|
رسالة ماجستير بعنوان "جماليات الفن التشكيلي في الخطاب الأدبي الشعري والسردي"
نشر بتاريخ: 20/04/2023 ( آخر تحديث: 20/04/2023 الساعة: 16:20 )
رام الله-معا- حصلت الباحثة مريم المصري على درجة الماجستير من جامعة القدس المفتوحة لبحثها المتميز والذي هدف إلى رصد التعالق الدلالي بين اللوحة التشكيلية والخطاب الأدبي في العصر الحديث معتمدةً المنهج السيميائي في التحليل. وجاءت الدراسة في تمهيد، وثلاثة فصول. تناول التمهيد الحديث عن تضافر الفنون وتكامل المعارف، وعلاقة الفن التشكيلي بالأدب، وتوزع الفصل الأول المعنون بـــ التعالق الدلالي بين العتبات النصية والمضمون للخطاب الأدبي على ثلاثة مباحث، الأول: التعالق الدلالي بين العتبات النصية، والثاني: علاقة الغلاف بمضمون الخطاب الأدبي، والثالث: علاقة العنوان بمضمون الخطاب الأدبي، أما الفصل الثاني فجاء موسومًا بـــ الفن التشكيلي في الخطاب الشعري، موزعًا على مبحثين، الأول: تأثير اللوحة التشكيلية في النص الشعري، الثاني: تأثير النص الشعري في اللوحة التشكيلية، وجاء الفصل الثالث المعنون بـــ الفن التشكيلي في الخطاب السردي، موزعًا على مبحثين، الأول: العلاقة الجدلية بين اللوحة التشكيلية والفن الروائي، الثاني: العلاقة الجدلية بين اللوحة التشكيلية وفن السيرة. فكرة وأهمية الدراسة: تقول الباحثة الأستاذة مريم المصري: "إن هذه الدراسة تلقي الضوء على الخطابين التشكيلي والأدبي وذلك بدراسة التعالق الدلالي بين اللوحة التشكيلية والنصوص الشعرية والسردية؛ إذ تكمن أهميّتها في الكشف عن التآلف الدلالي بين اللوحة التشكيلية والخطاب الأدبي بشقيه: الشعري، والسردي، وتكشف العلاقات الجدلية بين الفن التشكيلي والخطاب الأدبي: الشعري، والسردي، فالتعالق الدلالي بين الفن التشكيلي والخطاب الأدبي لا يزال بحاجة إلى دراسات تطبيقية، لذا فإن جمالية الدراسة الفنية تفتح آفاقًا سيميائية أمام الباحثين؛ لأن العلاقة بين الفن التشكيلي والخطاب الأدبي علاقة تضافر، وتكامل، وتصادم". الحدود الزمانية والمكانية للدراسة تعالج الدراسة التعالق الدلالي بين الفن التشكيلي والخطاب الأدبي بشقيه: الشعري، والسردي في العصر الحديث، والوقت الحاضر. مسوغات اختيار موضوع الدراسة تهتم الباحثة بالمنهج السيميائي الذي يحقق تداخلًا بين الفنون؛ إذ بحثت عن عنوان يحقق تضافرًا بين الفنون الإبداعية؛ ولأنها محبة للرسم على الورق والألوان وقع اختيارها على عنوان (جماليات الفن التشكيلي في الخطاب الأدبي). وتهتم الباحثة بقضية التناص التي تحقق تداخلًا مشروعًا بين الأجناس الأدبية والفنية المختلفة، وترغب الباحثة بالإسهام في الكشف عن العلاقات الجدلية بين اللوحة التشكيلية والخطاب الأدبي، وتسليط الضوء على قدرة الأدباء الإبداعية في تجسيدهم للوحات التشكيلية العربية والأجنبية داخل كتاباتهم الأدبية. منهج الدراسة اختارت الباحثة المنهج السيميائي، وهو المنهج الأكثر تناسبًا من المناهج الأخرى؛ بسبب موضوع الدراسة الذي يتطلب الوقوف على دلالات اللوحة التشكيلية، وربطها مع دلالات مضامين الخطابات الأدبية الشعرية والسردية، وعناوينها. أسئلة الدراسة ما مدى التعالق الدلالي بين العتبات النصية؟ ما مدى التعالق الدلالي بين العتبات النصية ومضمون الخطابات الشعرية والسردية؟ كيف أثرت الخطابات الأدبية الشعرية والسردية باللوحة التشكيلية؟ هل تأثرت اللوحة التشكيلية بالخطابات الأدبية الشعرية والسردية؟ يشكل موضوع الرسالة فضاء تطبيقيًا للعلاقة العضوية التكاملية بين الفن التشكيلي والأدب؛ إذ يتكون العمل الأدبي الشعري والسردي من ثالوث سيميائي مكون من الغلاف، والعنوان والمضمون. ويسهم موضوع الرسالة في تعزيز تضافر الفنون وتكامل المعارف، فالشاعر والروائي والرسام يتفقون في تقديم رؤى فكرية والتعبير عن حالة نفسية ووجدانية، ويختلفون في الأداة؛ فالنص الأدبي أداته اللغة، واللوحة التشكيلية أداتها الألوان. واختيار لوحة تشكيلية غلافًا لعمل أدبي ينبغي أن يتقاطع دلاليًا مع عنوان العمل الأدبي والمفاصل الدلالية في متن العمل الأدبي. ويعد التداخل بين اللغة والفن التشكيلي في إنجاز متن العمل الأدبي مطلبًا فنيًا ونفسيًا ودلاليًا؛ إذ إن الرؤى الفكرية لدى الشاعر أو الروائي تقتضي التحول استدعاء دلالات لوحة تشكيلية في بعض الأعمال الأدبية. والرسام يستدعي قصيدة أو مشهداً روائياً في أثناء رسم اللوحة التشكيلية. ويمكن إجمال نتائج الدراسة على النحو الآتي: تجلى توظيف اللوحات التشكيلية في الخطاب الأدبي بأشكال عدة، منها: توظيف اللوحة في غلاف العمل الأدبي، ورسم الأدباء الفنانين للوحاتهم الأدبية بأنفسهم داخل أعمالهم الأدبية، وتحويل الأدباء للوحات الفنية إلى خطابات شعرية وسردية. لا تنفصل التموجات المعرفية والنفسية للغلاف عن فضاء عنوان الخطاب الأدبي ومضمونه، فالغلاف امتداد طبيعي لهما. يمنحنا تجلي اللوحة التشكيلية في النصوص الشعرية مساحة فنية تربط ألفاظ النص الشعري باللوحة التشكيلية بكشف التعالق الدلالي بينها. يعكس الفنان مضمون النص الشعري في رسمه للوحته التشكيلية من أجل توليد دلالات بصرية، فتتفاعل مكونات النص (المرئي) مع النص (الشعري). تحدث العلاقة الجدلية بين اللوحة التشكيلية وفن الرواية تواصلًا دلاليًا، يفضي إلى تفاعل المساحة البصرية مع مركزية المتن الروائي؛ لتضفي أبعادًا دلاليةً يكتسبها النص في تفاعله مع فضاء اللوحة التشكيلية أو العكس. يستدعي بعض الروائيين لوحات تشكيلية في وصف بعض المشاهد السردية. واستئناسًا بما تقدم توصي الباحثة بما يلي: اهتمام دور النشر بصفحة غلاف الأعمال الأدبية الشعرية والسردية. الإلمام بالفنون المختلفة؛ لمواكبة تطورات العصر التي تقتضي انفتاح الفنون على بعضها بعضًا. دعوة النقاد للبحث عن التعالق بين الأعمال الأدبية واللوحات التشكيلية. دمج نافذة الرسم مع نافذة الكتابة اللغوية في موضوعات التعبيرية في المدارس. توجيه طلاب الدراسات العليا والباحثين للكتابة في العلاقة بين الفن التشكيلي والأدب. دعوة جامعة القدس المفتوحة إلى إنشاء مركز أبحاث يهتم بعلاقة الفن التشكيلي بالفنون الأخرى. دعوة الإعلام الرقمي للاهتمام بالفن التشكيلي والخطاب الأدبي. إقامة معارض فنية؛ لعرض اللوحات التشكيلية والخطابات الأدبية التي يتجلى بينها العلاقة الجدلية. وأخيرًا وجهت الباحثة شكرها وتقديرها إلى من أشرف على رسالتها الأستاذ الدكتور عمر عتيق، وللمشرفين الآخرين: المشرف الداخلي الأستاذ الدكتور زاهر حنني، وإلى المشرف الخارجي الدكتور زياد غانم بني شمسية. كما وتشكر الباحثة جامعتها التي أكلمت فيها مسيرتها العلمية ممثلة بعمادة الدراسات العليا في جامعة القدس المفتوحة فرع رام الله. |