إسرائيل لا تقول فلسطين بل الفلسطينيين- تفاصيل عن الهدنة الطويلة
نشر بتاريخ: 13/06/2023 ( آخر تحديث: 13/06/2023 الساعة: 13:58 )
في سياسة الاحتلال.. حكومات نتانياهو وغير نتانياهو توقفوا عن استخدام اسم فلسطين واستعاضوا عنه بكلمة الفلسطينيين، والقصد ان الفلسطينيين سكان أو عابري سبيل او ركّاب او عمال زراعة ومثلها. وحين يقولون باللغة العبرية " توشفيم " أي سكان فهم يهربون من كلمة " إزراحيم " ومعناها مواطنين لهم حقوق بالقانون والأعراف الدولية .
في الاخبار وحتى في حوادث السير يقول الاعلام العبري عن المستوطن الغريب الذي جاء واحتل تلة في الضفة الغربية مواطنا . ويقول عن الفلسطيني صاحب المنزل وصاحب الحقل الذي يعيش منذ مئات السنين في هذا البيت انه ساكن !! والمغزى السياسي بات معروفا .
وحتى عن سكان قطاع غزة وبعد ان اخلوا مستوطنات اليهود يقولون سكان غزة ولا يقولون مواطني غزة . والاهم من هذا قادم .
بعد ذلك أصبحت إسرائيل تفاوض على هذا الأساس . فطلبت من سكان الضفة ( ليس مواطني الضفة ) ان يسافروا عن طريق مطار رامون قرب ايلات ليضمنوا منعهم من السفر من مطار اللد وجذبهم عن السفر من مطار عمان الدولي. وبذلك فان الاحتلال يتعامل مع قضية فلسطين ومع الفلسطينيين على ان لديهم مشكلة ركاب ومسافرين وليست قضية سياسية .
منسق الاحتلال يعرض عبر صفحته " مشاكل الفلسطينيين " وليست قضية الفلسطينيين . ولا يستخدم الاحتلال كلمة مشاكل المستوطنين بل يقول قضية الاستيطان .
ما نشاهده اليوم من حديث عن هدنة طويلة الأمد مع المقاومة في غزة ، لها اتصال كبير مع ما قلناه اّنفا :
- ان الاحتلال فشل في قمع انتفاضة الضفة عسكريا او امنيا او سياسيا ، فيلجأ الى مقايضة غير مباشرة مع المقاومة في غزة بعروض لحل مشكلة المسافرين والركاب .
- ان غالبية ما نشر في السوشيال ميديا مبالغات غير صحيحة
- تم العرض باستخدام الفلسطينيين لمطار العريش في شق يتعلق بالبعد التجاري والاستيراد والتصدير. حتى انه تم بحث تفاصيل البضائع ونسبة القطاع الحكومي فيها .
- موضوع الهدنة طويلة المدى والمقصود وقف اطلاق نار وهدوء جبهة غزة هو البند الأبرز والأكثر بحثا في هذه الحوارات .
- جرى عرض ( نقول عرض استكشافي ) لموضوع فتح معبر رفح 24 ساعة في اليوم وإلغاء ما يسمى تنسيق السفر المسبق .
- مرّ الحضور مرورا لطيفا على موضوع المصالحة الفلسطينية وضرورة احياء الحديث عنها من جديد .
- لم يتم الاتفاق على أي بند . وفي النهاية جرى التوقف عند بند وقف اطلاق النار بين المقاومة وإسرائيل وجرى الاكتفاء بالنص الأخير للمعركة الأخيرة بشان وقف اطلاق النار .
خاتمة القول ان إسرائيل تتعامل مع الفلسطينيين الان كمسافرين عالقين في مكان ليس لهم ، وبغض النظر عن أي معبر او مطار سوف يستخدمون . او كعمال او كسكان لهم مشاكل في المجاري والبيئة والرواتب واحتياجات المشافي وتصاريح العمل .
ركاب وتبحث ( المشكلة الفلسطينية ) من اين يسافروا من البحر الأحمر او البحر الأبيض او من الصحراء . ومشكلتهم كعمال كيف يتم منحهم بعض التصاريح للعمل في ورشات إسرائيلية ، او مشكلتهم كمزارعين او كفقراء !!
الشركات الامريكية والغربية ربما تتنافس لاحقا لبيع الخدمات للسكان الفلسطينيين " توشفيم " وتقيم عليهم حواجز عسكرية يدفعون ثمنها وربما تفرض عليهم حظر تجوال مدفوع الأجر . هذه الشركات تبيعهم دواء وهذه تبيعهم تذاكر سفر ، وتلك تبيعهم تصاريح للمغادرة وهكذا .
حتى حقوقهم كمستهلكين غير محفوظة وغير مضمونة.. حتى حقوقهم كمسافرين او ركاب غير مضمونة .