسلامية. مشاهد إيمانية عديدة مفعمة جميعها بالخشوع والسكنية في الأقصى منذ عصر الإثنين حتى مطلع الفجر؛ صلوات جماعية، حلقات من الدروس وقراءة القرآن، وحلقات أخرى للدعاء والتضرع الى الله، تسبيح واستغفار.
وقدرت دائرة الأوقاف الإسلامية أعداد من أدوا صلاتي العشاء والتراويح في ليلة القدر بحوالي 280 ألف مصلٍ. وأعدت دائرة الأوقاف الإسلامية لهذه الليلة البرامج الدينية المختلفة، أبرزها صلاة "قيام الليل"، والتي تناوب المشايخ على إقامتها بدءا من الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، وكذلك تناوب أئمة الأقصى في صلاة العشاء والتراويح والوتر، واختتم الشيخ يوسف أبو اسنينة أمام وخطيب المسجد صلاة الوتر، بالتضرع إلى الله بأن يحمي المسجد الأقصى وتحرير الأسرى وغفر الذنوب، وتوحيد الكلمة. الشيخ عمر الكسواني مدير الأقصى.. الأقصى في قلوب أهالي فلسطين الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى المبارك قال لوكالة معا :"حوالي 280 ألف مصلٍ قدموا من جميع بقاع فلسطين، وشدوا الرحال الى الأقصى رغم الحواجز وما جرى خلال الأيام الماضية، وهو رسالة بأن الأقصى هو حق خالص للمسلمين ولا يقبل القسمة ولا الشراكة." وأضاف الشيخ الكسواني :"ان الأقصى في قلوب أهالي فلسطين، حضروا إليه عندما تمكنوا من ذلك، أعداد كبيرة حضرت الى الأقصى في هذا الشهر الفضيل، ففي أيام الجمع حضر الى صلاة الجمعة 760 ألف مصل، وفي هذه الليلة المباركة أكثر من ربع مليون مصل، هذه رسالة عقيدية لكل المسلمين بضرورة أن يبقى الأقصى عامرا بالمصلين". ولفت الشيخ الكسواني أنه تم العمل على مدار شهر رمضان من خلال إدارة الأوقاف والموظفين والمتطوعين لتقديم أفضل الخدمات ولاستقبال الوافدين الى المسجد خاصة أيام الجمع وفي هذه الليلة المباركة، سواء بإعداد البرامج الدينية، أو العمل مع اللجان الطبية ولجان الكشافة والنظام. مظاهرة في الأقصى وبعد انتهاء صلاة التراويح والوتر، نظمت مظاهرة في المسجد الأقصى، رفضا لاستهدافه من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال، وردد الشبان "قسم حماية الأقصى"، ورفعوا العلم الفلسطيني ورايات "لا إله إلا الله". شوارع القدس وأسواقها شوارع القدس المحيطة بأسوار البلدة القديمة وطرقاتها، غصت بالوافدين الى الأقصى، منذ ساعات عصر الإثنين، الذين قدموا بمركباتهم الخاصة أو بالمواصلات العامة، عابرين الحواجز وجدار الفصل العنصري، فكانت المواقف والشوارع والطرق مليئة بالمركبات والحافلات، كما كان ملفتاً مشهد توافد المصلين الى باحات الأقصى، خلال التحضير للإفطار وأداء صلاة المغرب، وصلاة العشاء والتراويح. افطارات رمضانية الآلاف العائلات تجمعت واتخذت موقعاً وافترشت ساحات الأقصى، لتناول طعام الإفطار وأداء الصلاة، حيث كان العديد منهم لم يزر القدس والأقصى منذ سنوات، فامتزجت لهفة لقاء الأقصى بالسعادة والرجاء بأن يتقبل منهم إحياء ليلة القدر. حكايات من الأقصى.. والتقت مراسلة وكالة معا مع المصلين الذين شدوا رحالهم الى الأقصى في هذه الليلة المباركة، كلماتهم عكست مدى الاشتياق والحب للأقصى، وأملين جميعهم تحرره والوصول إليه على مدار العام،دون قيود وشروط وتحديد للأعمار.
الحاجة الستينية إم أديب من مدينة جنين، لم تتمكن من الوصول الى الاقصى منذ 3 سنوات وقالت اليوم عند حضورها الى الأقصى :"كنت أتمنى أن أتي الى الأقصى، الحمد لله اليوم تمكنت من ذلك، رغم التعب والمسافة الطويلة والاكتظاظ والانتظار على الحواجز وداخل الحافلات، كل التعب راح مني بس دخلت الى الأقصى وشفت قبة الصخرة.. شعور الطمأنينة والروحانيات في الأقصى مختلف." السيدة كفاية فروخ حضرت مع أفراد عائلتها من مدينة رام الله الى المسجد الأقصى أوضحت أنهم خروجوا من ساعات بعد الظهر ووصلوا الى الأقصى قبل المغرب وقالت :"تجمعت العائلة اليوم في الأقصى، تناولنا طعام الإفطار الذي كان مميزا لوجودنا في هذا المكان المقدس، ثم صلينا المغرب والعشاء والتراويح، أجواء إيمانية وروحانية لا مثيل لها في أي مكان.. أتمنى أن نصل في كل الأوقات والأيام الى الأقصى." أما أبو محمد من مدينة الخليل الذي بلغ سن ال55 الاسبوع الماضي، اعتبر نفسه محظوظاً بالوصول والصلاة في الأقصى، لأنه حرم لسنوات من ذلك لعدم حيازته تصريح، بسبب منع سلطات الاحتلال من هم دون سن ال55 للرجال من دخول القدس الا بتصريح خاص، وقال:"اليوم تحديت الحواجز والمنع واستطعت الوصول والصلاة بالأقصى، حرمت لسنوات من الدخول اليه، لكن الآن سآتي اليه متى أشاء". إم أنس عدوان من مدينة بيت لحم قالت :"أهل فلسطين اليوم كلهم بالأقصى، كلنا يد واحدة، مشهد مهيب عندما دخلنا الى الأقصى الذي أمتلا بالمصلين، هذا المشهد الجميل جعلنا ننسى تعب الحواجز وأزمة الحافلات والسير لمسافات، في كل خطوة الى الأقصى كنت أشعر بسعادة كبيرة شوق للوصول الى الأقصى". وأضافت :"في شوارع البلدة القديمة وأبواب الأقصى مشاهد وحدوية رائعة.. الشبان يتوزعون في كل مكان، هذا يوزع التمور وآخر المياه وثالث الوجبات."، ووصفت عدوان حضورها الى الأقصى "برحلة العمر"، حيث تحرم من الوصول الى الأقصى متى شاءت وتنتظر شهر رمضان للوصول إليه.
|