|
رسالة إلى ملاك في العلا : شيرين أبو عاقلة ..
نشر بتاريخ: 11/05/2023 ( آخر تحديث: 11/05/2023 الساعة: 08:26 )
حسن فقيه 🔘عزيزتنا قلوبنا ظلنا ناقوس ذواتنا وأحلامنا ، أسفارنا المعلقة على خيوط الشمس ، وأعتاب القمر … 🔘لا غياب للشهداء وأصحاب المبادئ والرسالات العميقة والمتجذرة في أعماق المجتمعات والقضايا الجمعية المشتركة . حاضرة كنت ولا زلت في كينونتنا الإنسانية والوطنية والمهنية ، وشريكتنا في تفاصيل حياتنا بكل أبعادها وزواياها المتجددة. 🔘الإنسانية ليست صفة مكتسبة في هذا العالم المتناقض الألوان ، بل هي نهج حياة : بكيت على حواف الوطن سهوله وجباله وبحره المتوسط الأبيض ، دموعك سالت على حكايا الشهداء والجرحى والأسرى ، وعلى المغتالين بجوار حواجز وبوابات وجدران الفصل العنصري . لامست بيديك الحانيتين وجع الامهات والاآباء والزراع والعمال والموظفين ،وحتى جذوع الزيتون التي إقتلعتها جرافات المغتصب الحاقد وجيش مستعمريه المختبئين على رؤؤس التلال. 🔘وعلى كتفيك علقت نياشين المهنية العالية بدقة متناهية ، فجمعت الرأي من كل حوافه ونقاط وجوده ، وسجلت بعدسة كاميراتك الصورة من كل المشاهد والنوافذ المطلة عليها ، وكانت فلسطين وقضاياها هي البوصلة والهدف . 🔘وضعت أسس مدرسة إعلامية عالية الجودة والمستوى ، شعارها مصلحة فلسطين والوطن هو المسار الصحيح للعمل والسهر والتعب ، وقلت دوما : الصحافة موقف ، ومن لا يمتلكه يجب أن يتنحى جانبا عن مسرحها وإلى الأبد . 🔘ولا جدال عند الناس حول عشقك الأبدي للقدس العاصمة ، فكنت تتحدثين عنها بصوت المحب الذي لا يرى نفسه إلا في حضن حاراتها وأزقتها وكنائسها ومساجدها وتكاياها وزواياها . 🔘ولأن الكلمة الحقة والموقف السليم هو للإعلام الحر والجريء ، كان قرار عصابة الموت القابعة في تل ابيب هو التخلص منك ، فكانت طلقات الغدر جاهزة لقتلك وإنهاء خطرك المحدق على المشروع الصهيوني الأسود ، فكان مخيم جنين هو المكان المجهز لفعل الجريمة النكراء … جندي حاقد ثمل بالكره والموت أطلق رصاصه الأسود بإتجاهك ، ترنح جسدك الطاهر ، حملته روحك نحو العلا حاملة في ثناياه ألق الشهادة وشهادات التميز . 🔘فلسطين كلها من البحر الى النهر حملتك في قلوبها وسارت بك في طريق شقائق النعمان البهي والملون والمعطر والانيق . 🔘لاحقتك هراواتهم وانت في تابوتك الخشبي الوديع ، حمتك من بطشهم صدور الناس ودعوات الامهات والمؤمنين في كل مكان وصوب وحدب . 🔘عام على الرحيل يا شيرين ، عام على الوجع الكبير ، عام على شلال الفقد والرحيل ، ما أصعبها من أوقات وساعات وأيام . 🔘 ولانك فلسطينية الدم والمحتوى ، لم يعاقب القتلة على جريمتهم النكراء ، ما زالوا طلقاء ، وما زال جيشهم وحكومتهم تعيث في الأرض فسادا وعهرا وإجراما … سنلاحق القتلة حتى النهاية وسنقتص منهم لا محالة .. 🔘زرتك ذات يوم في مرقدك الاخير وقرأت تراتيل الحزن وآيات من القرأن الكريم ، وابلغتك مدى حب الناس لك . شيرين ابا عاقلة يا رفيقة المواقف والرؤى ، في ذكرى رحيلك الصعب لا نملك سوى الدعاء الطويل لك . وداعا يا سيدة النساء ، يا عين الحقيقة ، يا نبض الناس البسطاء .. وأمام رب رحيم الملتقى حيث العدالة ترسم معالمها الحقة … وداعا وإلى لقاء . |