|
تكاملية دعم القضية الفلسطينية
نشر بتاريخ: 21/05/2023 ( آخر تحديث: 21/05/2023 الساعة: 11:27 )
أستغرب من أولئك الذين يقولون نحن مع القضية الفلسطينية وندعمها وندعم الشعب الفلسطيني دون قيادته، هناك الكثيرون ممن يرفعون مثل هذه الشعارات، دعم الشعب الفلسطيني وهم لا يدعمون قيادته، بالعكس، البعض قد يذهب إلى المس بالقيادة بطرق عديدة. إنّ دعم القضية الفلسطينية، يعني دعم الشعب الفلسطيني، ولا يكون هناك دعم حقيقي للشعب الفلسطيني ما لم يكن هناك دعم للقيادة الفلسطينية الشرعية التي تمثل هذا الشعب في جميع المحافل الدولية، وتتحدث باسمه، وتقوم بعمل ما يلزم لتحقيق أهدافه وطموحاته وآماله وأحلامه، وتعمل على استرداد وانتزاع حقوقه من المحتل بكافة الوسائل السياسية والدبلوماسية والقانونية والقضائية وغيرها. جميع الشعوب في كل دول العالم تتبع قيادتها، فالقيادة هي التي تمثل الشعب وتتحدث باسمه. وأيّ علاقات لهذه الدولة أو تلك مع الدول الأخرى لا تكون إلّا عبر القيادة، فالعلاقات الدولية تبنى على أعلى المستويات في هرم الدولة وهي القيادة، وإذا حصلت على مستوى أقل، يكون ذلك بتوجيه القيادة وعلمها وموافقتها، هذه هي المنظومة في أيّ مكان. معنى أن تدعم الشعب الفلسطيني، هو أن تدعم حقوقه الوطنية المشروعة، وهذا أمر لا يمكن أن يتم على مستوى الأفراد ولا حتى المجموعات، لأنّه لا يمكن لحقوق أيّ شعب أن تسترد بالعمل الفردي، بل هو عمل منظم وتراكمي على مستوى الدولة، بحيث تتكافل وتتضافر جهود المؤسسات الوطنية المختلفة، كل في مجال اختصاصها، لإحقاق الحق للشعب. إنّ العملية السياسية بشكل عام هي عملية تراكمية، وبالنسبة للشعب الفلسطيني، فإنّ العملية السياسية هي مجموعة من النضالات المتراكمة بشتّى أشكالها، ابتداء من الكفاح المسلح، وانتهاء بالدبلوماسية والدبلوماسية الشعبية، وفق ما يتطلبه الظرف والمعطيات السياسية ووفق المرحلة، وهذا غير ثابت ويتغير مع الزمن ومع اختلاف المعادلات السياسية المبنية على توازن القوى، ولكل مرحلة نهج مختلف بحيث يصب في الهدف الواحد، وهو بالنسبة للفلسطينيين التحرّر من الاستعمار ونيل الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشريف، هذا وفق الشرعية الدولية، التي لو حادت عنها القيادة الفلسطينية تصبح فلسطين خارج نطاق الشرعية الدولية بنظر العالم، وبالتالي لن يتم دمجنا في المجتمع الدولي، وهذا ليس لصالح القضية الفلسطينية في هذه المرحلة. قد يقول قائل أنا أدعم الشعب الفلسطيني بالمال والمساعدات، وأدعم أهل القدس لتعزيز صمودهم، هذا عمل مقدّر ويساعد على دعم الصمود، ولكن لا يكتمل هذا العمل في تحقيق الهدف الوطني إلّا بالعمل السياسي والدبلوماسي الذي تقوم به القيادة. كما أنّ دعم القيادة الفلسطينية يجب ألّا تكون مرتبطة بالرئيس كشخص، بمعنى أنّ دعم القيادة من وجهة نظري هو دعم للرئيس بغض النظر عمن يكون، طالما هو الرئيس الفلسطيني الشرعي والذي يعترف به العالم أجمع، فإن كان هناك من لا يحب شخص الرئيس، أيّ رئيس أو حاكم، لا يكون ذلك مبررّاً لعدم دعم قضية معينة، والتي قلت سابقاً أنّها تعني دعم الشعب الذي يمثله الرئيس الشرعي. هناك من يقول إنه يعمل من أجل فلسطين، ولكنه يعمل برؤى تختلف عن رؤية القيادة الفلسطينية، بل قد يعمل البعض ضد القيادة الفلسطينية بمحاولة المضاربة عليها وتشويه صورتها، ويعمل ليحقق أهداف ومصالح ومزايا شخصية، وقد يدّعي أنه يعمل من أجل تحرير فلسطين، كيف لهؤلاء العمل وهم لا يمثلون إلّا أنفسهم أو فئة صغيرة نسبياً، كيف لهؤلاء أن يعملوا بعيداً عن القيادة الشرعية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وخارج إطار منظمة التحرير، كيف لهؤلاء أن يمثلوا الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وكيف يمكن لهم مخاطبة الدول الأخرى وضمن أيّ قنوات من أجل حشد الدعم السياسي والدبلوماسي للقضية الفلسطينية. إنّ الطريق لخدمة القضية والشعب الفلسطيني لا يكون إلّا بدعم جهود القيادة الفلسطينية على جميع الأصعدة، فهي الوحيدة القادرة على انتزاع الحقوق، بالتخطيط ووضوح الرؤية وبعمل الفريق المؤسساتي وبعلاقاتها الدولية على مستوى العالم أجمع، هكذا أفهم العمل لأجل فلسطين، وهكذا أفهم دعم القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني لتحقيق المشروع الوطني الذي ينشده. لا أقلّل من الجهود التي تدعم الشعب الفلسطيني بصور مختلفة، ولكن أقول وأؤكد أنّ أي دعم لا يمكن أن يثمر لتحقيق الهدف في التحرر والاستقلال والاعتراف الدولي بعيداً عن دعم القيادة الفلسطينية، فدعمها واجب وطني على كل فلسطيني أينما كان، وكذلك بالنسبة للشعوب والدول الأخرى، عليها جميعها أن تترجم دعمها لفلسطين وشعبها من خلال دعم الجهد السياسي والدبلوماسي الذي تقوم به القيادة. |