|
حكايات من الوجع ودموع العائلات على الهدم - 6 منازل هدمت في القدس
نشر بتاريخ: 06/06/2023 ( آخر تحديث: 07/06/2023 الساعة: 12:27 )
القدس- تقرير معا- "دقت ساعة الصفر لهدم منازلنا فلا مفر أمامنا بعد أكثر من 25 عاماً في محاكم الاحتلال.. ورغم صعوبة القرار وتنفيذه لكن الاحتلال لم يترك لنا الخيار"، هذه كلمات وحال 3 عائلات مقدسية وهي تراقب عملية هدم بنايتيها السكنيتين في حي وادي قدوم في بلدة سلوان. عائلات "الطويل، برقان، ونصار"، أجبرت على هدم منازلها الخمسة، بعد محاولات عديدة ومتواصلة منذ 28 عاماً لترخيص المنازل، لكن بلدية الاحتلال رفضت كافة المحاولات بحجة أن "الأرض مصادرة لصالح المنفعة العامة" يمنع فيها البناء، وعليه كان قرار المحكمة العليا مماثلا "هدم ما على الأرض وإخلائها لصالح المنافع العامة" الحاج معروف نصار – صاحب الأرض- أوضح أن مساحة قطعة الأرض تبلغ 2 دونم، قام بشرائها قبل حوالي 50 عاماً، وقال:" أولادي وبناتي قاموا بالبناء عليها وقمنا بزراعتها وعشنا فيها، وبدأ الاحتلال بملاحقتنا في البداية بحجة البناء دون ترخيص، لنفاجئ قبل حوالي 5 سنوات بملاحقة جديدة وهي "مصادرة الأرض بحجة المنفعة العامة"، فرضت البلدية ترخيص البناء القائم عليها منذ سنوات طويلة، ودفعنا المزيد من المخالفات للبلدية والأموال للمحاكم في محاولة لحماية الأرض والحفاظ عليها، حتى أصدرت المحكمة العليا قرار الهدم والإخلاء النهائي. وأضاف الحاج نصار :"قبل حوالي عامين أجبرته البلدية على هدم 3 منازل في ذات الأرض لأولاده وأحفاده، واليوم يتكرر المشهد بهدم عمارتين لبناته وأحفاده". هناء نصار الطويل قالت:" انا اليوم ما بحكي عن بيت انهدم وراح، اليوم ببكي على أيام وذكريات وأوقات عشتها في هاي الأرض، هون أنا انولدت كبرت وتعلمت وتزوجت، داري عملت فيها شو بحلم أنا وزوجي وأولادي، كبرنا فيها، الشجر المثمر حول منزلي كبرته زي ما كبرت ولادي.. هذا كله راح بقرار من البلدية والمحكمة العليا". وقالت وهي تذرف الدموع على أشجار منزلها:" بحب الشجر كتير، شجر الزيتون والتين والتفاح والكرز والدالية، زرعته أشتال صغيرة، كنت أجيبها من الخليل، واهتميت فيهم لكبروا وصرنا نأكل منها.. بس اليوم خلص كله راح يروح". ولفت فادي الطويل أن بنايته المكونة من طابقين، مبنية منذ 22 عاماً، وبدأت ملاحقته عام 2003، وفرضت عليه مخالفات بناء بقيمة 30 ألف شيكل. ام معتصم نصار برقان، كانت تجهز شقة لنجلها في بنايتها السكنية لتزوجيه بها، لكن قرارات الاحتلال سبقتها وهدمت الحلم والتحضيرات، وانشغلت العائلة الأيام الماضية بتفريغ محتويات البناية واليوم تقوم بعملية الهدم. وقالت السيدة ام معتصم:" من 28 سنة والبناية مبنية دفعنا أكثر من 60 ألف شيكل مخالفات وغرامات، خوف وقلق من قرارات المحكمة، حتى حضرت القوات قبل عدة أيام وأبلغتنا بضرورة تنفيذ عملية الهدم حتى يوم الثلاثاء "6/6"، وإلا ستقوم البلدية بذلك وعلينا دفع أجرة الهدم لها. وأضافت:" البلدية تنوي مصادرة الأرض بحجة "المنفعة العامة"، هي تريد بناء مدارس ومرافق في المكان بدلا من المنازل، متسائلة: إذا هدمت المنازل وشردت أطفالها فلمن تريد بناء المدارس؟، فهذه المنطقة بأكملها مهدة بالهدم لصالح المنافع العامة". أما أبناء عائلات برقان، نصار، الطويل، فقاموا بكتابة أسمائهم على جدران المنازل، لتتذكرهم وتكون شاهدة بأنهم عاشوا في هذا المكان كما يقول الفتى محمد الطويل. ونفذت بلدية الاحتلال اليوم، عملية هدم لعائلة طوطح، بعد عمليات هدم استهدفت فيها العائلة على مدار السنوات الماضية. وقالت جميلة طوطح- صاحبة المنزل-:" خرجت مبكرا من منزلي الى الطبيب، تفاجئت باتصال بأن القوات والجرافات تقتحم المنزل لهدمه، لا مأوى لنا اليوم "أنا وابني نعيش في هذا المنزل القائم منذ 24 عاماً". وأضافت:" عشت فيها وتزوجت فيها كل أفراحي وأحزاني في هذا البيت، وبدقائق معدودة يتحول الى كومة من الحجارة في المكان.. لا كلمات تصف الجرح الوجع وحرقة القلب على الدار، فهي المكان الدافئ لكل أفراد العائلة." وأوضحت طوطح أن هذه الأرض للعائلة، ولديها كافة الأوراق التي تؤكد ذلك، هدمت شهر آذار الماضي 3 منازل واليوم الرابع، هي تريد المنطقة فارغة من المنازل بالكامل، بحجة "الحدائق"، وقالت:" الاحتلال يريد زرع شجرة ووضع أرجوحة وطرد السكان من المكان". كما هدمت الجرافات اليوم بركسا للخيول لعائلة طوطح في المكان. يتكرر مشهد الهدم بشكل شبه يومي في مدينة القدس، بذرائع مختلفة، ولكل بيت حكاية من الذكريات ووجع على الهدم وتحطيم الأحلام. |